* الطيب يتمسك بالقاضى الشاب وجمعة قدم للرئيس ملفاً كاملاً عن الإخوان داخل المشيخة أكدت مصادر مقربة من مشيخة الأزهر، أن الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، استبعد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، من تشكيل المكتب الفنى الجديد للمشيخة، إرضاءً لمستشاره للشئون القانونية والتشريعية، محمد عبدالسلام. وأضافت المصادر التى تحفظت على نشر اسمها، أن المشيخة أعلنت عن اختيار الدكتور محيى عفيفى لتولى الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية، فى عضوية المكتب الفنى بدلًا من جمعة، باعتباره مختصًا فى شئون الدعوة والوعظ، لكن ذلك ليس السبب الحقيقى وراء استبعاد وزير الأوقاف، إنما السبب هو خلاف بينه وبين عبد السلام، على القرب من الإمام الأكبر. وأشارت إلى أن عبدالسلام، هو قاض فى منتصف الثلاثينيات من العمر، ومنتدب من مجلس الدولة، لافتة إلى أنه يعتبر «الابن المدلل» للطيب، والرجل الثانى فى المشيخة، حيث يصر على حضور كل لقاءات الإمام الداخلية والخارجية، مما أثار استياء جمعة منه، فحاول إبعاده عن المشيخة، بالاتفاق مع وزير العدل، المستشار محفوظ صابر، لتغييره أكثر من مرة، لكنه فشل. وأوضحت أن المستشار القانونى لشيخ الأزهر غضب من وزير الأوقاف، وتوجه بالشكوى إلى الإمام الأكبر، الذى انحاز له ضد جمعة، مضيفة أن الوزير كان يعتبر الصديق الصدوق لشيخ الأزهر، عندما كان عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية فى جامعة الأزهر، ثم عينه الطيب مستشارًا له ليتولى مسئولية الدعوة والوعظ، ورشحه لمنصب وزير الأوقاف عندما كان مقربًا منه، كما جدد الثقة فيه، فاستمر فى حكومة إبراهيم محلب الثانية، ومرت الشهور الماضية فى هدوء، حتى نشب الخلاف بينه وبين عبدالسلام. وأضافت: «ترددت شائعات فى نهاية أكتوبر الماضى بأن الطيب لن يمدد فترة انتداب عبدالسلام، إرضاءً لوزير الأوقاف، لكن جاءت النتيجة خلاف تلك التوقعات، حيث تمسك الطيب به، مقررًا تجديد انتدابه، وجعله انتدابًا كاملاً، بحيث يحق له الحصول على جميع البدلات والمكافآت». وأوضحت «يتردد الآن أن القاضى الشاب سيتولى ضمن مسئولياته داخل المشيخة، إدارة كل ما له علاقة بالإعلام، بداية من إدارة الإعلام والعلاقات العامة، ومرورًا بفضائية الأزهر، التى ستنطلق فى إبريل المقبل، بعد توقف طويل دام لأكثر من عامين ونصف العام». ومن جانبه، أكد مصدر مسئول فى وزارة الأوقاف، أن علاقة الوزير بالإمام الأكبر توترت منذ أشهر، عندما أجرت صحيفة خاصة استطلاعًا للرأى عن أفضل شخصية دينية فى عام 2014، مما أدى إلى منافسة قوية بين أنصار الإمام والوزير، وأخذ كل طرف منهما يصوت لمرشحه، وكاد شيخ الأزهر أن يفوز باللقب، لولا تدخل أئمة الأوقاف لدعم وزيرهم، أملًا فى أن يحقق لهم مطالبهم، وفاز الوزير باللقب بنسبة 54 فى المائة، مما أثار استياء الطيب، خاصة مع تردد أنباء عن إمكانية تقلد الوزير لمنصب شيخ الأزهر. وأضاف: «فى منتصف نوفمبر الماضى حدثت مشاحنات بين شيخ الأزهر ووزير الأوقاف، بسبب اهتمام الثانى بجمع الإعلام حوله، واستحواذه عليها، ما بين مؤتمرات صحفية، وبرامج، ومقالات، وتسبب ذلك فى شحن بعض المقربين من الإمام ضده، وتدخل رئيس الوزراء إبراهيم محلب للصلح بينهما». وقال المصدر إن «جمعة كان يلعب بالنار عندما أصر على إحراج شيخ الأزهر، أثناء الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، بتقديمه ملفًا كاملًا، للرئيس عن الإخوان داخل المشيخة، وأزعجه أن الرئيس أعاد الملف للطيب». وتوقع المصدر أن تشهد الأسابيع القليلة المقبلة استبعاد جمعة من حكومة محلب فى أقرب تغيير وزارى، كما يردد البعض داخل وزارة الأوقاف أنه سيكون آخر وزير أوقاف فى مصر، حيث سيتم تقسيم الوزارة إلى هيئتين، إحداهما لإدارة شئون الدعوة والمساجد، وسوف تتبع مشيخة الأزهر، والثانية لإدارة أموال وأراضى الأوقاف، وستكون هيئة استثمارية ضخمة تضم عددًا كبيرًا من خبراء الاقتصاد والصناعة.
والجدير بالذكر أن التشكيل الجديد للمكتب الفنى لشيخ الأزهر يضم، الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، رئيسًا، وبعضوية الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، والدكتور عبدالحى عزب رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محيى الدين عفيفى أمين مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمد مهنا المشرف على أروقة الجامع الأزهر، والمستشار محمد عبدالسلام.