«دماء المصريين خط أحمر»، ليست مجرد عبارة رنانة، إنما أمر واقع فرضه الجيش المصرى الذى لم يتوانَ فى حماية الوطن والمواطن، سطَّرت بطولات رجاله ودماؤهم الزكية سجل التاريخ لتظل شاهدة على عظمتهم، وليكونوا مصدر فخر للأجيال على مر الزمن. وفى ظل حرص الدولة المصرية على توثيق تلك البطولات عبر الأعمال الفنية الهادفة، سطَّر فيلم «السرب» ملحمة وطنية تضمنت رد القوات الجوية التى استطاعت، بضربات حاسمة وقاصمة، أن تلقن تنظيم «داعش» الإرهابى درساً قاسياً إثر اعتدائه على مصريين فى ليبيا. إقبال الجمهور على «السرب» لمشاهدته لم يقتصر على دور العرض السينمائية فقط، بل امتد إلى قصور الثقافة بمحافظات مصر، ليمنح أبناء الوطن فرصة التعرف على فيلم تم تنفيذه فنياً بتقنيات ومؤثرات بصرية وصوتية على أعلى مستوى، وذلك فى ظل بروتوكول بين الهيئة العامة لقصور الثقافة والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، بموجبه يتم عرض الأفلام بأسعار مخفضة للجمهور بسعر تذكرة 40 جنيهاً «سينما الشعب». «السرب» من الأفلام التى توثق وتؤرخ لواقعة وحدث مهم تمت معالجته فنياً بطريقة تحمل التميز والإبداع الفنى والتقنى، وذلك حسب تصريحات نقاد ل«الوطن»، مؤكدين أن الأعمال الوطنية من الفن الخالد، خصوصاً فى ظل تقديم معالجة فنية بشكل متميز كما يحدث فى الوقت الراهن. «الشناوى»: توقيت طرح العمل بالسينما جاء مناسباً وأشاد الناقد الفنى طارق الشناوى بفكرة الفيلم، لأنه يوثق فترة مهمة جداً، وحدثاً تاريخياً فى قالب درامى مميز، فضلاً عن أن توقيت طرح العمل بالسينما جاء مناسباً للغاية، وهذا أهم ما يميز الفن الذى لا يرتبط بزمن محدد، لافتاً إلى أن فيلماً بعنوان 1917 عن الحرب العالمية الأولى، تم إنتاجه بعد أكثر من قرن من الزمن وحصد العديد من الجوائز، لأن مثل هذه النوعية من الأفلام تتناول عمق الحدث وتلامس مشاعر الجمهور بشكل فنى به إبداع. وقال «الشناوى» إن «السرب» يدخل فى دائرة الفن الجيد لأنه يقدم واقعة حقيقية بشكل مميز على مستوى عالٍ من التفاصيل الفنية، يجعلك تشعر برغبة فى متابعة ماذا سيحدث، بالرغم من أن الحدث لم يمر عليه وقت طويل وما زال راسخاً فى الأذهان، كما أن مضمونه تناول قدرة مصر على الرد القوى والحاسم الذى جعلنا نشعر بالفخر، وهذا هو العمق الذى انجذبنا إليه. «ماجدة»: بطولة عسكرية نفخر بها وقالت الناقدة ماجدة موريس إن «السرب» من الأفكار الجيدة التى تم تنفيذها بهذا الشكل الفنى، خصوصاً أنها تتناول واحدة من بطولات القوات الجوية المصرية التى أثلجت صدور المصريين، مشيرة إلى أهمية تسليط الضوء على مثل هذه البطولات التى نفخر بها من خلال الأعمال الفنية، لتكون فرصة للأجيال الجديدة للمشاهدة ومعرفة التاريخ، وأضافت: «هذه النوعية من الأعمال الفنية، مثل مسلسل الاختيار وفيلم السرب، لا بد أن تكون موجودة على الشاشة باستمرار، حتى تخلق جواً من التوازن ما بين الرسائل التى تقدمها الدراما والسينما، من خلال فكر جديد وواعٍ استناداً إلى طريقة الطرح الملىء بالإبداع الفنى، ومن عناصرها الأساسية، الكتابة التى تكون بمثابة العمود الفقرى لأى عمل فنى، ثم يأتى دور المخرج فى تحويل الكلمات إلى صورة مميزة جاذبة، ليعمل على اختيار فريق العمل وتسكين الأدوار والشخصيات، وكل هذه الأمور يلمسها المشاهد، الأمر الذى يجعله يرتبط بالعمل حال تميزه ويسهم فى نجاحه». وأشارت «موريس» إلى أن فيلم «السرب» يشارك فيه مجموعة من الفنانين على قدر كبير من التميز والموهبة، وهناك تناغم واضح بينهم، ما يصب فى مصلحة العمل، مشددة على ضرورة تقديم أعمال فنية باستمرار عن بطولات الجيش المصرى لأنها باتت من الأمور المهمة التى ينبغى الإشارة إليها فى ظل التحديات التى تواجهها مصر من كل جانب، كذلك فى ظل حرص الشركة المتحدة على تقديم كل الإمكانيات المادية والمعنوية للفن. «سعد الدين»: «المتحدة» أسهمت فى توثيق البطولات بأعمال فنية ومحتوى فنى متميز وأكد الناقد الفنى أحمد سعد الدين أن العمل مأخوذ عن قصة حقيقية مر عليها 9 سنوات، تم تحويلها إلى شريط سينمائى يُبرز ما حدث وكيف جاء رد القيادة المصرية حاسماً وبه رسالة قوية على أن دماء المصريين خط أحمر، كما تناول النصر الذى حققته القوات الجوية والهزيمة التى لحقت بداعش فى ليبيا، الأمر الذى يبعث برسائل تبث الثقة فى النفوس بين الشباب والأجيال الجديدة وتزكية روح الوطنية فى نفوسهم، خصوصاً أن الأطفال منذ نعومة أظافرهم يراودهم حلم الانضمام للمؤسسة العسكرية، نابعاً من البطولات والتضحيات التى يسطرها رجال الجيش والشرطة بدمائهم، ويقدمها الفن من خلال أعمال مهمة ويلقى الضوء عليها مثل «السرب» وقبله «الممر» وغيرهما من الأعمال الوطنية. وأوضح أن «السرب» منح الجمهور فرصة الاطلاع على رؤية عميقة لعملية عسكرية استهدفت القضاء على «داعش»، وكأن الجمهور يعيش أجواء تلك الملحمة لحظة بلحظة، بداية من التخطيط لها وتنفيذها، وظهر ذلك جلياً من خلال «السرب»، وما حمله من تطور تقنى فى المعدات والجرافيكس والمونتاج كأننا نشاهد معركة حية، وهو ما يُعد من عناصر الجذب لصالح الفيلم، بما جعله يتصدر إيرادات شباك التذاكر واستحواذه عليها، مع الإقبال الهائل من الجمهور لمشاهدته داخل قصور الثقافة المختلفة، وهى مبادرة مميزة من أجل نشر الفيلم ورسالته فى جميع محافظات مصر. وأشاد «سعد الدين» بدور الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بشأن تقديم الأعمال الوطنية، لأن توثيق تلك البطولات سينمائياً ودرامياً أمر غاية فى الأهمية، فى ظل حاجة الأجيال الجديدة للتوثيق البصرى لتلك البطولات العظيمة، لافتاً إلى أن دعم الشئون المعنوية للفيلم لوجيستياً كان فى غاية الأهمية.
