أثار تقرير نشرته صحيفة «الديلي ميل» البريطانية غضباً في أوساط المجتمع البريطاني وطلاب الجامعات خصوصاً، وامتد ليشمل رئيس الوزراء الذي دخل في النقاش حول الموضوع، بعد أن كشفت الصحيفة أن الدليل الإرشادي لاتحاد الجامعات البريطانية (UUK) الذي يضم 132 جامعة، لا يمنع من فصل الجنسين أثناء المحاضرات اختيارياً، بعد تساؤلات عن قانونية ماقام به محاضر مسلم في إحدى الجامعات البريطانية في محاضرة غير دراسية حينما طلب من الرجال أن يكونو في طرف القاعة والنساء في الطرف الآخر. ونقلت صحف بريطانية نقاشات حادة في أوساط طلاب الجامعات والوزراء وأعضاء البرلمان البريطاني، ورأى بعض الطلاب أن مثل هذه الممارسات تعيد المجتمع البريطاني إلى الوراء، فيما رأى بعضهم أنها انتهاك لحقوق النساء. ونقلت صحيفة «التيلغراف» عن أمين «الجمعية العلمانية» في جامعة لندن للاقتصاد، كرس موس قوله: «بكل تأكيد يجب سحب مثل هذا التوجيه الإرشادي للجامعات بالكامل، يجب أن لانقبل أبداً بأي سياسات من شأنها إضفاء الطابع المؤسسي الذي يسمح للفصائل الدينية أو العرقية بالفصل بين الجنسين». وفي هذا السياق قال الرئيس التنفيذي للجنة المساواة لحقوق الإنسان مارك هاموند: «إن قانون المساواه يسمح في الفصل بين الجنسين في الأماكن الدائمة أو المؤقتة التي تستخدم لأغراض دينية، إذ تتطلب بعض الأديان ذلك»، لكنه أكد أن اللجنة لا ترى أن هذا القانون يجوز تطبيقه في اللقاءات الأكاديمية أو في المحاضرات المفتوحة للجمهور. ورغم أن الجدل الدائر في الأوساط الجامعية والحكومية في موضوع الاختلاط يتحدث فقط عن النوع الذي يمكن وصفه بالفصل الاختياري بين الجنسين، إلا أن «بي بي سي» نقلت تصريحات عديدة من وزراء التعليم والأعمال وغيرهم تُدين هذا النوع باعتباره استغلالاً للديموقراطية وحرية التعبير. وطلب وزير التعليم مايكل غوف من القيادات الجامعية سحب هذا التوجيه الذي يقود إلى التطرف بحسب قوله. وفي حديث لإذاعة «بي بي سي» الرابعة قال وزير الأعمال في حكومة الظل تشوكا اوامنيا عن قضية الفصل «إنه أمر مروع». فيما دفع خروج عدد من الطلاب في مظاهرات تندد بالفصل الاختياري، وحديث الوزراء وعدد من مدراء الجامعات عن هذا الموضوع الذي اعتبرته الصحافة البريطانية مثيراً للجدل، رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون إلى الحديث عنه باعتباره قضية عامة. ونقلت الصحف عن المتحدث باسم رئيس الوزراء إدانته الشديدة للقيادات الجامعية التي تؤيد الفصل الطوعي بين الجنسين في المناسبات الجامعية. وأضاف المتحدث: «يعتقد رئيس الوزراء أنه لا ينغبي أن يٌسمح للضيوف المتحدثين في الجامعات، بطلب الفصل بين الجنسين في محاضراتهم»، مطالباً بسرعة مراجعة التوجيه الذي أصدره اتحاد الجامعات البريطانية (UUK). مشيراً إلى أن هذا الموضوع يعتبر مهماً لتقاليد حرية التعبير المؤسسات التعليمية البريطانية. وأشار إلى أنه: «من المهم أن نكون يقظين بشأن حرية التعبير»، لكنه أوضح أن الحديث هنا عن الجامعات، أما الفصل في أماكن العبادة فهو موضوع مختلف جداً.