هنا ستجد كل الأسباب التي تغذي تعصبك، وتزيد من رغبتك في إهانة أهم لاعبي المنافس. لا يهم إذا كنت من مشجعي الأهلي أو الزمالك، فأنا هنا أعطيك كل ما تريده للتجريح في أبو تريكة وشيكابالا، وبالطبع سيكون الاختيار لك. محمد أبو تريكة – من زاوية تالتة يمين ليس المعجزة أو الماجيكو وبالطبع ليس "زيدان العرب" كما يحبون أن يسمونه. الدليل أنه حتى بلغ عامه ال26 ولم يكن يعرفه أحد سوى أنه لاعب جيد في الترسانة، لم يلفت الأنظار في الدوري الممتاز أو على مستوى أي من منتخبات الشباب كما تفعل المواهب الحقيقية في الإسماعيلي مثلا والتي لا يهدأ الأهلي أو يرتاح له بال إلا عندما يخطفها. أبو تريكة محظوظ أيضا لأنه يسجل أهدافا عادية ولكن دلالتها تجبر الجميع على إعادتها وتكرارها مئات المرات حتى يظن الناس أنه صاحب كل فرح وسعادة وانتصار لمنتخب مصر، على الرغم من أنه يساهم مثله مثل زملائه ليس أكثر. سجل ركلة ترجيح في نهائي 2006 مثله مثل أي لاعب أخر ولكن كونها الركلة الأخيرة والتي أعلنت فوز مصر باللقب ظلوا يعيدونها ويزيدونها، لم يفعل شيئا يذكر في 2008 سوى مباراة السودان ولكنه أيضا أحرز هدفا في المباراة النهائية التي ارتبطت به ونسى الجميع مجهود زيدان الخرافي في صناعة الكرة! يقولون إنه "الخلوق" .. هل من الأخلاق أن يخدع الحكم للحصول على فائدة ليست من حقه؟ هل ركلة جزاء حرس الحدود من خارج منطقة الجزاء ودفعه للاعب الجيش في مباراة أهدت الأهلي مباراة فاصلة ثم الفوز باللقب من سمات "القديسين"؟ قال بعدها إنه ندم على هدف الجيش، ولكن فيما ينفع الندم؟ شيكابالا – من زاوية تالتة شمال كم من المواهب التي جاءت وذهبت بلا أثر. ليس من المهم أن تكون صاحب مهارات عالية فقط، ولكن المهم أن تكون منتجا لناديك ومنتخب بلدك كي تكون لاعبا كبيرا. شيكابالا يلعب للفريق الأول للزمالك منذ سنوات واحترف في أوروبا والجميع يملأ الدنيا صراخا عن مهاراته .. فأين بطولاته إذن؟
أشعر أحيانا أنني لن أحيا حتى اليوم الذي أشاهد فيه المشجعين المصريين يعلنون احترامهم – ولن أقول حبهم – للاعب منافس على الرغم من أن هؤلاء هم أول من يرفعونه على الأعناق ويؤلفون له الأغنيات في اليوم الأول الذي ينتقل فيه لناديهم! كيف يفوز منتخب مصر بثلاث بطولات أمم متتالية وهو في عز تألقه ولا يكون موجودا سوى في بطولة واحدة فقط وخاضها بديلا؟ اترك المنتخب جانبا، كم بطولة حقق لناديه الذي يعتبره أهم لاعب وقائد الفريق و"الجوهرة" و"الفهد" وخلافه. هل هناك نجم يهتف مع الجماهير بألفاظ مشينة في حق المنافسين بدلا من مطالبتهم بتشجيع الفريق أو الكف عن السباب؟ ولكن لماذا سنذهب بعيدا، أليس هو اللاعب نفسه الذي اشتبك مع جمهور فريقه نفسه أكثر من مرة، وهتف ضده هذا الجمهور في مرات كثيرة حتى خلع لهم قميص النادي وقال "مش لاعب تاني"! ولكن لا تستطيع أن تطلب من لاعب الالتزام تجاه المنافسين إذا كان غير ملتزم تجاه ناديه وفريقه، يحضر معسكرات التدريب إذا أراد ويتركها إذا أراد أن يحضر حفلة من حفلات الصيف على شاطئ البحر المتوسط. تريكة وشيكابالا - زاوية أحلم بها هل رأيتم مدى سهولة تشويه أي شئ جميل؟ أشعر أحيانا أنني لن أحيا حتى اليوم الذي أشاهد فيه المشجعين المصريين يعلنون احترامهم – ولن أقول حبهم – للاعب منافس على الرغم من أن هؤلاء هم أول من يرفعونه على الأعناق ويؤلفون له الأغنيات في اليوم الأول الذي ينتقل فيه لناديهم! أبو تريكة ليس ملاكا أو منزها عن الخطأ، وشيكابالا أيضا بشر له اندفاعاته التي يتخلص منها بالخبرة والتعلم. أقبح الأشياء في العالم هي محاولة اغتيال الأخر لمجرد اختلافه عما نحبه ونعتقده ونرغب فيه. لكل إنسان جانب مظلم وأخر مضئ لأنه في النهاية بشر، ولكن المؤسف حقا أننا أصبحنا نكرس وقتنا كله في البحث عن السلبيات والمساوئ والخطايا، وأصبح هذا البحث الدؤوب يعمينا شيئا فشيئا حتى أصبحنا غير قادرين على رؤية السحر والبهجة والجمال في أداء لاعبين مثل أبو تريكة وشيكابالا بدلا من أخطائهما .. الأخطاء التي أتحدى أي منكم ألا يكون له مثلها أو حتى أكثر منها.