سعر الخضراوات والفاكهة اليوم الأحد 9-6-2024 في جميع أسواق الجمهورية    قصف إسرائيلي على رفح الفلسطينية بعد تحرير 4 رهائن    سعر الدينار الكويتي في البنوك اليوم الأحد 9 يونيو 2024    10 سنوات إنجازات | طرق وكباري و3 محاور رئيسية لإحداث طفرة تنموية في قنا    أسامة كمال: الحكومة المستقيلة لهم الاحترام.. وشكل الوزارة الجديدة "تكهنات"    واشنطن: إسرائيل لم تستخدم الرصيف البحري لإنقاذ الرهائن الإسرائيليين في غزة    هيئة التجارة البحرية البريطانية تعلن عن هجوم استهدف سفينة في السواحل اليمنية    بايدن مخاطبًا ماكرون: شراكة الولايات المتحدة وفرنسا «لا تتزعزع»    ترتيب مجموعات تصفيات كأس العالم لقارة افريقيا 2026    بيلينجهام الأعلى قيمة سوقية بين لاعبي أمم أوروبا 2024    ننشر أوائل الشهادات الإعدادية والإبتدائية الأزهرية بالوادي الجديد    أطول إجازة للموظفين في مصر خلال 2024.. عدد أيام عطلة عيد الأضحى    حبس 8 مسجلين خطر بينهم سيدة ضبط بحوزتهم 13 كيلو مخدرات بالقاهرة    دعا لمقاطعة أعمال «الهضبة».. عمر هريدي: ابناء الصعيد يتضامنون مع الشاب «سعد» الذي صفعه عمرو دياب    كوميديا وإثارة وظهور مُفاجئ ل السقا وحمو بيكا..شاهد برومو «عصابة الماكس» (فيديو)    ليلى عبد اللطيف تكشف حقيقة توقعها بعيد أضحى حزين في مصر    تحرك عاجل من السعودية بشأن الحج بدون تصريح    طارق سليمان: كنت مع مشاركة شوبير في نهائي إفريقيا على حساب الشناوي    مقتل 45 شخصا على الأقل جراء صراع عشائري في الصومال    استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين جراء استهداف طيران الاحتلال لشقة في غزة    ياسر إدريس: لا ينقصنا لاستضافة الأولمبياد سوى إدارة الملف    مع بدء رحلات الحج.. خريطة حدود الإنفاق الدولي عبر بطاقات الائتمان في 10 بنوك    خلال الربع الأول.. 129% نموًا بصافى أرباح بنك القاهرة والإيرادات تقفز إلى 7.8 مليار جنيه    استمرار الموجة الحارة.. الأرصاد تكشف عن حالة الطقس المتوقعة اليوم    خبير مائي: سد النهضة على وشك الانتهاء من الناحية الخرسانية وسيولد كهرباء خلال سنتين    جامعة العريش تطلق مبادرة شاملة لتأهيل الخريجين لسوق العمل    «هيكسروا الدنيا».. سيف زاهر يكشف ثنائي جديد في الزمالك    ضبط مصري يسرق أحذية المصلين بمسجد في الكويت وجار إبعاده عن البلاد (فيديو)    "نيويورك تايمز": قنبلة أمريكية صغيرة تقتل عشرات الفلسطينيين في غزة    لميس الحديدي توجه رسالة للحكومة بشأن قطع الغاز الطبيعي عن مصانع الأسمدة    إصابة 6 أشخاص في تصادم سيارة وتروسيكل بالإسماعيلية    مصرع طفل عقب تعرضه للدغ عقرب فى جرجا بسوهاج    "دا مينفعش يتقاله لا".. القيعي يكشف أسرار تعاقد الأهلي مع ميدو    طارق قنديل يتحدث عن.. سر نجاح الأهلي ..البطولة الأغلى له.. وأسعد صفقة بالنسبة له    السعودية تبعد 300 ألف شخص من مكة لعدم حملهم تصاريح الحج    ليلى عبداللطيف تتسبب في صدمة ل أحمد العوضي حول ياسمين عبدالعزيز (فيديو)    النديم: 314 انتهاك في مايو بين تعذيب وإهمال طبي واخفاء قسري    ما أهم الأدعية عند الكعبة للحاج؟ عالم أزهري يجيب    وكيل صحة الإسماعيلية تتفقد انتظام سير العمل بعيادة الجلدية ووحدة طوسون الصحية    عقوبة تصل ل مليون جنيه.. احذر من إتلاف منشآت نقل وتوزيع الكهرباء    أيمن موكا: الجونة لم يبلغني بمفاوضات الزمالك ولم أوقع    ما هي أيام التشريق 2024.. وهل يجوز صيامها؟    دعاء ثالث ليالي العشر من ذي الحجة.. اللهم بشرنا بالفرح    حظك اليوم برج الجدي الأحد 9-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    وزير الصحة يتفقد مستشفى رأس الحكمة والضبعة المركزي بمحافظة مطروح    «تخلص منه فورًا».. تحذير لأصحاب هواتف آيفون القديمة «قائمة الموت» (صور)    انتصار ومحمد محمود يرقصان بحفل قومي حقوق الإنسان    استقرار سعر الحديد والاسمنت بسوق مواد البناء اليوم الاحد 9 يونيو 2024    قومي حقوق الإنسان يكرم مسلسل بدون سابق إنذار (صور)    وزير الصحة يوجه بسرعة توفير جهاز مناظير بمستشفى الضبعة المركزي    حظك اليوم برج الميزان الأحد 9-6-2024 مهنيا وعاطفيا    تحرير 40 مخالفة تموينية فى حملة على المخابز والمحال والأسواق بالإسماعيلية    وزير التعليم الفلسطيني: تدمير 75% من جامعاتنا والمدارس أصبحت مراكز للإيواء    حظك اليوم برج العذراء الأحد 9-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    جامعة المنوفية تشارك في مبادرات "تحالف وتنمية" و"أنت الحياة" بقوافل تنموية شاملة    فضل صيام العشر من ذي الحجة 1445.. والأعمال المستحبة فيها    وكيل صحة الشرقية يتفقد سير العمل بمستشفى أبو كبير المركزي    أسماء أوائل الشهادة الابتدائية الأزهرية بشمال سيناء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



CIA تكشف امتلاك «الإخوان» معسكرات «تدريب استخباراتى» فى ليبيا
نشر في الصباح يوم 30 - 03 - 2014

- «الجماعة» لديها وحدة اتصالات حديثة تديرها مع تنظيمات دينية مصرية على رأسها «الجهاد السلفية» فى جنوب صحراء ليبيا منذ عام 1977
- قيادات النظيم الدولى أكدوا فى شهادة للسلطات الأمريكية أن «درة التاج» لا علاقة لها بالعمليات العدائية ضد دبلوماسيى أمريكا فى مصر بعد عزل مرسى
- عناصر تابعة ل«المعزول» تورطت فى 8 هجمات ضد منشآت أمريكية وغربية فى مصر وليبيا
- كاميرات مراقبة السفارة الأمريكية رصدت تحركات 6 من عناصر «تنظيم الجهاد» فى محيط المبنى
فضحت تقارير حديثة منتهى السرية عالية التصنيف صدرت عن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA ولجنة شئون الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكى المعروفة بالاسم المختصر SSCI آخرها بتاريخ 15 يناير 2014
بيانات ومعلومات موثقة ودقيقة، أكدت امتلاك جماعة الإخوان المسلمين لمعسكرات تدريب عسكرية ذات طابع استخباراتى، ووحدة اتصالات حديثة تديرها الجماعة مع تنظيمات دينية مصرية على رأسها الجهاد السلفية فى جنوب صحراء ليبيا منذ يوليو عام 1977.
ما يثبت أن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك حاليا إحداثيات وبيانات وأهداف تلك المواقع والقائمين عليها، مع خريطة منقحة لعمليات عدائية تستهدف النظام المصرى ورموزه فى القاهرة.
