"اليمين المتطرف" هو الإرهاب الأكثر وحشية ودموية، نتيجة إستخلصها مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية في إطار المؤشر الأسبوعي للعمليات الإرهابية. حيث أكد المرصد، في تقريره، أنه خلال الأسبوع الثاني من مارس الجاري رصد المؤشر تراجع العمليات الإرهابية خلال الأسبوع بواقع 16عملية إرهابية استهدفت 11 دولة أوقعت 249 ما بين قتيل وجريح. إرهاب اليمين الغربي لا يقل خطورة ووحشية عن إرهاب تنظيم "داعش" أوضح المرصد أن تراجعَ عدد العمليات الإرهابية، خلال الأسبوع، لا يعني تراجع خطورة الجماعات الإرهابية، بل شهد هذا الأسبوع عمليات إرهابية نوعية أكثر خطورة وأوقعت المزيد من الضحايا، حيث شهدت نيوزيلندا هجومًا إرهابيًّا نوعيًّا على المصلين بمسجدي "كرايست تشيرش" وهو ما أوقع 100 ضحية ارتقى نصفهم شهداء من بين المصلين، كما شهدت أفغانستان هجومًا عنيفًا شنته حركة طالبان ضد قوات الأمن الأفغانية، وهو ما نتج عنه قتل 20 فردًا من عناصر الأمن وإصابة 10 آخرين. تابع المرصد تحليله بقوله: "مناطق الصراع ما زالت تمثل ساحة الإرهاب الأولى في العالم وهي ميدان العمليات الإرهابية ومناطق نفوذه وتمدده، وتأتي كل من أفغانستانوسوريا في المركز الأول من حيث معاناتهما من حجم العمليات الإرهابية، حيث شهدت كل منهما3 عمليات، فيما حلَّ العراق ثانيًا بواقع هجومين إرهابيين"، ويأتي ذلك في ظل مساعٍ دولية وإقليمية لمكافحة الإرهاب سواء بعقد مفاوضات سلام في أفغانستان، أو الاستمرار في جهود تجفيف بؤر الإرهاب في سورياوالعراق. الصراع في أفريقيا يمثل ساحة الإرهاب الأولى وميدانا مفتوحا للعمليات الإرهابية في سياق متصل، أكد المرصد أن ساحات الصراع في أفريقيا تعتبر ساحات الإرهاب البديلة في المستقبل القريب، في ظل تنامي الصراعات القبلية والانقسامات السياسية والنزاع على الموارد الطبيعية، حيث أشار المرصد إلى أن مؤشر الإرهاب الأسبوعي قد رصد تنفيذ عمليات إرهابية في مساحات جغرافية متنوعة في أفريقيا "الصومال، النيجر، الكاميرون، موزمبيق، مالي، نيجيريا"، حيث شهد كل منها عملية إرهابية واحدة نفذتها حركات إرهابية عابرة للحدود. وأشار المرصد إلى أن "الهند، ونيوزيلندا" شهدتا عملية إرهابية واحدة خلال الأسبوع الماضي، موضحا أن المؤشر الأسبوعي أوضح استمرار تنظيم "داعش" في تنفيذ عملياته بسورياوالعراق في ظل الضربات الموجهة لتجفيف منابعه بالباغوز السورية آخر معاقله. فيما تشهد القارة الأفريقية تنامي نشاط بوكو حرام بواقع أربع هجمات موزعة ما بين نيجيرياوالنيجروالكاميرون. وأوضح المرصد أن 7 جماعات أخرى نفذت عمليات إرهابية، وهي "أنصار السنة بموزمبيق، حركة الشباب الصومالية، نصرة الإسلام والمسلمين بمالي، داعش بالصحراء الكبرى، جيش محمد بالهند، طالبان بأفغانستان، جبهة النصرة بسوريا، اليمين المتطرف بنيوزيلندا" بواقع هجوم واحد لكل منها. واختتم المرصد محذرًا من خطورة تنامي نشاط الجماعات الإرهابية وتوزيعه على مناطق جغرافية متعددة، بهدف تشتيت الجهود الدولية والإقليمية الساعية لتقويض نفوذ ومصادر تمويل تلك الجماعات، وتابع المرصد بتأكيده خطورة تنامي الإرهاب العابر للحدود حيث يلاحظ المؤشر الأسبوعي تزايد عدد الهجمات العابرة للحدود خصوصًا في أفريقيا ونيوزيلندا، داعيًا المجتمع الدولي والإقليمي للتكاتف والتنسيق المشترك لحماية الحدود وتجفيف منابع تمويل تلك الجماعات. عيد: استخدام مصطلح الإرهاب الإسلامي ساهم في نشر الكراهية ضد المسلمين.. الأزهري: اليمين المتطرف رسخ قواعده على عدم قبول الآخر بدوره أكد سامح عيد الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن الرئيسين الأمريكي ترامب والفرنسي ماركون عليهم مسؤولية كبري في تصدير لغة الكراهية داخل الشعوب الغربية من خلال استخدام لفظ الإرهاب الإسلامي وهو لفظ عنصري للغاية ويتحملون مسؤولية الأحداث الإرهابية الأخيرة ومنها حادث نيوزيلندا. وأضاف ل"الوطن": هناك حشد كبير داخل المجتمع الأوروبي لليمين المتطرف ولا ننسى أن مرشحة اليمين المتطرف في فرنسا حصلت على أصوات بنسبة 30% في الانتخابات الفرنسية الأخيرة كذلك خطابات بعض الساسة، فنحن بحاجة لخطاب جديد يرجع المجتمعات لطبيعتها الرافضة للعنصرية، فمنذ الحادث الأرهابي في نيوزيلندا يكره من هو ليس من الطبقة البيضاء، فإذا لم يتحرك الساسة للمواجهة سنجد خطر العنصرية يواجه الجميع. وحذر الباحث في شؤون الحركات الإسلامية من استغلال خطابات العنصرية من قبل الجماعات الإرهابية للتجنيد والحشد، حيث تقوم تلك الجماعات على تصوير الأمر بأنه عداء للإسلام والمسلمين من قبل أتباع الصليب، وبهذا تكون تلك الخطابات هي قبلة الحياة التي تعيد الإرهاب من جديد. وقال الدكتور على محمد الأزهرى عضو هيئة تدريس الأزهر الشريف: "اليمين المتطرف أحزاب سياسية لها خلفة دينية تتبنى نزعة كراهية ونبذ للآخر المسلم، ذلك وجدنا منفذ الجريمة الدموية يؤديها في صلاة الجمعة ونفذها وهو يتخيل أنه بهذه الطريقة يسهم في القضاء على الإسلام، والأدهى من هذا كله كان ينفذها وهو يستمع للموسيقى، وأيضًا يقوم ببثها عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي". وأضاف: "اليمين المتطرف رسخ قواعده على عدم قبول الآخر، وفي ظل الحرية التي ينعق بها العالم الغربي، تارة باسم حقوق الإنسان وأخرى باسم حقوق الحيوان، وحماية الأقليات، والسؤال هنا لماذا يبدو هذا اليمين دمويًا بهذه الطريقة؟".