يبدو أن إمرأة قد تكون السبب في الإطاحة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث أصبحت نانسي بيلوسي ،زعيمة الديمقراطيين رئيسة لمجلس النواب بالانتخاب، وبذلك أصبحت مباشرة في مواجهة ترامب الذي يطالب حزبها بعزله ومسائلته قانونيا حول المخالفات التى ارتكبها فى الانتخابات الرئاسية التى نصبه رئيسا لأهم دولة فى العالم. انتخبت نانسي بيلوسي رئيسة لمجلس النواب الأمريكي ،لتصبح زعيمة الديمقراطيين الشخصية الثالثة في هرم السلطة بالولايات المتحدة بعد الرئيس ونائبه، وتعد بيلوسي السياسية المحنكة البالغة من العمر 78 عاما، من أكثر القادة السياسيين حنكة ومصدر إزعاج للكثيرين، ومن المنتظر أن تخوض مواجهات عدة مع ترامب خلال فترة رئاستها لمجلس النواب. وبانتخابها على رأس مجلس النواب ذي الأغلبية الديمقراطية، تستعيد بيلوسي لقب أقوى امرأة في السياسة الأمريكية، حيث إنها كانت أول امرأة تتولى هذا المنصب في التاريخ الأمريكي بين عامي 2007 و2010. وكان الكونجرس الجديد الذي يضم عددا قياسيا من النساء وأعضاء ينحدرون من جنسيات أخرى قد اجتمع في الثالث من يناير الجارى ، بغرفتيه النواب والشيوخ، وسط انقسام بين الديمقراطيين والجمهوريين. ،ونالت بيلوسي 220 صوتا من أصل 435. وعقب انتخابها قالت بيلوسي في خطاب أمام المجلس الجديد ليس:" لدينا أوهام، عملنا لن يكون سهلا ،مضيفة لكننا نعد بأنه حين لا نتفق، سيحترم بعضنا بعضا وسنحترم الحقيقة". وتعد بيلوسي بلا جدال من الأكثر حنكة بين القادة السياسيين من جيلها, وقادت قانون الرعاية الصحية الذي طرحه الرئيس السابق باراك أوباما في المجلس وصولا إلى تمريره التاريخي الشائك في 2010، وقد يكون هذا سبب اعتبارها من كثيرين مصدر إزعاج بعد ثماني سنوات. بيلوسي التي زادتها الصراعات السياسية التي لا تحصى صلابة، تمكنت بشكل كبير من الحفاظ على وحدة الحزب، وهي تعتبر أن السياسة الأمريكية تتطلب ارتداء درع والقدرة على تلقي "اللكمات". وعلى مدار تاريخها السياسي تعرضت بيلوسي لهجمات من اليمين على مدى سنوات فالمحافظون كانوا يصورونها، كتجسيد لنخبة اليسار, وهي متهمة في كل شيء، من السعي لزيادة الضرائب على العائلات المتوسطة إلى دعم تدفق المهاجرين غير الشرعيين. وكانت بيلوسي من أشد الرافضين للحرب على العراق في عهد الرئيس جورج بوش الابن، لكنها وافقت فيما بعد على إرسال دعم للقوات . ومثلت بيلوسي لثلاثة عقود الدائرة ال12 في الكونجرس عن كاليفورنيا وتشمل سان فرانسيسكو، معقل السياسة اليسارية والثقافة المختلفة وحقوق المثليين، وهو ما يعتبره العديد من الناخبين المحافظين انحطاطا أخلاقيا. ووفقا للمراقبين سيكون لبيلوسي وللقيادة الديمقراطية القدرة على منع تمرير قوانين يطرحها الجمهوريون وتعطيل الكثير مما على أجندة ترامب، من مقترحات لخفض ضريبي جديد إلى بناء جدار على الحدود مع المكسيك. ويمكن لبيلوسي