هم مجموعة من أبرز نجوم كرة القدم في العالم.. لكنهم مختلفون.. لأنهم مروا من هنا.. عبر بوابة الدوري المصري الممتاز. هل تعرف أن هداف القرن ال20 فرينتس بوشكاش عمل مدرباً للمصري البورسعيدي؟ هل تعلم أن مدرب الأهلي الشهير ناندور هيديكوتي كان هدافاً للمنتخب المجري ووصيفاً لكأس العالم؟ هل تعلم أن الدوري المصري شهد وجود ثلاثة لاعبين سبق لهم التتويج بالكرة الذهبية الإفريقية؟ في السلسلة التالية يسلط FilGoal.com الضوء على عدد من نجوم كرة القدم في العالم الذين شاركوا في "الايجبشيان بريميير ليج".. سواء كلاعبين أو كمدربين.. مستر كوتي جماهير الأهلي تعرف جيداً إسم "هيديكوتي".. يعرفه الغالبية بأنه المدرب الذي حقق للفريق الأحمر ألقاباً عديدة في السبعينيات، ويعرفه البعض الآخر حين يوضع في مقارنة مع مانويل جوزيه.. لكن الكثيرون لا يعرفون من هو نجم المجر وهداف فريقها الذهبي هيديكوتي.. ولد ناندور هيديكوتي في بودابست يوم 3 مارس 1922. بدأ مشواره مع الكرة في نادي اليكتروموس وهو في سن التاسعة عشرة قبل أن ينتقل لفريق هيرميناميزي.. لكن شهرته الحقيقية انطلقت عام 1947 بإنضمامه لفريق MTK بودابست، أنجح أندية المجر. تألق هيديكوتي في مركز رأس الحربة ليحقق ثلاثة ألقاب للدوري المجري ولقباً لكأس المجر، وشارك مع الفريق في أول نسخة لبطولة كأس الأندية الأوروبية (دوري أبطال أوروبا حالياً) 1955. وسجل هيديكوتي هدفين في الفوز على أندرلخت البلجيكي في الدور الأول قبل أن يودع الفريق المسابقة على يد ستاد ريمس الفرنسي الذي بلغ المباراة النهائية في هذا العام. هيديكوتي دافع عن ألوان MTK حتى اعتزاله اللعب عام 1958، وفي المجمل خاض معه 314 مباراة سجل خلالها 238 هدفاً. مشوار هيديكوتي الأبرز والأشهر كان مع المتتخب المجري والذي التحق به للمرة الأول عام 1945. على مدار 13 عاماً ارتدى هيديكوتي قميص منتخب المجر 69 مرة مسجلاً 39 هدفاً في أزهى فترات "الفريق الذهبي".
هيديكوتي سجل هدفين في أول مبارا ة دولية له والتي انتهت بسحق رومانيا 7-2، ثم سجل هاتريك في مرمى بلغاريا بمباراته الدولية الثانية. ومثل هيديكوتي مع فرينتس بوشكاش وساندور كوتشيش الثلاثي الذي لا يقهر في هجوم المنتخب المجري، حيث سجلوا في المباريات التي خاضوها سوياً ما يرقب من مائتي هدف (198 هدفاً بالتحديد). حصد هيديكوتي ذهبية أولمبياد هلسنكي 1952 مع المجر، إلا أن أبرز مبارياته الدولية أتت حين التقت المجر بانجلترا في ملعب ويمبلي الشهير عام 1953. إنجلترا التي لم تخسر من قبل بملعبها سقطت أمام المجر بنتيجة قاسية بلغت 6-3، وسجل هيديكوتي بمفرده هاتريك في هذه المباراة التي خدع فيها المنتخب الإنجليزي باللعب كمهاجم متأخر، وهو ما كان يحدث للمرة الأولى في تاريخ كرة القدم. في مونديال 1954 بسويسرا، تألق هيديكوتي من جديد ليسجل أربعة أهداف في البطولة التي حلت فيها المجر ثانية بعد الخسارة غير المتوقعة من ألمانياالغربية 3-2 في المباراة النهائية. المدير الفني في عام 1958 أعلن ناندور هيديكوتي اعتزال اللعب، ليبدأ مباشرة مشواره كمدرب في الموسم التالي مع فريقه MTK.. موسم وحيد انتقل بعده هيديكوتي إلى إيطاليا ليدرب فريق فيورنتينا، ويقوده لتحقيق اللقب الأوروبي الوحيد في تاريخه بالفوز بكأس أوروبا للأندية أبطال الكؤوس في نسختها الأولى عام 1961. عامان قضاهما هيديكوتي في تدريب الفيولا قبل أن يقود فريق مانتوفا الإيطالي لموسم وحيد، عاد بعده إلى المجر عام 1963 ليدرب فريق جيوري، ويقوده لتحقيق لقب الدوري المجري للمرة الأولى في تاريخه عام 1963. ومع هيديكوتي بلغ جيوري الدور نصف النهائي لبطولة أوروبا للأندية عام 1965 قبل الخسارة أمام بنفيكا البرتغالي. مسيرة هيديكوتي التدريبية تواصلت مع تاتابانيا المجري، قبل أن يعود لبيته الأول MTK من جديد عام 1967، ثم درب فريق بودابست سبارتاكوس لثلاثة مواسم قبل أن يتجه إلى بولندا ويدرب فريقي ستال ريزيسوف وإيجري دوزسا بين عامي 1972 و1973. عبد المحسن كامل مرتجي في صيف 1973 تعاقد مجلس إدارة الأهلي برئاسة الراحل عبد المحسن كامل مرتجي مع هيديكوتي لقيادة الفريق الذي كان في مرحلة إعادة البناء.. وقضى هيديكوتي سبع سنوات مع الفريق الأحمر كانت من بين أزهى الفترات في تاريخه..
