بمدينة الفشن بمحافظة بنى سويف ولد "الشيخ طه الفشنى" سنة 1900 لأسرة متوسطة، نال قسطاً من التعليم حتى حصل على شهادة المعلمين، ثم إلتحق بالإذاعة المصرية كقارئ للقرآن سنة 1937، بعد أن أثبت جدارة وقدرة فائقة فى التلاوة والترتيل جعلة مدير الإذاعة سعيد لطفى يطلبه ليتقدم المصحف المجود على الأثير. وكعادة الكبار فى مجال التلاوة فقد ظل الشيخ الفشنى يقرأ فى ليالى رمضان فى قصر عابدين ورأس التين للملك فاروق لمدة تسع سنوات، وهو من المقرئين القلائل الذين حصلوا على جائزة الدولة التقديرية، وظل لسنوات طويلة مؤذناً لمسجد الحسين، وتولى رئاسة رابطة القراء. وبالإضافة إلى قدراته الصوتية فى تجويد وترتيل القرآن الكريم على مدار سبعين عاماً جعلته فى الصف الأول من المقرئين على مستوى العالم الإسلامى، كان للشيخ "طه الفشنى" دور بارز فى النهوض بفن "التواشيح" وهو من يقوم على إنشاء الأشعار والأوراد الصوفية والإبتهالات الدينية التى تحرك الوجدان، وتستنهض الأرواح إلى العبادة، وتدعوا إلى التطهر والمحبة، وهو فن ترثى حاول "الشيخ" أن يعيد أمجاده - وقد كان - من خلال أسلوب إبداعى أستفاد من "أحكام التجويد" من مد وإدغام وإظهار وتنوين وغيرها من الأحكام، كما أستفاد من فنون الموسيقى المعاصرة. وقد خلف الشيخ الفشنى "رائد من التواشيح فى العالم الإسلامى الشيخ على محمود، وتراث الإذاعة يحفل بتسجيلات نادرة له، سجلها على مدار ثلاثين عاماً، فيها من النوادر فى هذا الفن النادر، حيث روعة الكلمة، وإتساع مناطق الأداء، وعراضة الصوت وقوته وجاذبيته وبعده الروحى الذى يجذب الجماهير من كل صوب وحدب. ومع بداية البث التليفزيونى شارك شيخنا فى تسجيل هذا التراث الدينى العريق على مدار عشر سنوات، وما تزال مكتبة التليفزيون بها هذا التراث، لكن مع الأسف يتم تجاهله، ولا أدرى ما السبب رغم أن هذا التراث مرتبط بوجدان الشعب المصرى وموروثه الثقافى العميق. كان المصلون والناس فى رمضان يتوافدون على المسجد الحسسنى ليستمعوا إلى الشيخ أبتهالات "الشيخ الفشنى" سنة 1971، بعد أن ترك ميراثاً نورانيا من القراءات والتواشيح والأبتهالات والسيرة العطرة. استمع الي التلاوة المباركة