تعرضت المذيعة فاطمة نبيل إلى سيل من الانتقادات والاتهامات بعد أن ظهرت في نشرة الأخبار للتليفزيون المصري بالحجاب وربما تكون فاطمة نبيل ليست أول من ترتدى الحجاب في التليفزيون لكن كان لها السبق في الظهور على شاشات التليفزيون خاصة في نشرة الأخبار. فاطمة نبيل المذيعة المحجة .. معينة في الأصل في التليفزيون المصري كمحررة، إذ كانت تعمل في قناة 25 التابعة لجماعة الإخوان المسلمين ثم تقدمت باستقالتها.. إذ كانت تعمل منذ سنوات طويلة كمحررة أخبار بالإدارة العامة للنشرات بالتليفزيون المصري، وكانت قد تقدمت في يوليو 2011 لاختبار المذيعات المحجبات، ونجحت بجدارة كبيرة، فقرار ظهور المحجبات في النشرات الإخبارية كان من أولويات رئيس قطاع الأخبار فور توليه منصبه. «الصباح» حاورت فاطمة التي عبّرت عن سعادتها بتحقيق المبدأ الذي التزمت به طوال فترة عصيبة قضتها خارج أسوار ماسبيرو، وحينما عادت كان بتعليقاتها الصوتية فقط ومع تولي وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود وكيل المجلس الأعلى للصحافة والقيادي الإخواني كانت لها الفرصة الذهبية في العودة مرة أخرى إلى أحضان ماسبيرو .. تساؤلات كثيرة أجابت عنها فاطمة في حوارها التالي: * ما ردك حول ما تردد مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي من فيديو لفتاة ترقص قيل إنها أنتِ؟ الحقيقة أن هناك بعض الأقلام ووسائل الإعلام تريد أن تنال من سمعتي الشخصية بعدما حققت وجهة نظري وظهرت بحجابي، فما وصل إليه الإعلام من ظهور المحجبة على شاشة التليفزيون الرسمي للدولة هو تكريس لمبدأ الحرية الإعلامية لكل الإعلاميين وليس لي فقط، وهؤلاء المدعون بأن هذا الفيديو يخصني هم كاذبون، وواضح لأي مشاهد من أول وهلة أنني لست الفتاة التي ظهرت في الفيديو. * ما تعليقك حول ما يتردد حول أخونة الإعلام خاصة بعد ظهوركِ على شاشة التليفزيون المصري تزامناً مع تولي الإخوان السلطة؟ لا معنى لما يتردد حول أخونة الإعلام بسبب ظهور مذيعة محجبة على شاشة الإعلام الرسمي للدولة، لأن المعيار الحقيقي لاختيار المذيعين أو المذيعات هو الكفاءة بغض النظر عما ترتديه المذيعة، وربط أخونة الإعلام بظهوري بحجاب على الشاشة انتقاد خارج السياق، لأن الإعلام الرسمي للدولة هو لسان حال المجتمع، وهناك أكثر من 90% من نساء المجتمع محجبات ومن جميع الطبقات، وتجاهل النظام البائد هذا الأمر على مدار الثلاثين عاماً الماضية فمنع ظهور المحجبات. * هل معنى هذا أن الإعلام لم يكن معبراً بشكل حقيقي عن فئات المجتمع والآن أصبح معبراً عنهم؟ بالطبع .. بل والأكثر من ذلك فإن القائمين على المنظومة الإعلامية لم يكتفوا بحجب المذيعة المحجبة من الظهور، ولكنهم تجاهلوا الحديث عنها وعن مشاكلها والمصاعب التي تواجهها في مهن أخرى ترفض الحجاب أيضاً لأن سيدة مصر الأولى غير محجبة وكأنها المعيار لذلك، أما الإعلام الآن في طريقه للتعبير عن كل أطياف المجتمع بعد ظهور أول مذيعة محجبة في الإعلام الرسمي في سابقة هي الأولى في تاريخ ماسبيرو. * لكن كاريمان حمزة سبقتكِ في الظهور بالحجاب في غير زمن الإخوان وفي وقت كان فيه الحجاب بمثابة وصمة عار في جبين أي إعلامية؟ بالفعل لست أنا أول مذيعة بالحجاب تظهر على شاشة التليفزيون المصري، ولكني أول مذيعة محجبة في نشرات الأخبار، وكلنا لا نستطيع أن ننكر مكانة الإعلامية كاريمان حمزة فهي الوحيدة التي كسرت القاعدة، وكلنا تعلمنا منها وتربينا على أدائها الإعلامي .. كذلك نجد العديد من المذيعات المحجبات ظهرن أيضاً على شاشة التليفزيون ولكن في برامج اجتماعية أو دينية مثل أنوار كمال وإيمان نبيل على شاشة القناة الأولى، بعد ثورة 25 يناير، كما ظهر العديد من المذيعات في القنوات الإقليمية مثل قناة الإسكندرية، وهن ممن حصلن على أحكام قضائية بجواز ظهورهن على الشاشة بالحجاب منذ 2006. * ماذا عن ظهوركِ بقناة مصر 25 بعد الثورة .. هل هذا مؤشر على انتمائك لجماعة الإخوان المسلمين؟ لست إخوانية .. وليس لي أي توجه سياسي، وعندما تمسكت بهدفي في تقديم النشرات الإخبارية وقتها كانت قناة مصر 25 هي القناة الوحيدة التي يمكن أن أظهر على الشاشة من خلالها بالحجاب لأنها تشترط ذلك في مذيعاتها فوجدت فيها نافذة محترمة أقدم من خلالها رسالتي الإعلامية دون إسفاف أو تنازلات، ثم تولي صلاح عبدالمقصود وزارة الإعلام فقابلته ووضحت له موقفي فساندني وسمح بظهوري أمام الشاشة كمقدمة لنشرات الأخبار. * لكن ألا ينتابك حالة من القلق لعملك بقناة لها توجه سياسي معروف قد تصنفين بسببه ضمن التيار الإخواني؟ لا أخاف من هذا على الإطلاق، وقناة الإخوان نافذة قدمتني بشكل جيد للجمهور، وأنا عملت بها عندما لم تنصفني قيادات ماسبيرو، ثم استقلت منها بعد عودتي للعمل بالتليفزيون المصري. * ما تعليقك حول تضارب سياسات قادة ماسبيرو .. فمن منعوك من الظهور سابقا هم أنفسهم من سمحوا لك بالظهور مرة أخرى؟ هذا الكلام صحيح، فرئيس قطاع الأخبار إبراهيم الصياد هو من رفض ظهورى بعد مسابقة 2011 وهو نفسه من ظهرت فى وجوده كرئيس لقطاع الأخبار، ولكن موقف وزير الإعلام الذى دعمنى يحسب له، فهو فقط الذى أعاد لى حقى، لأننى تقدمت إلى العديد من المسابقات التى أجريت بقطاع الأخبار ونجحت فيها بل وحصلت على المركز الأول، ومنعنى الحجاب، رغم أنه لا يوجد أى نص قانونى أو دستورى يمنع ظهور المذيعة المحجبة على الشاشة فهذا حقى الشرعى والدستورى والقانونى وهو أمر متعلق بالحرية الشخصية ولا علاقة له بالقصور المهنى. * وما تعليقك حول ما يتردد فى ماسبيرو بأن وزير الإعلام يسعى لتبديل المذيعات غير المحجبات بأخريات محجبات؟ هذا كلام مرسل ووزير الإعلام أعلنها صراحة أنه لم ولن يفرض الحجاب على المذيعات ترسيخا لمبدأ الحريات العامة ورفض كل ما يدعو للتمييز أو التصنيف.