على طريقة الطائرات الرافال، التي اشتراها نظام السيسي من فرنسا، وحرص على حيازة أسراب كبيرة منها، بأسعار فائقة عن أسعار السوق العالمي، حيث بيعت نفس الطائرة للهند بأسعار أقل من مصر بمرات عديدة، وعلى الرغم من حيازة الهند الطائرة وتكنولوجية تصنيعها، تمهيدا لتصنيعها بالهند كشرط للشراء من فرنسا، حصل عليها السيسي بمليارات الدولارات وبدون تكنولوجيا ولا صواريخ معدة لها، ومنزوعة التكنولوجيا العالية، ما يجعلها مجرد طائرات للاستغراض العسكري فقط، وهو ما مثل إهدارا للمال العام المصري بلا أي فائدة، وهو ما كان أحد أسباب نقص الدولار بمصر، وهو ما يتكرر اليوم ، وبصورة فجة وبلا محاسبة من أحد، وبتغييب إعلامي وخيانة من النظام الحاكم، وفي الوقت الذي تتخلى فيه دول العالم عن استعمال الطائرة البيونج 737، بسبب عيوب فنية، حيث تسببت في عدة حوادث مؤخرا، إذ تتفكك أجزاء من الطائرة أثناء طيرانها، وهو ما يمثل تهديدا فجا للسفر على متن الطائرة، ورغم ذلك تتعاقد مصر للطيران على شراء 18 طائرة من نفس الطراز. ففي 13 نوفمبر 2023، نشرت الصحف المصرية المحلية ، ومنها اليوم السابع ومصراوي ، والمصري اليوم، خبرا بعنوان "مصر للطيران توقع صفقة انضمام 18 طائرة من طراز بوينج B737-8MAX لأسطولها". حيث وقعت شركة مصر للطيران الناقل الوطني المصري تعاقدا جديدا لتحديث أسطولها الجوي بالتعاون مع شركة Air Leas Corporation والتي تعد من أكبر الشركات المتخصصة في هذا المجال في العالم، وذلك من خلال نظام التأجير التشغيلي ل 18 طائرة جديدة من طراز بوينج B737-8MAX. ويعد هذا التعاقد هو الصفقة الأولى بين كل من شركة Air Leas Corporation والناقل الوطني لجمهورية مصر العربية "مصر للطيران"، كما أن طراز بوينج B737-8 MAX هو أول إضافة إلى أسطول مصر للطيران، ومن المقرر استلام أولى الطائرات بدءا من عام 2025 على أن يتم تسليم باقي الطائرات تباعا بانتهاء عام 2026. وخلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته شركة Air Leas Corporation في معرض Dubai Airshow، قال ستيف إف أودفار هازي، الرئيس التنفيذي لشركة Air Leas Corporation: إننا "سعداء بالإعلان عن هذه الصفقة لشراء 18 طائرة من هذا الطراز مع عميلنا الجديد، مصر للطيران، والذي يعد أول مؤجر لدينا لهذا الطراز، وإننا نفتخر بالتعاون مع مصر للطيران باعتبارها شركة طيران رائدة في شمال أفريقيا، مشيرا إلى أن مصر للطيران ستواصل التفوق في السوق بهذه الطائرات من الجيل الجديد والتي ستحل محل أسطول مصر للطيران القديم من الطرازات قصيرة ومتوسطة المدى بطائرات أكثر رفاهية وحداثة وكفاءة أفضل في استهلاك الوقود، الأمر الذي سوف يعزز وبشكل كبير أسطول شركة مصر للطيران ويزيد من قدرتها التنافسية". وفي نفس السياق أوضح المهندس يحيى زكريا رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران أن هذه الصفقة جاءت بين صرحين كبيرين مصر للطيران وشركة Air Leas Corporation، وتتوافق مع خطة مصر للطيران لتحديث أسطولها الجوي ورغبتها في الحفاظ علي مبدأ الاستدامة البيئية وخطط النمو المستقبلية، وأضاف زكريا أن هذا الطراز يعمل بمحركات CFM Leap – 1B27، وهي من أحدث المحركات وتوفر في استهلاك الوقود وتقلل من الانبعاثات، مما يساعد على تحقيق أعلى كفاءة تشغيلية لمصر للطيران، كما أن السعة المقعدية للطائرة 160 مقعدا (16 مقعدا لدرجة رجال الأعمال و144 مقعد للدرجة السياحية). يذكر أن أسطول مصر للطيران العامل يضم 80 طائرة من بينهم 42 طائرة من طرازات بوينج المختلفة، ويمتد التعاون بين الكيانين مصر للطيران وبوينج من 60 عاما وتحديدا في عام 1966، حين انضمت أولى طائرات شركة بوينج لأسطول مصر للطيران من طراز B707. وفي 7 يناير الجاري، قال يحيى أوستن، المتحدث باسم الخطوط الجوية التركية على منصة إكس للتواصل الاجتماعي: إن "الشركة سحبت جميع طائراتها الخمس من طراز بوينغ 737 ماكس 9 من الخدمة من أجل الفحص، وأن الطائرات ستبقى في أول مطار تهبط فيه". ومنعت الجهات التنظيمية الأميركية يوم 6 يناير، الطائرة من العمل، حيث انتُزع جزء من الجانب الأيسر للطائرة بعد إقلاعها من بورتلاند بولاية أوريجون في طريقها إلى أونتاريو في كاليفورنيا، مما