معلومات حصرية أكشفها موثقة من واقع ملف عملية «درة التاج الإخوانية» التى تديرها جماعة الإخوان المسلمين وتنظيمات دينية متطرفة من داخل ليبيا، على أمل إعادة الجماعة إلى حكم مصر.

=================

أصدر مجلس الشيوخ الأمريكى يوم الخميس الموافق 13 سبتمبر 2012 تكليفا سياديا إلى السيناتور السيدة «ديان جولدمان بيرمان فنستاين» عضوة المجلس الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا ورئيسة لجنة شئون الاستخبارات التى تولت مهام منصبها بداية من 6 يناير 2009 ، كى تبدأ تحقيقات رسمية فى مقتل الدبلوماسى «كريستوفر ستيفنس» السفير الأمريكى فى مدينة بنغازى الساحلية الليبية مع آخرين بعضهم ضباط استخبارات وعميلان من جماعة الإخوان المسلمين المصرية مساء الثلاثاء الموافق 11 سبتمبر 2012.
وللتوثيق شكلت لجنة شئون الاستخبارات SSCI فى مجلس الشيوخ الأمريكى عام 1976 بلائحة خاصة حددت الأعضاء فى خمسة عشر سيناتورا، شريطة أن يكون بينهم ثمانية تابعين لحزب الأغلبية يرشح أقدمهم لرئاسة اللجنة، وأن يعين نائبه من الحزب المعارض.
حيث باشرت ديان فنستاين رئيسة اللجنة مع خمسة عشر عضوا من سيناتورات مجلس الشيوخ التحقيقات الرسمية تعاونوا فيها مع مديرين لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA بداية من «دافيد هويل بيترايوس» مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA فى الفترة من 6 سبتمبر 2011 حتى 9 نوفمبر 2012.
واستمرت التحقيقات والتعاون بعدها بين SSCI وخلفه «جون أوين برينان» مدير الوكالة الذى تولى مهام منصبه بداية من 8 مارس 2013 وحتى كتابة تلك السطور.
بناء على ما سبق اعتمدت اللجنة بالإجماع بتاريخ 15 يناير 2014 تقريرها النهائى عن الأحداث الدرامية التى تعرضت لها البعثة الأمريكية فى مدينة بنغازى الساحلية الليبية ليلة 11/12 سبتمبر 2012.
حيث كشف التقرير مع صفحات من تحقيقات موازية أشرفت عليها CIA فى ذات القضية معلومات غير عادية، سجلت كخلاصة لمائة صفحة من المعلومات منتهى السرية، شملت ملف برقيات بريد إليكترونى تابعة لإدارة الرئيس «باراك أوباما» تضمنت بيانات سيادية عن عملية «درة التاج الإخوانية».
فى التفاصيل أتاح القانون الفيدرالى وقانون مكافحة الإرهاب الأمريكى الصادر بتاريخ 17 ديسمبر 2004 للجنة شئون الاستخبارات فى مجلس الشيوخ حق صلاحيات الاطلاع على ملفات الأمن القومى عالية التصنيف.
فتسلمت اللجنة صباح 15 سبتمبر 2012 يدا بيد من «دافيد هويل بيترايوس» مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA الثابت شغله مهام منصبه فى الفترة من 6 سبتمبر 2011 حتى 9 نوفمبر 2012 ملفا منتهى السرية تضمن دون قصد الوكالة أسرارا حصرية عن عملية درة التاج الإخوانية، واتضح أن بيترايوس سلم الملف نظرا لحساسيته بشكل شخصى إلى السيناتور ديان فنستاين، وأنه نسخ منه نسخا أخرى سلمها رسميا لآخرين.
بيانات التقارير الأمريكية جلية خاصة ما ورد بالصفحة التاسعة من تقرير لجنة شئون الاستخبارات عن إرسال نسخة من الملف إلى السيدة «سوزان إليزابيث رايس» السفيرة الأمريكية الدائمة - وقتها - لدى منظمة الأمم المتحدة الثابت شغلها المنصب من الثانى والعشرين من يناير 2009 حتى الأول من يوليو 2013
مع تأكيد إضافى بتسلم «روبرت ليت» المستشار بهيئة الأمن القومى الأمريكية نسخة من الملف تشارك فيها مع الفريق «جيمس روبرت كلابر» مدير هيئة الأمن القومى الرابع - تأسست بتاريخ 22 إبريل 2005 - الشاغل منصبه منذ التاسع من أغسطس 2010 حتى كتابة تلك السطور.
