هل تحلف اليمين اليوم؟ الديهي يكشف موعد إعلان الحكومة الجديدة (فيديو)    عيار 21 يفاجئ الجميع.. أسعار الذهب ترتفع 160 جنيها اليوم الثلاثاء 11 يونيو 2024 بالصاغة    "إنتل" توقف توسعة ب25 مليار دولار لمصنعها في إسرائيل    مصر ترحب بقرار مجلس الأمن الداعي للتوصل لوقف شامل ودائم لإطلاق النار في غزة    الجيش الإسرائيلي يعترف بفشل اعتراض طائرتين بدون طيار أطلقتا من لبنان وسقطتا في الجولان    حماس ترحب بقرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار الدائم في غزة    طلبة: تعادل بوركينا فاسو مع سيراليون في صالح منتخب مصر    ترتيب مجموعة مصر في تصفيات كأس العالم 2026    إصابة 3 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بالقليوبية    «أونلاين».. «التعليم»: جميع لجان الثانوية العامة مراقبة بالكاميرات (فيديو)    ضبط طالب لقيامه بالاصطدام بمركبة "توك توك" وشخصين بالبحيرة    دفن جثة شاب لقى مصرعه غرقا في مياه نهر النيل بالعياط    دفن جثة شخص والاستعلام عن حالة 2 مصابين في انقلاب موتوسيكل بأوسيم    إصابة 4 أشخاص في حادث انقلاب أتوبيس بالمنوفية    وزيرة الثقافة تفتتح فعاليات الدورة 44 للمعرض العام.. وتُكرم عددًا من كبار مبدعي مصر والوطن العربي    أستاذ اقتصاد: حظينا باستثمارات أوروبية الفترة الماضية.. وجذب المزيد ممكن    مصر ضد غينيا بيساو.. قرارات مثيرة للجدل تحكيميا وهدف مشكوك فى صحته    مروان عطية: هدف غينيا من كرة "عشوائية".. ورطوبة الجو أثرت علينا    حقيقة اعتراض صلاح على التبديل.. أهم لقطات مباراة المنتخب مع غينيا بيساو    بعد سقطة المركز الإعلامي.. 3 روايات لتراجع حسام حسن عن تبديل صلاح    الأهلي يتعاقد مع صفقات من العيار الثقيل ورحيل نجوم كبار.. سيف زاهر يكشف التفاصيل    مفاجأة بشأن مفاوضات الزمالك لضم «شريف» و«أزارو».. وكيل لاعبين يكشف التفاصيل    «الفنية للحج»: السعودية تتخذ إجراءات مشددة ضد أصحاب التأشيرات غير النظامية    منتخب غانا يدك أفريقيا الوسطى بهاتريك أيو ويستعيد صدارة تصفيات كأس العالم    تحرير الرهائن = لا يوجد رجل رشيد    مندوب فلسطين لدى مجلس الأمن: مصممون على استدامة وقف إطلاق النار في غزة    اليمين المتطرف يتصدر نوايا التصويت في انتخابات فرنسا التشريعية    نيبينزيا: القرار الأمريكي غامض وموافقة إسرائيل على وقف النار غير واضحة    طريقة تثبيت النسخة التجريبية من iOS 18 على أيفون .. خطوة بخطوة    موجة شديدة الحرارة تضرب البلاد اعتبارا من اليوم وذورتها الجمعة والسبت    عالم موسوعي جمع بين الطب والأدب والتاريخ ..نشطاء يحييون الذكرى الأولى لوفاة " الجوادي"    أخبار 24 ساعة.. الحكومة: إجازة عيد الأضحى من السبت 15 يونيو حتى الخميس 20    الرقب: الساحة الإسرائيلية مشتعلة بعد انسحاب جانتس من حكومة الطوارئ    منسق حياة كريمة بالمنوفية: وفرنا المادة العلمية والدعم للطلاب وأولياء الأمور    عمرو أديب: مبقاش في مرتب بيكفي حد.. إنت مجرد كوبري (فيديو)    «زي النهارده».. وقوع مذبحة الإسكندرية 11 يونيو 1882    تعرف على برجك اليوم 2024/6/11    6 أفلام إبداعية بمشروع تخرج طلاب كلية الإعلام بالجامعة البريطانية    سعر الذهب اليوم الإثنين.. عيار 21 يسجل 3110 جنيهات    محافظ الغربية يتابع أعمال تأهيل ورصف طريق كفور بلشاي    نصائح يجب اتباعها مع الجزار قبل ذبح الأضحية    إبراهيم عيسى: تشكيل الحكومة الجديدة توحي بأنها ستكون "توأم" الحكومة المستقيلة    سهرة خاصة مع عمر خيرت في «احتفالية المصري اليوم» بمناسبة الذكرى العشرين    متحدث «الشباب والرياضة»: سلوك معلم الجيولوجيا مخالف لتوجه وزارة التربية التعليم    تضامن الدقهلية تختتم المرحلة الثانية لتدريب "مودة" للشباب المقبلين على الزواج    هل يجوز الأضحية بالدجاج والبط؟.. محمد أبو هاشم يجيب (فيديو)    «الإفتاء» توضح حكم صيام اليوم العاشر من ذي الحجة    الأفضل للأضحية الغنم أم الإبل..