كشف خبراء في الشفافية والمحاسبية الدولية لصحيفة "الجارديان" البريطانية استغلال أبوظبي لفساد وزراء بريطانيون (بنموذج مكشوف أخيرا) في تحقيق مصالحها. وقالت الجارديان: إن "سجلات الشفافية الوزارية من الحكومة الإنجليزية، أظهرت أن الوزير السابق جيري جريمستون التقى 13 مرة على الأقل مع قيادة شركة "مبادلة" الإماراتية المساهم الرئيسي في "إنفستكورب" البحرينية، بما في ذلك اجتماعات مع رئيسها التنفيذي، خلدون المبارك، وهو أيضا رئيس مجلس إدارة نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، الذي يملكه منصور بن زايد آل نهيان، النائب الثاني لرئيس الإمارات". وأن ذلك بعدما وافقت اللجنة الاستشارية للتعيينات التجارية (أكوبا Acoba) (حكومية) على دور جريمستون مع "إنفستكورب"، بعد أن أبلغ هو ووزارة الأعمال والتجارة اللجنة أنه ربما كان على اتصال عرضي مع إنفستكورب لكنه لم يتخذ أي قرارات تتعلق بذلك. وأوردت الجارديان أنه لا توجد إشارة محددة إلى المساهمين في قواعد تعيين الأعمال، لكن إرشادات "أكوبا" للوزراء تقول: إنه "يجب على المتقدمين تقديم معلومات مفصلة حول مشاركتهم في المسائل ذات الصلة في المنصب، ويجب على المتقدمين تقديم أكبر قدر ممكن من المعلومات ". يذكر أنه خلال فترة توليه منصب وزير الدولة البريطاني للاستثمار، وقع جريمستون في مارس 2021، شراكة استثمارية بين "مبادلة" والحكومة البريطانية، مع توسيعها بشكل أكبر في سبتمبر 2021. وتستثمر الإمارات بموجب هذه الاتفاقية 10 مليارات جنيه إسترليني في "شراكة الاستثمار السيادي" بين البلدين على مدى خمس سنوات. وقالت وزارة الأعمال والتجارة: إنها "اتبعت الإجراءات الصحيحة لتعيين جريمستون، لكن نشطاء يقولون إن عملية التعيين هي مثال آخر على الضعف والفساد". الاتهام الرئيسي وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن "السير" (لقب لعضو مجلس النواب البريطاني) جيري جريمستون، والذي تولي منصب وزير الدولة للاستثمار في حكومة رئيس الوزاء البريطاني السابق بوريس جونسون، من مارس 2020 وحتى يوليو 2022، بعدم الإفصاح عن مباحثات حساسة أجراها مع صندوق أبوظبي السيادي (مبادلة) بعد عودته للشركة عقب انتهاء مهمته في الحكومة. وأضافت أنه بعد انتهاء فترة وجوده في "وايتهول"، عاد اللورد جريمستون إلى عمله في شركة "إنفستكورب"، وهي شركة لإدارة الاستثمار مقرها البحرين ولها مكاتب في حي مايفير البريطاني، غربي لندن، وفقا للتقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد". وأوضحت أن أكبر مساهم منفرد في "إنفستكورب"، والذي يمتلك 20% من الشركة منذ مارس 2017، هو "مبادلة"، صندوق الثروة السيادية في أبوظبي. ومن المقرر أن يعمل جريمستون مستشارا ورئيسا لصندوق المناخ المزمع إنشاؤه لدى "إنفستكورب". قواعد غير واضحة لمنع التجسس واستعانت الصحيفة بتصريحات ل(روز ويفن)، كبيرة مسؤولي الأبحاث في منظمة الشفافية الدولية في المملكة المتحدة التي قالت: "عندما ينتقل الوزراء السابقون إلى وظائف في القطاع الخاص، هناك قواعد غير واضحة لمنعهم من استخدام المعلومات السرية المكتسبة أثناء وجودهم في مناصبهم لصالح أصحاب العمل الجدد، والتي يمكن أن تقوض المصلحة العامة". وأردفت، "إذا كان لديك وزير يعمل في شركة التقى مساهمها الرئيسي عدة مرات أثناء وجوده في منصب عام ، فيجب الإعلان عن ذلك وتقييمه قبل أن يحصل على الضوء الأخضر للتعيين". وأشارت إلى أنه "على أقل تقدير، يجب أن يكون الضباط السابقون شفافين بشأن تعاملاتهم مع الشركات الخاصة خلال فترة وجودهم في السلطة".
الوزراء يتهربون ونقلت الصحيفة عن (سيد أحمد الوداعي)، مدير المناصرة في معهد البحرين للحقوق والديمقراطية الحقوقي ومقره لندن قوله: إن "الوزراء يتهربون مرارا وتكرارا من الشفافية، ويفشلون في الإعلان عن أي روابط قد تكون لديهم". وأضاف، "حتى عندما تظهر هذه المعلومات إلى النور، يمكن للوزراء تجنب أي عواقب والحفاظ على موقعهم المكتسب عبر علاقات غير مشروعة مع دول مستبدة مثل الإمارات". وتعرض الوزير البريطاني السابق الذي يعمل في شركة استثمار بحرينية لانتقادات، بعد أن لم يعلن عن 13 اجتماعا مع أكبر مساهم فيها، وهو صندوق الثروة السيادية في أبوظبي، عندما طلب الإذن لتولي هذا المنصب، وفق ما نقلت صحيفة "الجارديان".