بل أكثر من ذلك أن لجنة شئون الاستخبارات SSCI استمعت مؤخرا وسط إجراءات أمنية مشددة وتعتيم شامل فى حضور ممثلين عن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA إلى شهادة أعضاء بارزين من التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين.
طمست بياناتهم بمربعات سوداء، وأخفت أسماءهم بين سطور وثائق التقارير لدواعى الأمن القومى الأمريكى. وقد أكد هؤلاء فى شهادتهم الموثقة أن عملية «درة التاج الإخوانية» لا علاقة لها بالعمليات العدائية الأخيرة ضد البعثات الدبلوماسية الأمريكية فى مصر وليبيا، وأنها عملية بدأت مساء الثالث من يوليو 2013 عقب عزل الرئيس «محمد مرسى».
لا حاجة لتأكيدات إضافية عن حقيقة وجود العملية، لكن ما توفر عنها من معلومات وردت فى التقارير الأمريكية منتهى السرية مقلق يكشف أسرار معسكرات العملية فى الصحراء الليبية تخطط فيها الجماعة حاليا مع خلايا تابعة لتنظيم الجهاد المصرى ما زالت ناشطة لعمليات غير تقليدية ضد أهداف وشخصيات من رموز النظام المصرى على رأسها المشير «عبد الفتاح السيسى» وسأسرد تفاصيل العملية لاحقا.
الثابت أن تقارير التحقيقات الأمريكية رصدت وسجلت بيانات ثمانى عمليات إرهابية ضد أهداف غربية وأمريكية فى ليبيا ومصر بداية من شهر إبريل 2012 حتى سبتمبر 2012.
وأن معظم منفذى تلك العمليات التى لم يعلن عن معظمها فى حينها لدواعى حماية أسرار الدبلوماسية الأمريكية، انطلقوا من معسكرات قريبة من مواقع جماعة الإخوان المسلمين جنوب الصحراء الليبية.
ما ألزم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA ولجنة شئون الاستخبارات بمجلس الشيوخ التحقيق مباشرة مع قيادات من جماعة الإخوان المسلمين لسماع إفاداتهم الرسمية.
لا تركن تحقيقات أجهزة المعلومات إلى الظنون ومن الصفحة رقم 42 حتى الصفحة رقم 62 من تقرير لجنة شئون الاستخبارات SSCI نجدهم يبحثون عن ستة عناصر من تنظيم الجهاد المصرى لها علاقة مباشرة بجماعة الإخوان المسلمين المصرية.
حيث تعمل تلك العناصر حاليا فى مصر وليبيا لحساب الجماعة، وفى الوقت نفسه لحساب الدكتور «أيمن الظواهرى» زعيم تنظيم القاعدة الذى تولى قيادة التنظيم عقب مقتل زعيمه أسامة بن لادن فى باكستان بتاريخ 2 مايو 2011.
وقد أثبتت CIA اشتراكهم فى الهجوم على قافلة سيارات السير «دومينيك أنطونى جيرارد أسكويث» السفير البريطانى السابق فى ليبيا خلال الفترة من 11 يناير 2012 حتى 18 يناير 2013، ومن المعروف أنه شغل منصب السفير البريطانى السابق لدى مصر خلال الفترة من عام 2007 حتى عام 2011.
استنادا إلى معلومات تقرير لجنة شئون الاستخبارات الموثقة بالصفحة رقم 48 نكتشف أن كاميرات المراقبة المنتشرة حول مجمع السفارة الأمريكية فى القاهرة سجلت بتاريخ العاشر من سبتمبر 2012 ملامح الستة التى أكدت CIA انتماءهم لتنظيم الجهاد المصرى.