الإفتاء المصرية تحسم الجدل    وزير الصحة: برنامج الزمالة المصرية يقوم بتخريج 3 آلاف طبيب سنويا    عادة خاطئة قد تصيب طلاب الثانوية العامة بأزمة خطيرة في القلب أثناء الامتحانات    تفاصيل قافلة لجامعة القاهرة في الصف تقدم العلاج والخدمات الطبية مجانا    لفقدان الوزن- تناول الليمون بهذه الطرق    «المصريين الأحرار» يُشارك احتفالات الكنيسة بعيد الأنبا أبرآم بحضور البابا تواضروس    رشا كمال عن حكم صلاة المرأة العيد بالمساجد والساحات: يجوز والأولى بالمنزل    "بايونيرز للتنمية" تحقق أرباح 1.17 مليار جنيه خلال الربع الأول من العام    وزارة الأوقاف: أحكام وصيغ التكبير في عيد الأضحى    مستشفيات جامعة أسوان يعلن خطة الاستعداد لاستقبال عيد الأضحى    تشكيل الحكومة الجديد.. 4 نواب في الوزارة الجديدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"عاصفة الصحراء" التي غيرت وجه المنطقة إلى الأبد
نشر في المستقبل يوم 17 - 01 - 2021


تقرير: ضحى ناصر
تمر اليوم الذكرى الثلاثون على بدء إنطلاق عملية "عاصفة الصحراء" والتى إنطلقت بمشاركة مصرية إماراتية سعودية أمريكية كما ساهمت العديد من دول العالم فى إنهاء الوضع المتأزم فى دولة الكويت العربية الشقيقة على إثر الإجتياح العراقي المؤسف للأراضى الكويتية فى الثانى من أغسطس من عام 1990 فى خطوة مندفعة أسهمت فى العديد من المشكلات والأزمات التى عاشها العالم العربي حتى بعد سقوط العراق فى الثامن عشر من مارس من عام 2003 وسقوط نظام "صدام حسين " معه.
وبالعودة للتسلسل الزمنى للأحداث نجد أن الإجتياح العراقي للكويت وإعلانها المحافظة العراقية التاسعة عشر لم يكن وليد اللحظة إذ يعتبر الخبراء أنه تم التخطيط له منذ إنتهاء الحرب العراقية -الإيرانية عام 1988 والتى أعتبرها الرئيس العراقي الراحل "صدام حسين" حرب الدفاع عن الوطن العربي.
فيما قدمت له الدول العربية بشكل عام ودول الخليج بشكل خاص كافة الوسائل والسبل لتحقيق النصر وتحجيم دور إيران فى المنطقة بل و بالغ البعض إلى الحد الذى جعلهم يطلقون على الحرب العراقية الإيرانية "قادسية صدام" على الرغم من عدم تحقيق النصر للطرفين.
فيما عانى الشعب العراقي ظروف إقتصادية ونفسية طاحنة إثر هذه الحرب التى وضعت فيها العراق معظم مواردها وهو ماجعل "صدام حسين" يعتبر مطالبه حق مكتسب لايرد فكان يأمل بسداد ديون العراق عن طريق رفع سعر البترول بواسطة تقليل الدول الأعضاء فى منظمة "الأوبك " لإنتاجهم من النفط لصالح العراق.
كما أتهم الرئيس العراقي كل من دولة الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة بزيادة إنتاجيتهم عمداً بدلاً من تخفيضها مما أدى إلى هبوط أسعار النفط حيث بلغ حجم إنتاج الكويت عام 1989مليون وثمانمائة ألف برميل بتجاوز لحصتها المقررة بلغ سبعمائة ألف برميل وهو ما أعتبره صدام حسين موقف عدائى تجاه العراق ممادفعه للمطالبة بتقويض حصص الإنتاج لدول منظمة "الأوبك".
