انطلقت، صباح اليوم، أعمال قمة مجموعة العشرين بدعوة إلى «الانسجام»، أطلقتها اليابان تعكس العصر الجديد الذى دخلته البلاد، وبمهادنة لافتة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وسط مراوحة الخلافات العميقة بين قادة العالم. وسلط قادة دول مجموعة العشرين، الضوء على مخاطر تباطؤ الاقتصاد العالمى وسط تنامى التوترات التجارية والجغرافية السياسية فى إطار انطلاق اجتماع القمة فى مدينة أوساكا اليابانية. وقال رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى «أهلاً بكم فى أوساكا» مفتتحاً نقاشات قمة مجموعة العشرين فى المدينةاليابانية الساحلية، مضيفاً: «آمل أن نتوصل معاً إلى انسجام جيد فى أوساكا»، فى إشارة إلى عصر «الانسجام الجميل»، شعار الإمبراطور الجديد أكيهيتو. ووقف «آبى» محاطاً من جهة بالرئيس الصينى شى جينبينج، ومن الأخرى ب«ترامب»، طرفى الحرب التجارية المستعرة حالياً، وقد دعا «آبى» إلى «إيجاد قواسم مشتركة، بدلاً من التركيز على المواجهات». وأعرب «ترامب» عن رغبته فى التوصل إلى «تفاهم» مع الهند، التى ينتقد سياستها التجارية، أما عن إيران فاعتبر «ترامب» أنه «لا داعى للعجلة»، بما يتعلق بمسألة حل التوترات بين الولاياتالمتحدةوإيران، التى أثارت مخاوف من نشوب صراع عسكرى. وكذلك، وصف «ترامب» المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنها «امرأة رائعة» وذلك خلال لقاء ثنائى، بعد أن كان قد اتّهم ألمانيا بأنها شريك «مقصر» فى الإنفاق فى حلف شمال الأطلسى. وقبل التقاط الصورة التذكارية التقليدية أجرى «ترامب» حواراً ودياً مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الساعى إلى تهدئة الأجواء بين واشنطن وطهران، قبل أن يعقد معه لقاء ثنائياً على هامش القمة، أشاد خلاله الرئيس الأمريكى بعلاقاته مع نظيره الروسى، واصفاً إياها بأنها «جيدة جداً». وقال «ترامب»، بسخرية ملتفتاً إلى الرئيس الروسى: «لا تتدخل فى الانتخابات رجاءً»، كما قال الرئيس الأمريكى إنه يتوقّع عقد لقاء «بناء» مع نظيره الصينى اليوم (السبت). وجاء ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه الصين أن الحمائية و«أساليب المضايقة» تهدّد النظام العالمى، حيث قال مسئول فى وزارة الخارجية الصينية: «أشار جميع القادة فى هذا الاجتماع إلى أن النهج الأحادى والحمائية وأساليب المضايقة فى تزايد، مما يشكل خطراً كبيراً على العولمة الاقتصادية والنظام الدولى، وتحديات كبرى للبيئة الخارجية للدول النامية»، موضحاً أن الرئيس الصينى التقى الرئيس السيسى ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا والسنغال ماكى سال. "ترامب" ل"بوتين": علاقاتنا جيدة.. ورجاءً لا تتدخّل فى انتخاباتنا.. والرئيس الروسى: سنبحث تمديد معاهدة تقليص الأسلحة الهجومية من جانبه، قال الرئيس الصينى شى جينبينج إن الوضع فى منطقة الخليج حساس للغاية، ويقف فى مفترق طرق بين الحرب والسلام، مضيفاً فى تصريح خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريش» أن الوضع الدولى الحالى يزداد تعقيداً، كما أن الصين تقف دائماً إلى جانب السلام وترفض الحرب، داعياً جميع الأطراف إلى التزام الهدوء وضبط النفس، وتعزيز الحوار والتشاور، للحفاظ بشكل مشترك على السلام والاستقرار الإقليميين. وأشار «بينج» إلى أن الصين ظلت تؤيد تعدّدية الأطراف وتدعم الأممالمتحدة للعب دور إيجابى فى الشئون الدولية، مؤكداً ضرورة إظهار سلطة الأممالمتحدة ودورها، خاصة كلما زاد الوضع تعقيداً وشدة، معرباً عن دعم الصين المستمر لعمل الأممالمتحدة والأمين العام من أجل تعزيز وحدة العالم وتقدمه. ولفت «بينج» إلى أن قمة مجموعة العشرين فى أوساكا يجب أن تدرس احتياجات التنمية العالمية، وترسل إشارات صحيحة إلى العالم، منوهاً بأن الصين تقدر الجهود التى يبذلها الأمين العام لتعزيز التعاون الدولى فى مكافحة تغير المناخ وترغب بالإسهام فى تحقيق النتائج الإيجابية لقمة العمل المناخى للأمم المتحدة. من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة إن المنظمة الدولية تقدّر دعم الصين للأمم المتحدة، وتقدّر مساهمة الصين المهمة فى تعزيز التسوية السياسية لقضية شبه الجزيرة الكورية، ومعالجة تغيّر المناخ، وتعزيز التنمية المستدامة، وقال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، إن روسيا ستستضيف قمة مجموعة بريكس فى صيف عام 2020، مضيفاً خلال اجتماعه مع رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، على هامش القمة: «فى نوفمبر، يتعين علينا أن نعمل معاً فى البرازيل من خلال بريكس، والصيف القادم سنعقد اجتماعاً آخر لمجموعة الخمس دول (بريكس) فى روسيا»، ودعا «بوتين»، حسبما نقلت وكالة أنباء (تاس) الروسية، نظيره رامافوزا إلى حضور القمة الروسية - الأفريقية المقرر عقدها فى مدينة سوتشى الروسية 24 أكتوبر المقبل. وأكد «بوتين» اعتزامه بحث تمديد معاهدة تقليص الأسلحة الهجومية الاستراتيجية مع نظيره الأمريكى أثناء لقائهما المحتمل فى «أوساكا»، محذراً من مخاطر تصاعد سباق تسلح جديد فى حال عدم تمديد هذه المعاهدة الروسية - الأمريكية.