الأدهى أن واشنطن شكت طيلة الوقت فى وجود علاقة خفية ما بين جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم الجهاد وعناصر للقاعدة فى مصر، وذلك سبب إخضاع التنظيم الدولى للجماعة للاستجواب فى واشنطن أمام SSCI.
التدقيق فى معلومات تقرير لجنة مجلس الشيوخ ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA يقودنا إلى حقائق أطلت بين السطور، كشفت تبنى الجماعة فى مصر لعملية سياسية خبيثة هدفت وراءها الضغط على الإدارة الأمريكية لتحقيق مصالح خاصة فى الحكم.
وأن أداة الجماعة الرئيسية فى تلك العملية كانت عناصر ناشطة منتمية إلى تنظيم الجهاد المصرى بينها الستة الذين التقطتهم كاميرات السفارة الأمريكية بالقاهرة وسط أحداث حصار السفارة الذى بدأ صباح 10 سبتمبر 2012.
كما سجلت التحقيقات الأمريكية منتهى السرية أن جماعة الإخوان المسلمين قادت حشود الجماهير الإسلامية الغاضبة، بالتعاون مع أحزاب وتنظيمات سلفية مصرية فاعلة على الساحة لمحاصرة السفارة الأمريكية والاعتداء على أسوارها تمهيدا لاختراقها.
على أن تأمر جماعة الإخوان المسلمين المصرية تلك الحشود فى توقيت متفق عليه بين الجماعة وتنظيم الجهاد، بالتعدى على أسوار السفارة حتى تستغيث إلى الإدارة والرئيس الأمريكى.
وعندما يضطر باراك أوباما للتدخل الفورى لدى الرئيس المصرى محمد مرسى يؤدى الأخير دوره فى الحيلولة دون تفاقم الموقف ما سيحمى السفارة الأمريكية ويمنح الجماعة شكلا دوليا سياسيا معتدلا يوطد رواسيها فى حكم مصر، وربما حققت الجماعة وقتها النصف الأول من الخطة لكنها فقدت عرش مصر فى النهاية.
ربما سارت خطة جماعة الإخوان المسلمين كما خطط لها، لكن لم تعلم جميع الأطراف أن الرئيس باراك أوباما أعطى تعليماته السيادية للقوات الأمريكية قبل حديثه الهاتفى مع مرسى بالاستعداد للتدخل الفورى فى مصر بدعوى حماية بعثته الدبلوماسية.
فى السياق نفسه كشفت تقارير CIA ربما دون قصد عن تواجد مكثف لقوات أمريكية خاصة للتدخل السريع ترابض بصفة دائمة فى مدينة «روت» الإسبانية تتدرب أسبوعيا لغزو دول بعينها فى منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط على رأسها مصر.
وأن تلك القوات تعيش حالة استعداد الطوارئ القصوى بشكل روتينى مستمر داخل القاعدة الأمريكية العسكرية فى «روت»، وفى صباح العاشر من سبتمبر 2012 تلقت تلك القوة شيفرة الرئيس الأمريكى باراك أوباما السيادية وبها أمر الاستعداد للتدخل العاجل فى مصر.
وتكشف التحقيقات لأول مرة أن وزارة الدفاع الأمريكية وجهت قمرين اصطناعيين من بين أقمار الولايات المتحدة الاستراتيجية العسكرية لمراقبة الأراضى المصرية ذلك اليوم تحديدا تمهيدا لتنفيذ التدخل الأمريكى السريع، وأن شيفرات إليكترونية خاصة كانت على وشك التفعيل لشل أنظمة الدفاعات المصرية، لمنعها من اعتراض القوات الأمريكية فى طريقها إلى مقر السفارة بالقاهرة.
ربما كانت تلك الترتيبات طموحة ومبالغا فيها، لكنها روتينية بالنسبة لدولة عظمى فى حجم الولايات المتحدة، لكن الغريب فى معلومات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA خاصة ما ورد بالصفحة رقم 33/34 من تقرير الوكالة الرئيسى أنها كشفت لأول مرة عن وجود نظام مراقبة جوية أمريكية يمشط دول الشرق الأوسط والمناطق الاستراتيجية المهمة بها فى هدوء بواسطة أنظمة معقدة غير مسموح بالإعلان عنها أو الاطلاع على بياناتها لطائرات تعمل دون طيار من طراز «جوست».