فيما كشفت إحصائيات الأوبك أنذاك أن عشر دول من الدول الأعضاء لم تكن ملتزمة بالحصص الإنتاجية من بينها العراق وعلى الرغم من ذلك فإنه فى العاشر من يوليو من عام 1990 تعهدت كل من الكويت والإمارات العربية المتحدة بالإلتزام بالحصص المقررة لكل منهما وهو مليون ونصف المليون برميل.
كما أعلنت دولة الكويت فى السادس والعشرين من يوليو عام 1990 تخفيض إنتاجها إلى مستوى حصص الأوبك ولكن هذا لم يكن مرضياً للنظام العراقى الذى كان قد عقد العزم على غزو الكويت بأى ثمن فيما كان كل ماسبق مجرد حجج لشرعنة هذا الإجتياح الذى كان صدام حسين يرى فيه خلاص العراق من أزمته لما تمتلكه الكويت من ثروات طبيعية وإقتصادية حيث عاد العراق مجدداً لتوجيه الإتهامات للكويت بالحفر الغير مرخص فى الجانب العراقي من حق الرميلة المشترك صرح الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين أن الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت 8 سنوات كانت بمثابة دفاع عن البوابة الشرقية للوطن العربي حسب تعبيره وأن على الكويت والسعودية التفاوض على الديون أو إلغاء جميع ديونها على العراق، ويُقدر صندوق النقد الدولي حجم الديون العراقية للكويت بستين مليار دولار.
وتعدت مطالب صدام حسين إلى طلبه من دول الخليج 10 مليارات دولار كمنحة للعراق وطلب تأجير جزيرتي وربة وبوبيان الكويتيتين.
ولم تثمر الجهود الدبلوماسية في تخفيف حدة التوتر. ففي آخر شهر يوليو من عام 1990، عُقد اجتماع في مدينة جدة بين وفد كويتي يرأسه الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح، ولي العهد الكويتي، ووفد عراقي برئاسة عزة الدوري.
ونتج عن هذا الاجتماع الموافقة على تقديم الكويت منحة 9 مليارات دولار وتبرع الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود بعشرة مليارات دولار بشرط أن يتم ترسيم الحدود بين الكويت والعراق دولياً قبل دفع أي مبلغ. وقد جاء طلب الكويت هذا إثر قيام العراق بترسيم الحدود وعقد المعاهدات والتسويات مع كل من المملكة العربية السعودية والأردن وأجل عقد معاهدات مماثلة مع الكويت كي يتم استخدام هذه القضايا كوسيلة ضغط على الكويت كما أشار الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية المصري الأسبق السيد "عمرو موسى" فى الجزء الأول من مذكراته والتى تناول فيها سنوات العمل على رأس الدبلوماسية المصرية إلى إنتواء الإجتياح حيث أكد على إنه أستشعر أن القيادة العراقية تنتوى الإقدام على حدث جلل منذ تغير نبراتها المعادية لمصر والتى إستمرت لمدة عشر سنوات منذ توقيع مصر معاهدة كامب ديفيد بل وطالبالعراق بإنهاء تعليق عضوية مصر فى الجامعة العربية وكافة المنظمات العربية والإسلامية كما دعا العراق كل من (مصر ،الأردن ،اليمن)للإنضمام إلى مجلس التعاون العربي وهو التحول الذى بدا مريب خاصةً أنه جاء فى الوقت الذى كان يتعامل فيه صدام حسين على إنه الوحيد المؤهل لحكم المنطقة وبدء وقياداته السياسية التعامل مع دول الجوار من هذا المنطلق وهو ما أثار شكوك الرئيس المصري الراحل "محمد حسنى مبارك" رحمه الله حيث سارع للخروج من هذا المجلس الذى كان مجرد غطاء لدعم العراق فى حربها المرتقبة فما بين نبرات المهادنة وفرض السيطرة تيقنت القيادة المصرية أن العراق تنتوى فعل جلل وعن ذلك يقول السيد عمرو موسى فى كتابه.
