«شهيصنى وأنا أرسيك على الحوار».. هذه واحدة من العبارات الشهيرة للفنان النجم أحمد مكى تذكرتها كلما استمعت إلى تصريحات أو تبريرات السيد وزير العدل المستشار أحمد مكى لممارسات حكم «العصر الإخوانى الأول»، فالمستشار مكى يعمل بمبدأ فيلم الفنان مكى «لا تراجع ولا استسلام»، فمهما يفعل الإخوان فإنهم على حق من وجهة النظر «المكية» رغم أن مبدأ «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً» يلزم الأخ برد أخيه عن الظلم إن فعل. وللفنان مكى عبارة شهيرة أخرى كان يطلقها عندما تتأزم الأمور يقول فيها «دا باينه هيبقى مرار طافح»، والمرار الذى نعيش فيه الآن لم يعد من النظام البائد، ولكنه من النظام الحالى، فالمستشار مكى أحد قادة تيار الاستقلال السابقين الذين خاضوا معارك ضارية مع النظام البائد المستبد، بعد أن أصبح فى موقع النظام البائد تغيرت رؤيته للأحداث وكأن الكرسى به مرض معدٍ يصيب كل من يجلس عليه دون أن يدرى. المستشار مكى أصبح يرى الأمور من زاوية «الكبير أوى» وكأننا نعيش فى «المزاريطة»، رغم أننا أسقطنا عصر وعهد المزاريطة وكبيرها منذ سقوط الرئيس المخلوع مبارك، الذى تحل اليوم الذكرى الثانية لتنحيه أو بالأحرى خلعه، ورغم أنه فى مصر كان وسيظل دائماً القضاء خط الدفاع الأخير للمصريين، لكن للأسف هناك من داخل القضاة من يحاول هز هيبتهم ووأد استقلالهم، لكن القضاة يثبتون كل يوم أن القضاء سيظل قلعة العدل وحامى الحريات مهما حاول المتحولون فعل غير ذلك. ورغم الفارق الكبير بين المستشار مكى والفنان مكى، فإن الواقع يؤكد أن كليهما شخص مؤثر فى الحياة العامة؛ فمكى الفنان أو «إتش دبور» أصبح أحد صناع البسمة على وجوه المصريين التى أصبحت عابسة طوال الوقت، أما المستشار مكى فأصبح إحدى الشخصيات التى تفاجئ المصريين بمواقف صادمة قولاً أو فعلاً، كما حدث فى «موقعة الإعلان الدستورى» وأيضا فى مأساة حصار المحكمة الدستورية، حينما لم يروا له موقفاً مناصراً للقضاة كما كان يتوقع الجميع، فضلاً عن أزمة النائب العام «المختار» لدرجة أن كثيرين لم يعودوا يصدقون أن هذا الرجل أحد الذين واجهوا مبارك فى عز سطوته، بعد أن أصبح من وجهة نظر البعض أكثر من الإخوان «تأخوناً». وبالتأكيد فإن أحداً لن ينسى دور «حزلؤوم» الذى جسده ببراعة النجم أحمد مكى فى فيلم «لا تراجع ولا استسلام»، الذى عبر فيه عن مواطن مصرى بسيط يتعامل بمنتهى التلقائية والبساطة ثم يتحول فجأة إلى شخص آخر صاحب إرادة وموقف ومحب لوطنه ومدافع عنه ضد الأشرار، وأيضاً فإن أحداً لا يريد لأى من قضاة مصر أن يكون «حزلؤوم» آخر فى النصف الأول فقط من فيلم مكى، وأعتقد أنه إذا أصر شخص على النيل من هيبة ووقار القضاء فإن القضاة الشرفاء لن يتركوه يوماً واحداً وسيقولون له قولة واحدة: «طير انت»..!