وأن تلك الطائرات الشبح دون طيار لا يمكن للرادارات العربية العاملة بالخدمة بأنواعها رصدها وتتبعها، لأنها من طراز صامت غير مسبوق يدخل فى إنتاجه مواد استجلبت من سطح القمر يمكنها خداع كل أجيال الرادارات الأرضية المتعارف عليها.
المثير أن المعلومات الأمريكية كشفت أن تلك الطائرات تعمل حاليا بشكل روتينى داخل الحدود الليبية، حيث تراقب بالنيابة عن ليبيا حدودها خاصة البحرية فى الشمال وأن «جوست» رصدت وصورت أفلاما دقيقة لما يجرى من استعدادات داخل معسكرات جماعة الإخوان.
وأن الجيش الأمريكى انتهى مؤخرا من وضع خطة للسيطرة على تلك المعسكرات فى حالة تهديدها المصالح الغربية والأمريكية ورفض جماعة الإخوان والجهاد التنسيق مع الأجهزة الأمريكية والغربية.
بل تنتظر الإدارة الأمريكية بناء على ما جاء بين السطور حاليا تفويض المجلس الوطنى الانتقالى الليبى لمهاجمة تلك المعسكرات تمهيدا لغلقها فى ليبيا إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
والمعروف لدواعى التوثيق أن هيئة المجلس الوطنى الليبى أعلنت عنها فى مدينة بنغازى الساحلية بتاريخ 27 فبراير 2011 واعترف بها رسميا ودوليا بتاريخ 5 مارس 2011.
لا ينقطع سيل المعلومات الأمريكية الحصرية بين سطور التقارير عالية التصنيف منتهى السرية جزء منها توثيقى يؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين المصرية امتلكت طيلة الوقت معسكرات تدريبية خاصة بها فى ليبيا والعراق، وأنها بدأت عام 1979 فى معسكر صغير داخل إحدى وحدات النخبة الوطنية الخاصة خارج العاصمة العراقية بغداد.
حيث سمح الرئيس العراقى «صدام حسين» رابع الرؤساء العراقيين فى الفترة من 16 يوليو 1979 حتى 9 إبريل 2003 لجماعة الإخوان المسلمين المصرية بالتدريب داخل الأراضى العراقية لتنفيذ عمليات لصالح الجماعة تحفظ لنظام صدام مصالحه فى مصر والمنطقة.
وأن الجماعة أدارت فى سرية تامة من بغداد ثانى معسكراتها العربية الذى استخدمته فى تدريب كوادر العمل السياسى فى مصر والكويت والخليج العربى بداية من عام 1979 حتى عام 1990.
وأن ذلك المعسكر دمرته القوات العراقية عن طريق تفجير منشآته صباح 5 أغسطس 1990 بعدما خان الإخوان صدام حسين وحاربوا جيشه أثناء الغزو العراقى للكويت.
المثير أن المعلومات الأمريكية الحصرية أكدت أن معسكر التدريب العسكرى لجماعة الإخوان المسلمين المصرية فى العراق لم يكن الأقدم فى منطقة الشرق الأوسط.
لأن معسكر تدريب الجماعة العسكرى الأول شيد جنوب الصحراء الليبية بتعليمات سيادية من العقيد «معمر القذافى» الرئيس الليبى الفعلى خلال الفترة من 1 سبتمبر 1969 حتى 23 أغسطس 2011.
الحديث دون أدلة ربما يفيد الإخوان أنفسهم لذلك أستند إلى الدليل الرسمى على تواجد تلك المعسكرات من واقع بيانات رسمية أمريكية وردت بالصفحة الخامسة والعشرين من تقرير لجنة شئون الاستخبارات SSCI التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكى بتاريخ 15 يناير 2014 عندما أشار السيناتور «كلارنس ساسكبى شامبليس» نائب رئيس اللجنة وعضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهورى لولاية جورجيا منذ 6 يناير 2009 ضمن التحقيقات الرسمية إلى برقيتين منتهى السرية.