" كان أداء العراق بقمة بغداد في 28 مايو 1990 مؤشراً واضحاً على ثقة بالنفس وغرور كبير، ومن ثم شعرت (وذكرت ذلك للدكتور عصمت عبدالمجيد وزير الخارجية) أنني أشم رائحة مغامرة كبيرة آتية خصوصاً بعدما قاله طارق عزيز من أن قرار مجلس الأمن رقم 242 انتهى وأن العراق سوف يأخذ الأمور في يده، وأن حل مشكلة فلسطين يترك للعراق، في ضوء ذلك كنت أرى أن صدام حسين قد يقدم على عمل يهز أركان النظام العربي كله."
فيما سعت مصر إلى التوصل إلى التهدئة كانت القيادة العراقية تعتمد نهج المراوغة وهو ما أكده الرئيس الراحل "حسنى مبارك" فى حواره مع الإعلامية الكويتية القديرة "فجر السعيد" حيث قال قال الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، إن صدام حسين استمر في تصعيد لهجته ضد دول الخليج، حتى جاءت له معلومات مؤكدة بأن العراق حشدت قوات على الحدود، وأنها لا تبدو من حجمها وتمركزها أنها قوات دفاعية، موضحًا أنه في ذلك الوقت كان على تواصل مستمر مع دول الخليج، وتحديدًا السعودية والكويت والإمارات.
وأضاف مبارك، خلال حوار أجراه مع الكاتبة الكويتية فجر السعيد، بجريدة "الأنباء" الكويتية: "قررت على الفور زيارة العراق عشان أقعد مع صدام ونهدي الأمور، روحت العراق، وجاني سعود الفيصل مبعوثا من الملك فهد في السادسة صباحا في المطار عشان يتشاور معي قبل لقائي مع صدام، أقلعت في السابعة صباحا ووصلت العراق وقعدت مع صدام وطارق عزيز وآخرين، حوالي 5 ساعات استمر في الشكوى من الكويت".
وتابع: "قلت له أي مشاكل تحل بالحوار الهادئ بعيدا عن التصريحات والتراشق الإعلامي والتهديد، وسألته تحديدا عن نيته مع تواجد قواته على حدود الكويت، فقال لي أنه لا ينوي الاعتداء على الكويت، وأضاف: لا تقول لهم كده، استغربت من كلامه ده وعاودت سؤاله عن نيته ونحن نجلس سويا بدون أعضاء الوفدين، فأكد أنه لن يعتدي".
وواصل: "اقترحت ضرورة عقد لقاء بين العراق والكويت.. فقلت له أنا حروح الكويت والسعودية وحبلغه بمقترحات لترتيب لقاء للحوار، الأحد 29 يوليو في السعودية، بعدما أقلعت في اتجاهي للكويت أُبلغت وأنا في الطيارة بتصريح صحفي من طارق عزيز بعد مغادرتي على الفور، يقول فيه إنهم عقدوا لقاءات مطولة معي لمناقشة العلاقات الثنائية، الشك زاد أكثر.. ثنائية إيه؟، هو أنا جايلكم من الفجر عشان أناقش العلاقات الثنائية".
وأردف: "وصلت الكويت وقابلت الشيخ جابر في المطار، وقلت له إن صدام قالي بوضوح أنه مش حيقوم بأي عمل عسكري.. بس قولت للشيخ جابر أيضا أنه لازم تأخذ احتياطات لأن صدام مراوغ.. وقلت له أنا على استعداد أبعت أي مساعدات دفاعية تطلبها الكويت.. وفي نفس الوقت قلت له أنا طالع على السعودية عشان أتشاور مع الملك فهد على عقد لقاء يجمع الكويت والعراق والسعودية لتهدئة الأمور.. واقترحت للشيخ جابر أن يحضر ولي العهد الشيخ سعد هذا اللقاء". بحسب جريدة الأنباء .
ومع إندلاع الغزو العراقى تصاعدت حدة اللهجات العالمية وأستعصت مع التعنت العراقي كافة الحلول السلمية حتى كانت عملية "غزو الصحراء" بعد أن غض صدام حسين الطرف عن كافة المناشدات الدولية
في مطلع فجر 16 يناير من سنة 1991،بعد يوم واحد من انتهاء المهلة الأخيرة التي منحها مجلس الأمن للعراق لسحب قواته من الكويت، شنت طائرات قوات الائتلاف حملة جوية مكثفة وواسعة النطاق شملت العراق كله من الشمال إلى الجنوب حيث قامت بقرابة 109,867 غارة جوية خلال 43 يوم بمعدل 2,555 غارة يوميًا. أستخدم خلالها 60,624 طن من القنابل، الأمر الذي أدى إلى تدمير الكثير من البنى التحتية. وفي 17 يناير من نفس السنة، قام الرئيس صدام حسين بإصدار بيان من على شبكة الإذاعة العراقية معلنا فيها أن "أم المعارك قد بدأت".
