سبعة شهور من العدوان المستمر جواً وبراً وبحراً على غزة، حوّلت القطاع الفلسطينى إلى خراب، مع عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين والمفقودين تحت ركام أحياء كاملة، لم يبقَ منها سوى أنقاض، ومستشفيات خالية من مستلزماتها، بعد تعنت الاحتلال الإسرائيلى فى إيصال المساعدات إليها، فيما لا تزال آلة القتل الإسرائيلية مستمرة فى حملتها العسكرية، وسط محاولات مصرية لا تكل للتهدئة، إذ لا تزال مصر تقف سداً وسنداً لكل الشعب الفلسطينى فى وجه الاحتلال، ولا تدخر جهداً من أجل نصرة القضية الفلسطينية، قيادةً وشعباً. «غريب»: «القاهرة» عقدت أول مؤتمر دولى لوقف حرب الإبادة بقطاع غزة فى أكتوبر الماضى الدكتور محمد غريب، أمين سر حركة «فتح» فى مصر، قال إن الدور المصرى فى دعم القضية الفلسطينية هو دور تاريخى عظيم، منذ بداية الصراع العربى الإسرائيلى، وليس خلال ال200 يوم الماضية فقط، مشيراً إلى أن مصر العظيمة لست فقط داعمة للحقوق الفلسطينية، بل هى شريك مواقف ونضال طويل، قدمت فيه مصر الكثير من التضحيات فى سبيل الحق الفلسطينى، منذ بدء عدوان 7 أكتوبر الماضى، إذ وقفت مصر كلها، وعلى رأسها قائدها الرئيس عبدالفتاح السيسى، تنادى بالوقف الفورى للعدوان، ولم تدخر جهداً لتثبت موقفها الصلب ضد محاولة التهجير القسرى لشعب غزة. وتابع أمين سر حركة فتح فى مصر، فى حديثه ل«الوطن»، أن الشعب الفلسطينى لا ينسى أن القاهرة عقدت أول مؤتمر دولى فى أكتوبر الماضى، لمناقشة ما يحدث فى غزة، والدعوة إلى وقف إطلاق النار، إلى جانب الحراك السياسى والدبلوماسى لمصر فى الأممالمتحدة ومجلس الأمن، فضلاً عن دعم منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية، والتواصل الدائم والتنسيق بين القيادتين المصرية والفلسطينية، فضلاً عن خروج المصريين للشوارع لإعلان تضامنهم مع الشعب الفلسطينى فى غزة، ومقاطعة كل ما له علاقة بالاحتلال الإسرائيلى، أو يقدم الدعم لها، وانتشرت أعلام فلسطين وخريطتها فى كل أنحاء مصر. وأشار «غريب» إلى الموقف المصرى الداعم للقضية الفلسطينية على المستوى الدولى، حيث تواصل القاهرة تقديم المساعدات والدعم، وإدخال آلاف الجرحى للعلاج فى مستشفيات مصر، إذ منذ الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلى على غزة وهناك مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات القادمة من مصر إلى غزة، وفتحت مطار العريش لاستقبال المساعدات، واستقبال جرحى العدوان والأطفال الخدج، وغيرها من المساعدات التى أكدت وقوف مصر سنداً ودعماً للفلسطينيين. من جانبه، قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية الفلسطينى، إنه بعد 200 يوم من العدوان المستمر على غزة، فإن الحديث عن الدور المصرى لا يمكن أن يفى بالجهود الكبيرة التى تقوم بها مصر، والتى تشتمل على العديد من النشاطات، سواء على الصعيد السياسى أو الإغاثى أو الإنسانى، وكذلك الاجتماعى والطبى، الذى نشط منذ اللحظة الأولى، ليس فقط منذ بداية العدوان على غزة، بل منذ وجود القضية الفلسطينية، إذ لم تتخلَّ مصر يوماً عن الشعب الفلسطينى. وأكد أستاذ العلوم السياسية الفلسطينى، فى تصريحاته ل«الوطن»، أن «الدعم المصرى واضح، لمسناه فى كثير من المواقف، وهو ما عبَّر عنه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أكثر من محفل، من خلال ما تحدَّث به، أو وضعه من خارطة طريق أمام قمة القاهرة الدولية للسلام، وأمام القمة العربية الإسلامية بالرياض، وكذلك أمام العالم مباشرةً، وخاصةً فى جميع لقاءاته مع قادة دول العالم، أو عبر الاتصالات، إذ كان الموقف المصرى واضحاً وبشكل حقيقى، من خلال دعم الموقف الفلسطينى المطالب بوقف العدوان، والمطالبة بإدخال المساعدات بشكل فورى، وكذلك المطالبة بضرورة إيجاد أفق سياسى يفضى إلى حل الدولتين، والاعتراف بدولة فلسطين، ومنع التهجير القسرى للشعب الفلسطينى، حتى أصبح هناك شبه رؤية دولية حاضنة للموقف الفلسطينى، من قبَل معظم دول العالم». وتابع «الحرازين» أن مصر فوضت وزير خارجيتها، سامح شكرى، فى إطار المجموعة العربية، التى شُكلت بعد قمة الرياض، لنقل الموقف الفلسطينى، ومحاولة التوصل إلى وقف إطلاق النار، كذلك اللقاءات التى أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسى، والتنسيق فيما بينهم، لدعم القضية، يؤكد الجهد الكبير المبذول، وخاصةً فى إطار المؤسسات الدولية بالأممالمتحدة وفى مجلس الأمن، وما مثَّله مندوب مصر الذى يتحدث بشكل قوى، أو بشكل يعبر عن الرؤية المصرية باتجاه ضرورة إنهاء الاحتلال ودعم أبناء الشعب الفلسطينى. وأوضح أستاذ العلوم السياسية الفلسطينى إلى أن مصر اليوم تستضيف جولات من الحوار للتوصل إلى تهدئة، وتبدى الأفكار فى محاولة لتقارب وجهات النظر، من أجل التوصل لوقف إطلاق النار، مشيراً إلى الدور المصرى فى الهدنة التى جرت فى نوفمبر الماضى، والتى استمرت لمدة سبعة أيام، مؤكداً أن مصر قائدة للعمل العربى فى هذا السياق، وداعم رئيسى وأساسى للشعب الفلسطينى فى قضيته العادلة. وقال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن مصر تدعم الشعب الفلسطينى بكل مكوناته، وتسعى من أجل حقوقه نيابة عن الشعب الفلسطينى، مؤكداً أنها ليست مجرد وسيط، لكنها وصلت للتفاوض بالنيابة عن الشعب الفلسطينى وكل الفصائل.