الأولى صدرت عن مكتب الجنرال «كارتر هام» قائد قوات التدخل الأمريكى السريع فى إفريقيا «الأفريكوم» من مقر قواته بقاعدة «كيلى» بمدينة شتوتجارت الألمانية، وهى قوات نخبة ناشطة فى قارة إفريقيا منذ الأول من أكتوبر 2008
وهى برقية منتهى السرية أكدت فى معلوماتها وجود معسكرات مسلحة لجماعة الإخوان المسلمين المصرية، ولتنظيمات دينية متشددة أخرى جنوب الصحراء الليبية.
أما البرقية الثانية فقد صدرت من «ميخائيل موريل» مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA الثابت شغله المنصب خلال الفترة من 9 نوفمبر 2012 حتى 8 مارس 2013.
أكد فيها وجود معسكرات تدريب تابعة لتنظيمات دينية مختلفة بينها جماعة الإخوان المسلمين ناشطة على الأراضى الليبية تخطط لتنفيذ عمليات غير تقليدية ضد المصالح المصرية والأمريكية.
وللتوثيق بناء على المعلومات الأمريكية كان العقيد القذافى قد سمح فى 25 يوليو عام 1977 بإيعاز من الاتحاد السوفيتى القديم لجماعة الإخوان المسلمين، ولعدد من عناصر تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية المصرية بإقامة ثلاثة معسكرات تدريب عسكرية فى شرق وغرب وجنوب ليبيا لتنفيذ عمليات عدائية ضد النظام المصرى والرئيس السادات شخصيا.
وذلك فى أعقاب المواجهة العسكرية بين القاهرة وطرابلس فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات والعقيد القذافى الشهيرة باسم المناوشات المصرية - الليبية التى بدأت بتاريخ 21 يوليو 1977 وانتهت بتاريخ 24 يوليو 1977 بهدنة التزم بها الطرفان.
وأن تلك المعسكرات متواجدة من يومها تعلم بإحداثياتها الاستخبارات الليبية التى تعاونت فى عهد القذافى معها لتنفيذ مخططات عدائية خاصة بالعقيد فى مصر أبرزها تنفيذ خطة اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
الحقيقة لم تؤكد التقارير الاستخباراتية الأمريكية الأخيرة منتهى السرية أن هناك دورا لجماعة الإخوان المسلمين المصرية فى اغتيال الرئيس السادات، لكنها وثقت تكليف القذافى لتنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية وآخرين بالعملية مع سلسلة أخرى من العمليات الإرهابية التى سجلت فى مصر بالفعل.
فى الأجواء نفسها فجرت التحقيقات الأمريكية معلومات غريبة أكدت أن محمد مرسى وقع شفاهة دون مستندات بالعاصمة الإيرانية طهران بتاريخ 30 أغسطس 2012 اتفاقية جانبية مع تنظيم القاعدة الذى مثله أحد أعوان الدكتور أيمن الظواهرى.
وأن مرسى تعهد شفاهة فى اللقاء الذى تم تحت رعاية النظام الإيرانى بإطلاق سراح بعض المنتمين للقاعدة من السجون المصرية مع وعد منه بعدم التضييق على خلايا تنظيم القاعدة الناشطة داخل شبه جزيرة سيناء وفى الصحراء الغربية المصرية على الحدود المصرية - الليبية مقابل أن يساعد التنظيم الدولى للقاعدة مع الدكتور أيمن الظواهرى زعيم التنظيم محمد مرسى على إرساء دعائم حكمه ومعاونته وقت الطوارئ فى مواجهة أعدائه فى الداخل السياسى المصرى بما فيها المؤسسة العسكرية المصرية وأجهزة الدولة السيادية.
الغريب بالعودة إلى التواريخ والأحداث السياسية يثبت أن الدكتور محمد مرسى تواجد فعلا فى العاصمة الإيرانية طهران خلال الفترة من 26 حتى 31 أغسطس 2012 لتمثيل مصر فى فعاليات القمة السادسة عشرة لدول عدم الانحياز.
