تجاذبت أطراف الحديث مع إحدى صديقاتى على الهاتف، وصدمنى خبر الموت المفاجئ لأحد شباب عائلتها فى أواخر الثلاثينات، وأب لخمسة أطفال. بالنسبة لحالته الصحية فهو لا يعانى أىّ أمراض من أى نوع، وفى الليلة التى تسبق يوم وفاته، كان يضحك مع أفراد عائلته، وكان سعيداً وسطهم، ولم تكن هناك خلافات تُنغّص عليه حياته، فكانت حياته مستقرة. فى يوم الوفاة كان يقوم بمهام عمله، وفجأة حدثت الوفاة. لم يمر علىّ هذا الخبر مرور الكرام، وإنما أخذت أمعن التفكير فى هذا الحدث. وتذكرت بيت الشعر الشهير الذى يعنى «كم من صحيح مات من غير علة». الموت حدث جلل، يأتى دون سابق موعد. علينا أن نستعد له. نستعد له فى مراعاة كل كلمة تخرج من أفواهنا، كل حركة نقوم بها. وقبل عمل أى عمل، علينا أن نراجع نيتنا فى هذا العمل، هل سيُرضى الله، هل سيعود علينا وعلى غيرنا بالنفع، هل سيؤذى من حولنا؟ علينا أن نتذكّر دوماً أن الحياة الدنيا، طالت أم قصرت، ما هى إلا ممر لحياة أخرى تُسمى الدار الآخرة. عليك عزيزى القارئ أن تبدأ تنتبه لما هو آتٍ من عمرك، وأن تشحن رصيدك لحياتك الآخرة بالتزود من الطاعات، وزيادة الأعمال التى تزود من الحسنات. وتفعل الخير لآخر لحظة فى حياتك، فرسولنا الكريم قال فى حديثه الشريف: «إذا قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها». اشحن رصيدك حتى لا تكن من المفلسين. فهيا بنا نتوقف ونسأل أنفسنا الآن: هل لدينا رصيد ينفعنا لهذا اليوم؟! مروة مصطفى حسونة يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. «الوطن» تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي [email protected]