أستعملت في هذه الحملة الجوية من القنابل ما يسمى بالقنابل الذكية والقنابل العنقودية وصواريخ كروز. قام العراق بالرد على هذه الحملات الجوية بتوجيه 7 من صواريخ سكود (أرض أرض) إلى أهداف داخل إسرائيل في 17 يناير 1991 في محاولة لجر إسرائيل إلى الحرب. بالإضافة إلى إطلاق صواريخ سكود على كل من مدينتي الظهران والرياض بالسعودية، ومن ضمن أبرز الأهداف التي اصابتها الصواريخ العراقية داخل الأراضي السعودية إصابة منطقة عسكرية أمريكية في الظهران أدت إلى مقتل 28 جندي أمريكي مما أدى إلى عملية انتقامية بعد انسحاب القوات العراقية وقصف القوات المنسحبة في عملية سميت بطريق الموت.

فيما كانت المضادات الجوية العراقية فعالة بشكل مفاجئ في مواجهة قوات الائتلاف، حيث أسقط العراقيون 75 طائرة معادية باستخدام صواريخ أرض جو. وفي الرياض اصابت الصواريخ العراقية مبنى الأحوال المدنية ومبنى مدارس نجد الأهلية الذي كان خاليا وقتها. كان الهدف الأول لقوات الائتلاف هو تدمير قوات الدفاع الجوي العراقي لتتمكن بعد ذلك من القيام بغاراتها بسهولة وقد تم تحقيق هذا الهدف بسرعة وبسلاسة، حيث تم إسقاط طائرة واحدة فقط من طائرات قوات التحالف في الأيام الأولى من الحملة الجوية. كانت معظم الطائرات تنطلق من الأراضي السعودية وحاملات الطائرات الستة المتمركزة في الخليج العربي.
كماشكلت القوة الجوية العراقية في بداية الحملة الجوية خطر على قوات التحالف. فقد كانت القوة الجوية العراقية مكونة من 750 طائرة قتالية و 200 طائرة مساندة موزعة على 24 مطار عسكري رئيسي، إضافة إلى دفاعات جوية متطورة و 9000 مدفعية مضادة للطائرات. بعد تدمير معظم قوات الدفاع الجوي العراقي أصبحت مراكز الاتصال القيادية الهدف الثاني للغارات الجوية وتم إلحاق أضرار كبيرة بمراكز الاتصال مما جعل الاتصال يكاد يكون معدوما بين القيادة العسكرية العراقية وقطعات الجيش. قامت الطائرات الحربية العراقية بطلعات جوية متفرقة أدت إلى إسقاط 38 طائرة ميج منها من قبل الدفاعات الجوية لقوات الائتلاف، وأدرك العراق أن طائراته السوفيتية الصنع ليس بإمكانها اختراق الدفاعات الجوية لقوات التحالف فقامت بإرسال المتبقي من طائراتها، والبالغ عددها 122 طائرة، إلى إيران، كما تم تدمير 141 طائرة في ثكناتها العسكرية. وبدأ العراق في 23 يناير سنة 1991 بعملية سكب متعمدة لما يقارب من مليون طن من النفط الخام إلى مياه الخليج العربي.
وبعد الإنتهاء تدمير الدفاعات الجوية ومراكز الاتصال العراقية بدأت الغارات تستهدف قواعد إطلاق صواريخ سكود العراقية ومراكز الأبحاث العسكرية والسفن الحربية والقطاعات العسكرية المتواجدة في الكويت ومراكز توليد الطاقة الكهربائية ومراكز الاتصال الهاتفي ومراكز تكرير وتوزيع النفط والموانئ العراقية والجسور وسكك الحديد ومراكز تصفية المياه. وقد أدى هذا الاستهداف الشامل للبنية التحتية العراقية إلى عواقب لا تزال آثارها شاخصة إلى حد هذا اليوم. وحاولت قوات التحالف أثناء حملتها الجوية تفادي وقوع أضرار في صفوف المدنيين، ولكن في 13 فبراير سنة 1991 دمر "صاروخان ذكيان" ملجأ العامرية الذي أثير حوله جدل كثير، الأمر الذي أدى إلى مقتل أكثر من 315 عراقي معظمهم من النساء والأطفال.
