اعتقد أن فيلم "شد أجزاء" الذي قدمه الفنان محمد رمضان، في دور العرض، أمس الخميس، هو تحدي واضح له أمام الجميع، شاهدت العرض الخاص للفيلم رأيت تحدي ضابط شرطة وعناد شديد منه للقصاص من قتلة زوجته التي طلت علينا بها الموهوبة دنيا سمير غانم في مشاهد معدودة كضيفة شرف. وقت مشاهدتي للفيلم شعرت للحظات كثيرة إن قوة التحدي التي امتلكت ضابط الشرطة، هي القوة الأكثر التي امتلكت "رمضان" لتحدي كبير أمام بعض من هاجمه طيلة سنوات مضت.
يبدأ الفيلم بعرض مشاهد للبطل وهو يمارس بعض الألعاب الرياضية، حيث ظهر رمضان مفتول العضلات بهدف إظهار القوة الجسدية للضابط "عمر العطار"؛ ولكن ما لفت نظري هو تحدي آخر لفنان يبحث دائما لإرضاء جمهوره ولإشباع هوايته، ضابط شريف نزيه خلوق في مهمة خاصة قام فيها بقتل شقيق البلطجي محمود العراقي، الذي يجسد شخصيته الموهوب محمد ممدوح، بأداء متميز ليس جديدا عليه.
الفنان ياسر جلال، الرئيس المباشر لعمر العطار، الذي لم يقدم جديدا فيه ولكن بهدوء ورصانة تم وضع ياسر جلال في المكان الصحيح داخل الفيلم، ولكنك إن جلست داخل قاعة السينما لمشاهدته فستسمع آهات المشاهدين مع كل تفاعل وحركة، لم نشعر بها إلا في الأداء العالمي لمشاهد الأكشن.
المفاجأة بالنسبة لي هو الفنان محمد أبوالوفا، فقد خرج من عباءة الصعيدي المكسور أو ابن الليل، ولعل ظهوره مع الفنان احمد السقا في مسلسل "ذهاب وعودة" بدور سيادة اللواء هي البداية لاكتشاف موهبة مدفونة داخل هذا الفنان رجل مسرح من الطراز الأول.
حبكة مضمونة من المؤلف محمد سليمان عبدالمالك، حوار بسيط ومختصر يحمل رسائل قوية وانفعالات مشحونة ساعدت الممثلين في أداء شخصياتهم، لعب بها "رمضان" دور البطولة بمشاهد اقرب لنجوم السينما العالمية.
لم يكن ما اكتبه نقد ايجابي فني عن فيلم سينمائي ولكن هو رأي تجاه نموذج لشاب يحاول إرضاء الجميع نموذج لجيل جديد من التمثيل، اعتقد أن الكثيرين يتمنون أن تأتي لهم مثل تلك الفرص.
عوامل أخري أكدت علي "شياكة" شد أجزاء بمدير تصوير متمكن استطاع أن يستخدم الكاميرا استخداما سينمائيا مبهر، فأبرز مناطق الصراع واختيارات للكادرات كان موفقا فيه، ومدير إضاءة استطاع أن يخلق جوا من الظلال من خلال استخدامه للتباين في درجات الضوء مما ساعد علي إبراز المزاج النفسي والانفعالي للأحداث.
الموسيقي التصويرية للفيلم فقد كان صاحبها موفقا إلي ابعد الحدود في اختيار الموسيقي المصاحبة للأحداث، والتي قامت بدور لا يقل عن ادوار الممثلين أهمية، باعتبارها فنا زمنيًا فقد حافظت علي زمن الأحداث.
المونتير الذي نجح في أن يكون بارعًا في نقلات المشاهد بلا سرعة غير مطلوبة وبلا إطالة مملة، وبهذا قد حافظ علي إيقاع الفيلم المطلوب، وكان وراء هذه الكوكبة مخرج متمكن من أدواته الفنية جيدا هو حسين المنباوي جعلك تنتبه الي الحالة التي قدمها.. مبروك.