اتفقت على أن ألتقيه بمكتبه الموجود فى شارع الحوار لتوجيه بعض الأسئلة التى حمّلها لى كثير من أهالى المنصورة، ولأن الأمر يحتاج لكثير من الوقت للإجابة عن كل الأسئلة، وبرغم تحديد موعد بيننا، فإننى وجدت العشرات من المواطنين الموجودين داخل وخارج المكتب، والرجل يتحدث إلى هذا وتلك، ولا تكاد تمر دقيقة إلا وهناك تليفون يرد عليه، والرجل قادر على أن يستوعب كل الحضور دون أن يشعر بالضيق، وأنا أسأل نفسى: «ما هى القدرة التى تتحمل أن تستوعب كل هؤلاء، وأن يخرج الجميع وهم فى حالة من الرضا؟، وإذا أتيحت لى الفرصة لأكون فى موقع النائب وحيد فودة، فهل يمكننى أن أملك هذه الكاريزما والملكة الموجودة عند الرجل؟» ولأن الوقت بدأ يمر سريعاً شعر الرجل بأن هناك موعداً متفقاً عليه بيننا، فوجدته وبلطف شديد يعتذر عن التأخير، فأخبرته بأننى جئت برسائل من أهل المنصورة، ولكن بعد ما شاهدته اليوم، لى سؤال واحد: كيف تستطيع أن تتجاوب مع كل الموجودين وكل منهم جاء إليك بمشكلة؟ ووجدتك تتعامل مع المشكلة بطريقة بسيطة، وبحلولٍ رأيت البعض منها فورياً، وما هذا الصبر الموجود عندك؟ وجدت الرجل يضحك بصوت مسموع ويقول: «يا دكتور محمد أنا عمرى قضيته أنا وأهلى فى خدمة الناس، مكتبى هو الرصيف ده، وقبل المجلس موجود هنا، وبعد المجلس موجود هنا، النائب مش أبّهة ولا سلطة، النائب مسئولية وأمانة قدام ربنا قبل الناس، وعمرى ما سمحت لحد إنه يستغل اسمى أو ياخد حق مش حقه، لأنى مش هقدر أقوله (يقصد المولى سبحانه) إن حد من أهلى خد حق مش حقه، وأنا دخلت المجلس وأنا المواطن وحيد فودة. د. محمد الطربيلى يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. «الوطن» تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي [email protected]