أن تصعب الأمور أكثر على ترامب إذا ما أطلقت إجراءات لعزله ،ولكنها حتى الآن عبرت عن معارضتها لاستخدام هذه العصا الغليظة ضده، قائلة إنها يمكن أن تؤدي إلى تعبئة الناخبين الجمهوريين لحماية الرئيس. وفي دورها الجديد سيتحتم عليها الوقوف أحيانا بوجه ترامب إذا استدعى الأمر ذلك، ولكن أيضا العمل معه لإقرار قوانين إذا تيسر الأمر. وستبدأ مهامها بتحد أول لدونالد ترامب يتمثل فى التصويت المقرر على قوانين موقتة للميزانية، يمكن أن تسمح، إذا وقعها الرئيس، باستئناف العمل في الإدارات الأمريكية التي توقفت بسبب إغلاق جزئي منذ 22 ديسمبر الماضي. ويبدو أن بيلوسي تستعد جيدا لمواجهة ترامب وهو ما ظهر خلال تصريحاتها عقب الفوز برئاسة مجلس النواب ، حيث قالت في تصريح لصحيفة يو إس إيه توداي الأمريكية إن "على ترامب أن ينتظر عاما مختلفا عن العامين الأولين من فترته الرئاسية حين سيطر الجمهوريون على غرفتي الكونجرس النواب والشيوخ". وعن احتمال توجيه اتهام لترامب في قضية التدخل الروسي، قالت بيلوسي:" لو كانت هناك أسس لاتهام الرئيس ترامب، وأنا لا أسعى لإيجاد تلك الأسس، سيتعين أن يتم ذلك بشكل مشترك بين الأحزاب على أساس من التوافق قبل أن أشرع في ذلك المسار". وفي المقابل لم يصمت ترامب كعادته ورد على تصريحات بيلوسي وتكهنات المراقبين باحتمالية مساءلته أو حتى عزله ، عقب سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب ،حيث كتب ترامب تغريدة قال فيها: "أقول للديمقراطيين دعونا نرى ما لديكم ،أنا أسمع الكثير عن التحقيق ولكن لم يظهر شيء، ولكن يمكن أيضا أن نلعب من خلال مجلس الشيوخ، ولدي أدوات أفضل". وكانت المعركة قد بدأت من قبل بين ترامب والديمقراطيين ،فعقب فوز الأخير بأغلبية مجلس النواب ،بدأ صوتهم يعلو مطالبين بعزل الرئيس الأمريكي وكان من بين أشهر هذه المواقف تعليق النائبة المسلمة رشيدة طليب ، ومطالبتها بعزل ترامب صراحة ،الأمر الذي أثار غضب الجمهوريين ،إلا أن بيلوسي قللت من أهمية هذا الحدث ،مشيرة إلى أن التصريحات التي وصفت بالمسيئة التي استخدمتها طليب ،لم تكن أسوأ مما قاله ترامب نفسه. وقالت تعليقا على الأمر إن مسألة عزل ترامب ستظل قضية مشحونة بالنسبة للديمقراطيين ولدت نانسي بيلوسي في 26 مارس عام 1940، وهي سياسية أمريكية تولت رئاسة مجلس النواب مرتين ، وقد خدمت في المنصب من عام 2007 إلى عام 2001، وهي الآن في فترتها السابعة عشر كعضو في مجلس النواب. عملت بيلوسي أيضا رئيسة للأقلية الديمقراطية في مجلس النواب مرتين ،الأولى من 2003 إلى 2007،ثم من عام 2011 إلى 2019 ،وزعيمة الديمقراطيين بمجلس النواب ، وممثلة لولاية كاليفورنيا بالمجلس منذ عام 1987. كل من والدها وشقيقها كانا رئيسا بلدية مدينة إيست كوست الساحلية.. بعد دراسة العلوم السياسية في واشنطن، انتقلت مع زوجها المليونير إلى سان فرانسيسكو ولديهما خمسة أولاد.