يترقب الملايين من عشاق كرة القدم على مستوى العالم الحفل الختامى الذى سيجريه الإتحاد الدولى لكرة القدم "الفيفا" فى العاصمة السويسرية زيورخ الإثنين المقبل للإعلان عن جائزة أفضل لاعب بالعالم بخلاف الجوائز الأخرى مثل تشكيلة العام وأفضل مدافع ومهاجم ولاعب وسط وحارس مرمى وكذلك أفضل مدرب إلا أن الأنظار كلها تتجه نحو لقب الكرة الذهبية لأفضل لاعب والتى إنحصرت بين كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد والفائز بها عام 2008 وثنائى برشلونة برشلونة النجم الأرجنتينى ليونيل ميسي وزميله الإسباني اندريس انييستا. ولم يكن فوز النجم الإسباني اندريس انييستا لاعب وسط الفريق الأول لكرة القدم بنادى برشلونة الإسباني بلقب أفضل لاعب في أوروبا عام 2012 هو مجرد لقب يتفوق به على ميسي ورونالدو، لكنه كان استثناء لحلقات الصراع المستمر منذ خمس سنوات بين الثنائى "ميسى – رونالدو" على لقب الأفضل ومفاجأة لم يتوقعها الكثيرون . فمنذ نهاية عصر الفرنسى زين الدين زيدان والبرازيلى كاكا ومواطنه البرازيلى رونالدينيو وإنخفاض مستواهم قبل أن يقرر زيدان الإعتزال فإن الصراع مستمر بين رونالدو وميسى على لقب الأفضل فى اوروبا والعالم ,, ففى عام 2008 توج رونالدو باللقب إلا أن ميسى رد عليه "الصاع ثلاثة" وتوج باللقب ثلاثة مرات متتالية 2009/2010/2011 ليعادل رقم اساطير الكرة الهولنديين يوهان كرويف وماركو فان باستن والظاهرة البرازيلية رونالدو والفرنسيين ميشيل بلاتينى وزين الدين زيدان .. ورغم ترقب انيستا لمفاجأة تتكرر مثل فوزه بلقب الأفضل فى اوروبا إلا أن الخبراء والمحللين يؤكدون أن جائزة الأفضل فى العالم منحصرة بين الثنائى ميسى ورونالدو. ميسي: وواصل ميسى "25 عام" تألقه مع البرسا كالعادة وقدم أداءاً باهراً لا يمكن مقاومته، فقد دخل صراعا مع الأرقام القياسية وبدأ بإسقاطها توالياً فقد أصبح الهداف التاريخي لنادي برشلونة بعد أن سجل (233 هدفاً) في 20 مارس الماضى قبل أن يواصل أهدافه ويصل مع البرسا إلى 270 هداف وعبر تاريخه مع ناديه والمنتخب الأرجنتينى إلى أكثر من 300 هدف . وبنهاية بطولة الدوري للموسم الماضي توج ليو بلقب هداف "الليجا" بعد أن سجل (50 هدفاً) وهو أعلى رصيد لهداف في تاريخ المسابقة. ورغم أن"البلاوجرانا" لم يبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا إلا أن ميسي توج هدافاً للبطولة ب14 هدفاً .. كما تخطي رقم الأسطورة البرازيلية بيليه (75 هدفاً)، والألماني جيرد مولر (85 هدفاً) بعد أن سجل هذا الموسم 91 هدفاً . أرقام ميسى الفردية لن تكن كفيلة بحصد اللقب هذا العام فاللاعب نفسه اعترف بأنه قد تنسحب الكرة الذهبية منه هذا الموسم رغم إحتفاظه بها فى آخر ثلاثة أعوام حيث لم يتوج ليو ببطولات كبرى، على عكس نجم منتخب إسبانيا وزميله بالبرسا انيستا الفائز بيورو 2012 ولقب أفضل لاعب في البطولة وفي القارة الأوروبية بشكل عام كما يملك البرتغالي كريستيانو رونالدو فرصة لاستعادة الجائزة التي ظفر بها في العام 2008 بالنظر إلى سجل الانجازات الجماعية، حيث فازه بدوري الليجا مع فريقه ريال مدريد، ووصل مع منتخب بلاده الى نصف نهائي اليورو معرباً عن أمله فى أن يقود فريقه ومنتخب بلاده للألقاب الجماعية كما ينجح فى حصد الألقاب والأرقام القياسية بشكل فردى . رونالدو وتبقى فرص رونالدو "27 عام" فى الفوز بالجائزة للمرة الثانية فى تاريخه بعد فوزه بها عام 2008 واردة وبقوة خاصة وأنه قاد فريق بلاده لبلوغ نصف نهائي كأس أوروبا 2012. أما مع ريال مدريد فقد توج بلقب "الليجا" حيث سجل 46 هدفاً، كما قاده لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا، لكن إهداره لركلة ترجيحية أمام بايرن ميونيح في الإياب سمح للفريق الألماني بالمرور نحو النهائي الكبير. وبدأ رونالدو هذا الموسم بنيل لقب كأس السوبر المحلية، كما واصل هز شباك الغريم التقليدي برشلونة في ست مواجهات متتالية للكلاسيكو وها هو قد ساعد "الفريق الملكي" على التأهل للدور الثاني من دوري أبطال أوروبا بفضل خمسة أهداف مهمة . وقال النجم البرتغالى عن الجائزة "بالطبع أتمنى أن أحصل على اللقب، لن أكون مخادع أو كاذب، ولكني لا أعتقد ان لم أفعل ستكون هذه هي النهاية .. أستطيع العيش والاستمرار بدون ألقاب شخصية، حتى لو أن هذا غير عادل، فمسيرة اللاعب لا تؤرخ بألقابه الفردية بقدر بطولاته الجماعية". انيستا اما انيستا "الهادئ دائماً" فهو ينتظر الحفل وهو مفعم بالأمل فى أن يخطف اللقب كما حققه على المستوى الأوروبى أمام الثنائى نفسه فقد واصل هذا الموسم تقديم عروضه الكبيرة، فقد ساعد منتخب أسبانيا على الفوز للمرة الثانية على التوالي بلقب كأس أوروبا 2012 وقد اختير بالفعل أفضل لاعب فيها، ثم تم اختياره كأفضل لاعب في أوروبا ولا يزال يقدم أداء رائعة مع برشلونة، حيث فاز معه بكأس الملك، وها هو يمضي معه للدور الثاني من بطولة دوري أبطال أوروبا. لقد تحوّل إنييستا "28 عام" منذ عامين إلى بطل قومي بعد أن سجل هدف الفوز في النهائي الكبير لجنوب أفريقيا 2010، مانحاً بلاده أولى لقب في كأس العالم .. ويحافظ هذا النجم على الصمت والهدوء كسبيل لتقديم أفضل المستويات فوق أرضية الملعب. النجم الخلوق يرفض الحديث عن الجائزة ويكفيه ترشيحات النجوم والمدربين له للفوز به بواقع أنه يمثل النموذج المثالى للاعب الكرة الجماعية الذى يقود فريقه للفوز بالألقاب بغض النظر عن الظهور فى الصورة من خلال الألقاب الشخصية . وتبقي في القائمة النهائية للمدربين بالتأكيد الأسباني ديل بوسكي الفائز باليورو مع المنتخب الاسباني والمرشح الاقوي ثم جوزيه مورينهو الفائز بالدوري الاسباني واخيرا بيب جوارديولا مدرب البارسا السابق.