أجبر قائدي الطائرة على العودة والهبوط بسلام. وكان على متنها 171 راكبا وطاقم من ستة أفراد، ودخلت الطائرة الخدمة قبل ثمانية أسابيع فقط. ويمثل قرار إدارة الطيران الاتحادية ضربة جديدة لشركة بوينغ في الوقت الذي تحاول فيه التعافي من أزمات متتالية تتعلق بالسلامة وجائحة كوفيد-19 وتراكم الديون عليها. وتوقف تحليق الطراز الأكثر مبيعا لشركة بوينغ لمدة عامين تقريبا بعد حادثي تحطم في عامي 2018 و2019، ولم يتضح حتى الآن سبب هذا القصور الواضح في هيكل الطائرة، وعمليات فحص واسعة لطائرات "بوينغ 737 ماكس 9" في عدة دول. في غضون ذلك، باشرت العديد من شركات النقل الجوي في أكثر من دولة عمليات فحص لطائرات "بوينغ 737 ماكس 9″، ما تسبب في إلغاء عشرات الرحلات، وذلك يومين بعد حادث انفصال أحد أبواب طائرة تابعة لشركة أمريكية بعد الإقلاع، يأتي هذا غداة إصدار إدارة الطيران الفدرالية الأمريكية أمرا بإخضاع 171 طائرة من نفس الطراز للفحص ومنعها من التحليق، إجراء اتبعته أيضا هيئات طيران في عدة مناطق من العالم. وتشهد عدة دول منذ 7 يناير، إيقاف تشغيل لطائرات "بوينغ 737 ماكس 9" ما أدى لإلغاء عشرات الرحلات الجوية، وذلك بعد يومين من حادث انفصال أحد أبواب طائرة تابعة لشركة "آلاسكا إيرلاينز" الأمريكية بعد إقلاعها. أمريكا وتركيا وعلى غرار شركات أمريكية مثل شركة "يونايتد إيرلاينز"، وهي من الكبرى في العالم، قامت الخطوط الجوية التركية و"إيرومكسيكو" وشركة "كوبا إيرلاينز" البنمية بإيقاف طائراتها من هذا الطراز وإخضاعها للفحص، وذلك بعد توجيهات أصدرتها إدارة الطيران الفدرالية الأمريكية. وجرى تسليم نحو 218 نسخة من هذا الطراز حتى الآن، بحسب بيانات حصلت عليها وكالة الأنباء الفرنسية من شركة بوينغ. أوروبا من جانبها، أكدت هيئة سلامة الطيران الأوروبية أنها ستتبع التوصيات الأمريكية وأشارت إلى أن ذلك لا ينبغي أن يكون له تأثير، إذ لا يوجد مشغل في أوروبا يستخدم طائرة 737 ماكس 9 مع خيارات التصميم المعنية. سنغافورة من جهتها، أشارت الخطوط الجوية السنغافورية إلى أنها لم تستخدم طائرة من ذاك الطراز، وهي بالتالي غير معنية بهذا الإجراء. وأكدت شركة "يونايتد إيرلاينز" التي تمتلك أكبر أسطول من طائرات 737-9 في العالم، لوكالة الأنباء الفرنسية أنها ستوقف 46 طائرة، وقد انتهت من فحص 33 منها. وأوضحت "آلاسكا إيرلاينز" التي قررت، قبل صدور هذه التوجيهات، توقيف جميع أسطولها من هذا الطراز والمكون من 65 طائرة أنها لم تجد حتى الآن أي عنصر يثير القلق. وتحدث وزير النقل الأمريكي بيت بوتيجيج على موقع "إكس" عن "حادث مروع" وقالت جينيفر هومندي، رئيسة الهيئة الوطنية لسلامة النقل للصحافيين: "لقد حالفنا الحظ لأن الأمر لم ينته على نحو مأساوي" وكشفت أن الباب، وفقا للمعطيات الأولية، سقط فوق سيدار هيلز، في الضاحية المتاخمة لبورتلاند، ودعت السكان إلى إبلاغ السلطات في حال عثورهم عليه. وكانت الطائرة قد نالت الاعتماد في نوفمبر، حسب سجلات إدارة الطيران الفدرالية المتاحة على الإنترنت. وردت بوينغ في بيان أرسلته إلى وكالة الأنباء الفرنسية: "نحن نتفق مع إدارة الطيران الفيدرالية ونؤيد قرارها بطلب إجراء فحص فوري لطائرات 737-9 المماثلة في التصميم للطائرة المتضررة". حوادث متكررة وجاء الحادث فيما شهدت شركة الطيران العملاقة في السنوات الأخيرة أعطالا فنية بعد تحطم طائرتين من طراز 737 ماكس، وأدى هذان الحادثان اللذان تسببا في مصرع 346 شخصا في أكتوبر 2018 ومارس 2019، إلى بقاء الطائرة 737 ماكس على الأرض لمدة 20 شهرا، قبل السماح لها من جديد بالتحليق. ولم تسمح إدارة الطيران الفدرالية بعودتها إلى الخدمة إلا بعد إجراء تعديلات على نظام التحكم في الطيران. وفي الآونة الأخيرة، اضطرت شركة بوينغ إلى تأخير عمليات التسليم بسبب مشاكل في هيكل الطائرة، وخاصة في قسمها الخلفي. وفي نهاية ديسمبرسلمت بوينغ أكثر من 1370 نسخة من طائرات 737 ماكس، وتسلمت طلبات لشراء 4 آلاف منها. أزمة الطراز الجديد، الذي ستشتري مصر للطيران 18 طائرة منه، تبقى المخاطر ماثلة والتهديدات متزايدة لأمن وسلامة الطيران المصري، وهو ما ينبغي مواجهته، وليس التستر عليه وتمريره من أجل عمولات للكبار.