والأغرب أن الإدارة الأمريكية علمت عن طريق مراقبة الاتصالات الخاصة بمجموعة محمد مرسى الرئاسية أثناء تنقل بعضهم داخل طهران للإعداد لزيارة مرسى التاريخية.
لذلك أرسل الرئيس الأمريكى باراك أوباما بشكل عاجل وزير دفاعه «ليون إدوارد بانيتا» الثابت شغله مهام منصبه فى الفترة من 1 يوليو 2011 حتى 27 فبراير 2013 إلى القاهرة فى مهمة خاصة صباح 31 يوليو 2012 قابل خلالها محمد مرسى فى محاولة لإثنائه عن اتفاقه المزمع وقتها مع تنظيم القاعدة تحت الرعاية الإيرانية حتى لو كان شفاهة.
فما كان من محمد مرسى أن كشف إلى ليون بانيتا معلومات مصرية سرية للغاية عالية التصنيف أغضبت الإدارة الأمريكية من المؤسسة العسكرية الوطنية وكانت السر وراء إلغاء واشنطن مساعدات عسكرية مهمة سبق الاتفاق عليها بين البلدين.
بينما نفاجأ فى ذات الموضوع لأول مرة أن محمد مرسى كشف إلى الولايات المتحدة معلومات مصرية حساسة غير مسموح بتداولها خارج ملفات الرئاسة أدت إلى تراجع العلاقات المصرية - الأمريكية - الغربية.
بل إن شخصيات إخوانية قيادية حصلت من مرسى بطريقة أو بأخرى على نسخ من ملفات تلك المعلومات دمرت العلاقات الهادئة مع إيطاليا وفرنسا وتركيا ومالطا، وأقنعت الإدارة الأمريكية بإلغاء مناورة النجم الساطع التى تشارك فيها سنويا 11 دولة منذ عام 1980.
وأن قرار الرئيس الأمريكى إلغاء المناورة الرابعة عشرة فى سبتمبر 2013 لم يكن بسبب تداعيات الوضع السياسى الداخلى المصرى مثلما أعلن أوباما بل جاء نتيجة لتسرب ملفات مصرية مهمة إلى الولايات المتحدة الأمريكية أحرجت القاهرة وأغضبت واشنطن.
المثير أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA أصدرت مؤخرا كتيبا للإرشادات الأمنية بناء على معلومات جماعة الإخوان المصرية تسلمته سفارات واشنطن فى مصر وليبيا وتونس، دعت فيه إلى تعديلات شاملة فى أنظمة الاتصالات والمراقبة والحراسات.
وأن السفارات الأمريكية فى الدول الثلاث خفضت فى الفترة الأخيرة عدد العاملين بها من الدبلوماسيين غير الأساسيين فى إطار تلك الترتيبات، تحسبا لوقوع عمليات إرهابية وشيكة.
كما تبحث وزارة الخارجية الأمريكية حاليا مع الجهات المعنية، بناء على معلومات التقارير الحصرية إدخال تعديلات على البروتوكولات الأمنية الخاصة بعمل السفارات الأمريكية فى القاهرة وطرابلس وتونس وهى بروتوكولات اعتمدت فى فترات سابقة، تعمل خلالها البعثة الدبلوماسية الأمريكية بشيفرات اتصالات مؤمنة خاصة مع السماح لها بنوعيات تسليح خاصة لأطقم حراسات السفارة لوحات معدنية مميزة غير محددة لسيارات السفارة وغيرها من مميزات تؤمن البعثة الدبلوماسية الأمريكية.
بينما كثفت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA من تواجد عناصرها فى سفاراتها فى مصر وليبيا وتونس والأردن والكويت، بدعاوى العمل فى مجال الخدمات الأمنية وتقديم الدعم الطبى وتأمين الاتصالات ومعاونة السفير على أداء مهام عمله الأمنية، وبالقطع لتنمية مصادر المعلومات الخاصة بحماية الدبلوماسية الأمريكية فى مصر.
فى الحلقة القادمة:

أسرار التحقيق مع قيادات التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين فى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.