«حجازى»: «القاهرة» تسعى لتخفيف حدة الصراع.. و«العنانى»: اشتعال المنطقة لن يأتى بنفع على الشرق الأوسط مصر لا تألو جهداً لدعم الدول العربية، لاسيما تلك التى تشهد صراعات وأزمات كبيرة، وعلى رأسها غزة والسودان وليبيا، إذ وضعت على عاتقها أهمية اتباع سياسة هادئة فى الوساطة حتى لا تشتعل المنطقة بصراعات طويلة الأمد. من جانبه، أكد السفير محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر تتحرك دبلوماسياً للتوصل إلى حل كل مشكلات الإقليم لاستقرار الشرق الأوسط، وتحظى دائماً بالإشادة على مواقفها ورؤيتها الثاقبة التى تُترجم لحقائق كونها دائماً ملتزمة بميثاق جامعة الدول العربية، حيث الدفاع عن الأمن القومى العربى فى حل الأزمات الداخلية والمجاورة. وأوضح «حجازى» أن الدولة تضع كل الأزمات الإقليمية المشتعلة موضع الاهتمام، سواء الأزمة السودانية أو الليبية وما يحدث بين الصومال وإثيوبيا وما يهدد الملاحة البحرية، موضحاً أنه بصورة أو أخرى يعد السبب الرئيسى فى الأزمات هى حرب غزة، ومصر تحاول باتصالاتها مع جميع الجوانب تخفيف حدة الصراع ونشر السلام فى المنطقة. وشدد الدكتور أحمد العنانى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، على أن مصر صاحبة دبلوماسية هادئة فى المنطقة، وتعمل على حل الأزمات من نطاق سياسى ودبلوماسى، كونها ترى أن إشعال المنطقة لن يأتى بالمنفعة على دول الشرق الأوسط وذلك قبل التطرق إلى أمنها القومى، ومن ثم تعمل على الحل وتتحرك خارج جغرافيا الدولة المصرية لحل الأزمات، لافتاً إلى أنها حذرت من مشاكل مسبقاً وأشارت إلى أهمية الحلول السياسية فى بعض البلدان المشتعلة. وتابع «العنانى» أن القاهرة تمتلك رؤية بعيدة المدى وقادرة على التنبؤ بما هو قادم، لذا فهى حريصة على الدبلوماسية الهادئة كونها تريد حل الصراعات بأسلوب سياسى وبالجلوس على طاولة المفاوضات، وكذا أدوار عديدة لعبتها فى بعض الأزمات بسياسة هادئة وحكيمة، فمصر تتحرك خارج الحدود الجغرافية ونادت بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية وكانت على حياد تام، مشيراً إلى أنه لم تنجح دول كبرى فى استمالة الرأى المصرى، والتى كان موقفها محترماً ومحايداً كونها تتبنى القرارات الصادرة من مجلس الأمن والمؤسسات الأممية التى تفصل فى النزاعات والصراعات. بدوره، قال د. أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن الدولة المصرية تتحرك فى الملف الليبى لما له من عمق استراتيجى عبر حدودها الغربية، وتنادى بأهمية إجراء الانتخابات وتوحيد الفرق، خاصة أنه فى عدم استقراره يصدر هجرة غير شرعية وموطن للجماعات المتطرفة، ومن هنا العالم جميعه يحترم موقف مصر فى هذا الملف تحديداً، حيث أثنى وفد الاتحاد الأوروبى بدورها فى عملية استقرار ليبيا كونها تمنع موجة كبيرة من الهجرة غير الشرعية. وحول دور مصر فى عدوان غزة، أوضح «الرقب» أن الدولة ترمى بكل ثقلها من أجل إحداث نوع من التأثير والتوصل إلى وقف إطلاق النار فى غزة، كون ما يحدث فى القطاع يزيد من إشعال المنطقة، وتحاول الضغط من خلال المجموعة العربية فى مجلس الأمن والأمم المتحدة، وما زالت تتوسط وتضع رؤيتها من أجل إنهاء الصراع بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، ومن الممكن التوصل إلى هدنة كبيرة فى المنطقة برعاية مصرية، لاسيما رفضها القاطع لأى عمليات عسكرية فى رفح الفلسطينية، واستمرارها فى إدخالها المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع.
