قال الدكتور صلاح سلام، السيناوى الأصل، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، إن ما يقرب من 300 إرهابى حاولوا السيطرة على مدينة السيخ زويد، معظمهم من الدفعة الجديدة من أبناء ولاية سيناء، وأضاف فى حواره ل«الوطن»، أن الإرهابيين انتشروا فى كل شوارع المدينة، وتسللوا إلى مستشفى الشيخ زويد لمنع دخول سيارات الإسعاف، وأن الحال استمر هكذا حتى وصلت طائرات القوات المسلحة التى فرضت السيطرة على المنطقة، وأشار إلى أن الإرهابيين استخدموا أسلحة جديدة ومتطورة فى الهجوم على الكمائن، مثل صواريخ «كورنيت»، ومضادات للطائرات. ■ هل ترى أن الجيش خرج منتصراً من معركة أمس؟ - الحقيقة أن حجم الخسائر التى أشيعت على المواقع الإلكترونية فيه تهويل كبير، والسبب فى ذلك أن شهود العيان أبلغوا بأن هناك هجوماً كاسحاً على عدد من الأكمنة التى استهدفت، وعلى اعتبار ما كان يحدث من قبل بوجود 20 حالة وفاة فى كل كمين توقع الأعداد بشكل حسابى فقط، لكن المعارك التى حدثت بالنسبة لحجم الخسائر فى الأرواح أعداد قليلة جداً، ويرحم الله الشهداء، وقوات الجيش تمكنت من السيطرة على الوضع، وكانت هناك يقظة عسكرية كبيرة، وخروج طائرات الأباتشى مبكراً فى الوقت المناسب أدى إلى قتل عدد كبير من الإرهابيين، ومن المستحيل وغير الوارد أن تحدث سيطرة على «الشيخ زويد»، لأن القوات المسلحة لديها قوات نظامية، لكن لا شك أن هناك حالة حرب. ■ البعض يطالب بضرورة تهجير أهالى سيناء كحماية لهم.. ما رأيك؟ - هؤلاء يعيشون الوهم، ومن الواضح أنهم لا يعرفون سيناء إلا نظرياً، ولم يمروا حتى بالطائرات من فوق سيناء، ولا داعى للتنظير، وفى كل العصور، الاجتياح البرى لسيناء كان أسهل بكثير فى المناطق التى لا يوجد بها سكان، وخبرتنا فى الحروب السابقة فى 48 و56 و67، ومن يقرأ تاريخ المنطقة الساحلية التى كان بها عدد قليل من السكان يجد أن الاجتياح الإسرائيلى كان يحتاج لأيام، وكان فى وسط سيناء، لأنها مفرَّغة من السكان، من الحدود الإسرائيلية كان يصل لمسافة السكة فى أول يوم، فوجود الناس والحضر والبشر يحمى المنطقة، ولذلك كنا دائماً نطالب بإعمار سيناء وتنميتها. ■ ما الاستراتيجية المفروض أن تتبع لتنمية سيناء؟ - بعد انتصار أكتوبر 1973 وفى أولى ساعات التحرير، كان لى شرف الجلوس مع الرئيس السادات باعتبارى مقرر أسرة سيناء بكلية الطب، وجلست مع «السادات» فى القنطرة على الأرض وقال لى إنه بعد اتفاقية السلام كان لا يهتم بأن يملأ سيناء بالجيش، وإنما أن يملأها بالمصانع والمزارع، وأن يكون لكل دول العالم مصالح من خلال مصانع تشارك فيها ألمانيا والصين وأمريكا وكوريا واليابان، وتصبح محمية من كل غزو، لتكون هونج كونج الشرق. ■ لكن البعض يرى أن اتفاقية «كامب ديفيد» تكبل يد مصر، ولا بد من إلغائها. - «السادات» لم يخطئ فى «كامب ديفيد»، لأنه كان لديه استراتيجية مختلفة، لكنها لم تطبق، لأنه لم يمهله الوقت والزمن، ووافق بهذا الشكل على حمايتها بمصالح الدول العظمى فيها، مع الانتشار والكثافة السكانية بها، وطالب أن يكون لسيناء قانون اقتصادى خاص، لكن بعد وفاته لم يتحقق ما تمناه، وظلت سيناء مفرغة تماماً، فاستمرت الاتفاقية بهذا الشكل فلم يصبح لها فائدة. ■ هل تعتبر اتفاقية كامب ديفيد مطبقة الآن؟ - لا، تقريباً الاتفاقية تقطعت، بدخول هذا الكم من القوات المسلحة وهذا الكم من طائرات الأباتشى فى هذا الوقت فى المنطقة «ج»، وكان مسموحاً الدخول فقط ل700 جندى، وهو عدد لا يجوز الآن، ولا أعتقد أن الجيش المصرى بعد القضاء على الإرهاب من الممكن أن يترك سيناء. ■ ما المطلوب الآن لتحسين الأوضاع فى سيناء؟ - هناك جهود مبذولة الآن، لكن لا بد من المزيد من الجهود التى تطرح، ولا تكون الجهود أمنية فقط، فلا بد من غزو سيناء ثقافياً واجتماعياً وفكرياً، وأطالب القوات المسلحة بالبدء فوراً فى إنشاء 10 مصانع الآن فى منطقة وسط سيناء بجوار مصنع أسمنت الجيش ومصنع أسمنت الدكتور حسن راتب، ومن الممكن أن نقيم مشروعات للرخام والمنجنيز، والأسمنت والطفلة فيها لأنها منطقة منبسطة، ولا ننتظر المستثمر الأجنبى، لاستيعاب طاقات الشباب فى المنطقة، ولو استوعب كل مصنع 500 شاب، يعنى أكثر من 5000 أسرة، وإعادة مشروعات الثروة السمكية، بعد السيطرة على بحيرة البردويل.