سألنى صديقي: فين صاحبتك بياعة الخضار «أم سيد» اللى كتبت عنها واللى قالتلى من كام شهر كده إننا عاملين زى الست اللى اطلقت من جوزها المفترى بعد ما طلّع عينها، وبدل ما تبص لعيالها وتشوف حالها وحالهم، عمّالة تشتم وتغيظ وتفتكر بلاوى الراجل وسنينه، فين الست دي؟ قلت له: فكرتني.. أما أروح لها.. اشترى خضار طازة واسمع برضه كلامها الطازة من غير لف ولا دوران.
أنا: ازيك يا أم سيد.. وحشتيني.
أم سيد: فينك يا مدام بقالك كتير قوي.. شفتيلك بياعة خضار تانية ولا استكفيتى بالماركت ده اللى لامم الناس كلها.. مع إنه أغلى ومش طازة زينا.
أنا: بس أنا كنت باكلمك على الموبايل.. انما دايما كان مرفوع من الخدمة.. علشان كده قلت أجيلك.. إيه الحكاية؟!
أم سيد: أصل أبوسيد قاللى بلا «موباين» بلا كلام فاضي.. يعنى احنا طول عمرنا كنا عايشين بالموباين ده.. خلينا نوفر يا وليه.. محدش عارف الدنيا فيها إيه بكره.
أنا: خايف وعايز يوفر يعني؟!
أم سيد: أمال يا مدام.. الدنيا مش راضية تهدي، والحال صعب، وكله عمّال يزعق فى كله، الناس نازلة شتيمة فى بعض، وقلبى واجعنى على الشهدا يا عين أمهم، ده الجدعان اللى اتصابوا وبيتعالجوا يادوب، ومين اللى بيضرب فى مين؟ بنضرب فى بعض! دا الجدع جارنا اللى اتصاب فى رجله وكنت رايحة أسأل عليه نط فجأة قال لأمه: أسألى يامه على فتحى ابن خالتي، أصله فى شرطة الدرب، يعنى كلنا اخوات.. ازاى بقى نضرب فى بعض ياخواتي؟!
أنا: معاك حق.. بس قوليلي.. انت انتخبتي؟
أم سيد: عيب يا مدام.. دا الراجل أبوسيد لما يبقى راضى عنى يقوللي: لو كانوا أهلك علموكى كنت حتبقى اجدع محامى فيك يا مصر.. لكن لما يقلب عليّ «عديك» ع اللى بيقوله «ناقصين عقل ودين» وبلاوى كتير.
أنا: المهم.. انتخبتي.. طيب انتخبتى مين؟!
أم سيد: مش حاقولك الاسم.. دا سر، لكن أنا عارفة حضرتك بقى هانم وشياكة وصحفية بتقولى فى سرك لازم أم سيد تكون انتخبت واحد من الاخوان ولا «السلف» دول؟!
أم سيد: طب إيه رأيك إنى كنت فعلاً رايحة انتخب واحد منهم واتفقت مع واحدة جارتى نروح سوا لأنها فى نفس المدرسة، وقلت الناس دى بتاعة ربنا وحتتقى الله فينا.. بس قبل الانتخاب على طول جتلى واحدة صاحبتى ساكنة بعيد شوية عنى وقالتلى انها خدت لحمة وزيت وإن الراجل اللى هينتخبوه وعدها يدلها تلاجة لو نجح، وقعدت تنصحنى أشوف نظام الراجل اللى عندنا اللى هانتخبه واعرف بالضبط نصيبى من الحسنات اللى بيدوها.
أنا: وبعدين!
أم سيد: مش حتصدقيني.. وكإنه فيلم سيما، فاتت عليّ واحدة زى حضرتك كده وقعدت تاخد وتدى معايا وقالتلى خدى بالك الراجل اللى هاتنتخبيه ده بعد ما هاينجح مش هيخليكى تخرجى تبيعى وهيخللوا الستات تقعد فى البيت علشان حرام.. والمصيبة اللى زادت وغطت قالتلى دول يمكن كمان هيحرموا بيع أنواع من الخضار بيقولوا عليها حرام، لدرجة إنى دعيت فى سرى انك تيجى وأشوف حضرتك علشان أنا متعودة أكّلم معاك، لكن لما ماجيتيش قلت خلاص.. اقعدى يا بت واكّلمى مع أبوسيد وشوفى تعملى إيه.
أنا: وبعدين.. قالك إيه أبوسيد!
أم سيد: تضحك.. الراجل ياختى لئيم وناصح.. قاللي.. اسمعي.. احنا نشوف هيدونا إيه وناخده، وبعدين ننتخب اللى إحنا عايزينه، هو هايدخل معانا الصندوق.. بس أنا قلت له يا راجل حرام ودى خيانة أمانة.. إنما الراجل ياختى رد وقاللى يعنى اللى هما بيعملوه ده مش حرام.. دا بيقولوا إنهم هيخلوا الستات تقعد فى البيت، وكمان حيمنعوا الخواجات تيجى تتفرج على الهرام وأبوالهول.. ويبقى الناس اللى رزقها عليهم هيعيشوا إزاي؟! وقعد يرمى لى كلام كتير قالوهوله صحابه على القهوة وسمعوه من ناس متعلمة زى حضرتك كده.
أنا: والنبى يا أم سيد انت انصح من ناس كتير متعلمة، انت ذكية وبتشغلى عقلك، وكلامك عين العقل.. بس أخبار الخضار إيه!
أم سيد: عال العال.. ولا غالى ولا حاجة زى ما بتقولوا فى جرايدكو.. الخضار فى الشتا بيغلى من البرد، بس الغالى يرخص لك.
أنا: كتر خيرك.. بس خللى بالك يمكن هيبقى فيه تسعيرة.
أم سيد: وماله.. أحسن والله خللى كل واحد ينام شبعان وضميره مرتاح وخلينا نطمن أن الخضار سليم ونضيف، كل واحد لازم يراعى ربنا بحق وحقيق.
أنا: برافو عليكي.. انت ست وطنية وذكية.
أم سيد: لا.. وثورجية كمان يا مدام.. انت نسيتى لما قلتلك إنى رحت الميدان أنا والعيال فى الاول، إنما دلوقت نفس أقولهم: لا تذم ولا تشكر قبل سنة وست أشهر «على رأى المثل».. أصبروا يا خوانا هو الميدان هيطير؟! استنوا ست أشهر بس.
أنا: يسلم بقك.
وأخيراً وليس آخراً أقول لصديقى الذى ذكرنى بأم سيد وأسأله.. عاجبك الكلام؟