يبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غدا زيارة رسمية إلى العاصمة الإيرانية على رأس وفد رفيع لبحث تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية. وتعكس الزيارة التي تعد الأولى من نوعها منذ أربعة أعوام لرئيس تركي والثانية لأردوغان الذي زار طهران في يناير عام 2014 عندما كان رئيسا للوزراء أهمية العلاقة بين البلدين رغم اختلافهما في العديد من القضايا الإقليمية المتوترة. ومن المقرر أن يلتقي أردوغان خلال الزيارة بكبار المسئولين الإيرانيين في مقدمتهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي والرئيس حسن روحاني حيث يتوقع أن تتركز محادثاته حول التعاون في مجال الطاقة والتجارة إلى جانب بحث آخر تطورات المنطقة. وينعقد أثناء الزيارة الاجتماع الثاني للمجلس الأعلى للتعاون بين البلدين بحضور الوزراء الإيرانيين والأتراك الأعضاء في هذا المجلس وسيبحث هذا الاجتماع جميع جوانب العلاقات الثنائية بين إيرانوتركيا بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية. وتأتي الزيارة في ظل توصل طهران ومجموعة (5+1) إلى اتفاق إطار بمدينة لوزان السويسرية يمهد لتسوية نهائية للملف النووي الإيراني حيث تتطلع تركيا إلى قطف ثمار هذا الاتفاق عبر مضاعفة حجم استثماراتها مع الجانب الإيراني الذي يرغب هو الآخر بان تبقى تركيا بوابته نحو أوروبا. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد اتهم أخيرا إيران بالسعي للهيمنة على المنطقة حيث قوبلت تصريحاته بردود فعل إيرانية غاضبة وصلت إلى حد المطالبة بإلغاء زيارته. ويرى مراقبون أن أردوغان قد يسعى في هذه الزيارة إلى زيادة حجم مشتريات بلاده من الغاز الطبيعي الإيراني مع التفاوض حول إمكانية خفض سعر الغاز المستورد من إيران. وكان وزير النفط الإيراني بيجن نامدار زنكنه قد أعلن في وقت سابق أن مفاوضات عدة جرت لمناقشة مقترح تركيا بمضاعفة وارداتها من الغاز الطبيعي من إيران بما يتراوح بين 10 الى 20 مليار متر مكعب سنويا موضحا بأن طهران ستعلن رسميا موقفها من مقترح أنقرة بشأن مضاعفة الاستيراد وتخفيض الأسعار. يذكر أن إيرانوتركيا قد أبرمتا عام 1996 خلال زيارة نجم الدين أربكان رئيس الجمهورية التركي اتفاقية بشأن تصدير الغاز الإيراني إلى تركيا مما ساهمت في تعزيز العلاقات بين الجانبين. واتفق البلدان خلال زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى أنقرة في يونيو الماضي على زيادة حجم التبادل التجاري بينهما ليصل نحو 30 مليار دولار حتى العام 2016 مع التركيز على قطاعي الطاقة والنقل وأبرما بعد 11 عاما من المفاوضات اتفاقية التجارة التفضيلية بين البلدين وشكلا المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي. ويرى مراقبون أن العلاقات بين البلدين قد تشهد تطورا ملحوظا في الفترة المقبلة خاصة في المجال الاقتصادي على ضوء تسوية الملف النووي الإيراني وسعي طهران وانقرة للتوصل إلى حلول وتفاهمات مشتركة.