قال الحكيم سليمان فى سفر الجامعة: ويل لمن هو وحده إن وقع، إذ ليس ثانٍ ليقيمه، فهل يجب اختيار أن نكون دائماً بجوار الآخرين؟ هناك فهم مغلوط شائع يخلط بين تعريف الوحدة ومصطلح الانطواء، فمفهوم الوحدة من الناحية النفسية يعبر عن شخص متألم ومهموم يجد صعوبة فى التعامل مع مشاعره وخلل فى التواصل مع الغير، وقد يكون الشعور بالوحدة ناتحاً عن الإصابة باضطراب نفسى أو مؤدٍّ له، فمن يعانى اضطراب القلق العام أو الاكتئاب يشعر بالوحدة كأحد أعراض الاضطراب النفسى، ومن يعانى من ضعف فى تكوينه النفسى نتيجة عوامل مختلفة كسوء البيئة المحيطة أو ظروف التربية القاسية أو المستوى التعليمى المتدنى والظروف المالية الصعبة قد يفضل أن يكون وحيداً فيصاب بالمرض النفسى، فالوحدة ليست مؤشراً طيباً فى جميع الأحوال. أما الانطواء فيأتى بمعنى الالتفاف حول النفس دون الإحساس بالغرور، فالانطواء قد يكون قوة إذا تم استغلاله بالشكل الأمثل. الشخص الانطوائى هو الشخص الأقرب إلى صفة الهدوء والاتزان النفسى مع القدرة على الإبداع الفنى أو الأدبى بمفرده كالرسام والكاتب والشاعر والمؤلف والباحث، فهو شخص قادر على إقامة علاقات اجتماعية، وهو أيضاً طيب المشاعر ولكنه فريد ومختلف ومبدع، أنصحك أخيراً بقراءة كتاب قوة الانطوائيين للتعرف أكثر على مزاياهم. د. ريمون ميشيل استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي [email protected]