الموسم الأول لهيديكوتي لم يشهد أي ارتباطات رسمية بعد إلغاء مسابقة الدوري لظروف حرب أكتوبر 1973.. ليبدأ هيديكوتي مشواره مع الأهلي بتحقيق لقب الدوري موسم 1974-1975 بعد أن غاب الدرع عن قلعة الجزيرة منذ عام 1962، وبفارق سبع نقاط عن الترسانة الوصيف. هيديكوتي جمع توليفة من النجوم مثل الصاعد وقتها محمود الخطيب وفتحي مبروك ومحسن صالح ومصطفى عبده وطاهر الشيخ وغيرهم من النجوم الذين استعادوا البطولات الحمراء. الأهلي حافظ على لقب الدوري في الموسم التالي 1975-1976 والذي أقيم بنظام المجموعتين. تصدر الأهلي مجموعته بفارق ثماني نقاط عن وصيفه الإسكاعيلي ليلاقي بطل المجموعة الثانية غزل المحلة في مبارتين فاصلتين. وحسم الفريق الأحمر الأحمر بالفوز بهدف للخطيب، ثم برباعية دون مقابل سجلها الخطيب وأحمد عبد الباقي ومحسن صالح ومصطفى عبده. وبلغ الأهلي نهائي كأس مصر في العام ذاته قبل أن يخسره لصالح الاتحاد السكندري. إنجازات هيديكوتي مع الأهلي تواصلت بلقب ثالث متتال للدوري في موسم 1976-1977 وبفارق خمس نقاط عن الوصيف الزمالك قبل أن يخسر الأهلي الدوري للمرة الأولى مع هيديكوتي في موسم 1977-1978 بفارق هدف وحيد بعد أن تساوى مع الزمالك في رصيد 41 نقطة لكل منهما. وسجل كل منهما أيضاً 41 هدفاً إلا أن الزمالك تلقت شباكه سبعة أهداف مقابل ثمانية للأهلي ليستقر الدوري في البيت الأبيض. لكن هيديكوتي عوض خسارة الدوري بالفوز بلقب كأس مصر لأول مرة مع الأهلي وعلى حساب الزمالك في نهائي 1978 الشهير الذي حسمه الأهلي بنتيجة 4-2 بعدما كان متأخراً بهدفين لهدف حتى ما قبل النهاية بربع الساعة، ليدفع هيديكوتي بالخطيب وطاهر الشيخ معاً لتنقلب المباراة في صالحه. الأهلي استعاد لقب الدوري في الموسم التالي 1978-1979 محققاً رابع ألقابه في المسابقة مع المجري العجوز، وبفارق سبع نقاط أمام الزمالك، ثم حافظ هيديكوتي على اللقب أهلاوياً في موسم 1979-1980 بفارق أربع نقاط عن غريمه التقليدي، ليحقق هيديكوتي خمسة ألقاب للدوري مع الأهلي كأول مدرب يحقق هذا الإنجاز.. هذا الرقم ظل قياسياً حتى حطمه البرتغالي مانويل جوزيه بتحقيق سادس ألقابه في الدوري مع الأهلي عام 2011. هيديكوتي درب بعد ذلك أهلي دبي الإماراتي ثم عاد إلى مصر ليدرب الاتحاد السكندري لأشهر قصيرة دون نجاح يذكر، قبل أن تجبره ظروفه الصحية على العودة للمجر واعتزال التدريب تماماً بعدما عانى من أزمات قلبية متكررة.. وفي 14 فبراير 2002 توفي ناندور هيديكوتي عن عمر ناهز الثمانين عاماً، ليقوم نادي MTK بعدها بتغيير إسم ملعبه في بودابست إلى "ستاد ناندور هيديكوتي".