فيما بدأ العراق باستهداف قواعد قوات التحالف في السعودية بالإضافة إلى استهداف إسرائيل والتي كانت على ما يبدو محاولة من القيادة العراقية لجر إسرائيل إلى الصراع آملا منها أن يؤدي هذا إلى صدع في صفوف الائتلاف وخاصة في صفوف القوات العربية المشاركة، ولكن هذه المحاولة لم تنجح لأن إسرائيل لم تقم بالرد ولم تنضم إلى الائتلاف.
وفي 29 يناير عام 1991 تمكنت وحدات من القوات العراقية من السيطرة على مدينة الخفجي السعودية، ولكن قوات الحرس الوطني السعودي بالإضافة إلى قوة قطرية تمكنتا من السيطرة على المدينة، ويرى المحللون العسكريون أنه لو كانت القوة العراقية المسيطرة على الخفجي أكبر حجما لأدى ذلك إلى تغيير كبير في موازين الحرب إذ كانت مدينة الخفجي ذات أهمية استراتيجية كونها معبرا لحقول النفط الشرقية للسعودية ولم تكن الخفجي محمية بقوة كبيرة الأمر الذي استغلته القيادة العسكرية العراقية. وسُميت هذه المعركة باسم معركة الخفجي.
كما شكل الهجوم البري لتحرير الكويت نهاية حرب الخليج الثانية. فقد اعتمدت استراتيجية التحالف على حرب الاستنزاف حيث تم إضعاف الجيش العراقي بالحرب الجوية على مدى 43 يومًا. وتعتبر هذه المواجهة الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية حيث تواجه نحو مليون جندي تصاحبهم الآليات المدرعة وقطع المدفعية مسنودةً بالقوة الجوية. حاول العراق في اللحظات الأخيرة تجنب الحرب، ففي 22 فبراير سنة 1991 وافق العراق على مقترح سوفيتي بوقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي الكويتية خلال فترة قدرها 3 أسابيع على أن يتم الإشراف على الانسحاب من قبل مجلس الأمن. لم توافق الولايات المتحدة على هذا المقترح ولكنها "تعهدت" أنها لن تقوم بمهاجمة القطاعات العراقية المنسحبة وأعطت مهلة 24 ساعة فقط للقوات العراقية بإكمال انسحابها من الكويت بالكامل.

وفي الرابعة فجرًا من 24 فبراير من نفس العام بدأت قوات التحالف توغلها في الأراضي الكويتية والعراقية. وتم تقسيم الجيش البري إلى ثلاث مجاميع رئيسية بحيث تتوجه المجموعة الأولى لتحرير مدينة الكويت بينما تقوم الثانية بمحاصرة جناح الجيش العراقي في غرب الكويت. وتقوم المجموعة الثالثة بالتحرك في أقصى الغرب وتدخل جنوب الأراضي العراقية لقطع كافة الإمدادات للجيش العراقي. وفي اليوم الأول للحرب البرية استطاعت قوات التحالف للوصول إلى نصف المسافة لمدينة الكويت بينما لم تلاق المجموعتين الأخرتين أي صعوبات في التقدم. وفي اليوم الثاني قامت قوات التحالف بقطع جميع الطرق لإمداد للجيش العراقي.
وحتى يوم 26 فبراير سنة 1991 حيث بدأ الجيش العراقي بالانسحاب بعد أن أشعل النار في حقول النفط الكويتية وتشكل خط طويل من الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود على طول المعبر الحدودي الرئيسي بين العراق والكويت، وقصفت قوات التحالف القطعات العسكرية المنسحبة من الكويت إلى العراق مما أدى إلى تدمير مايزيد عن 1500 عربة عسكرية عراقية، وبالرغم من ضخامة عدد الآليات المدمرة إلا أن عدد الجنود العراقيين الذين قتلوا على هذا الطريق لم يزد عن 200 قتيل لأن معظمهم تركوا عرباتهم العسكرية ولاذوا بالفرار. سُمي هذا الطريق فيما بعد بطريق الموت أو ممر الموت.
وفي يوم ال 27 فبراير، أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب عن تحرير الكويت بعد 100 ساعة من الحملة البرية مسدلاً ستار النهاية على حرب مازالت جرحاً فى النفس العربية قائلاً
«الكويت أصبحت محررة، وأن الجيش العراقي قد هزم»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.