هو وحده ملك السموات والأرض …. يغفر لمن يشاء … فهل تحب أن يغفر لك ؟
ويعذب من يشاء …. أم أنك تريد العذاب ؟ … لا أعلم إنسان يريد أن يُعذب … أو أن يحرق في النار خالدا فيها .. بل ما أعلمه أن كل إنسان صادق … يريد هذه المغفرة .. ويدرك أهميتها الشديدة له … لأن المغفرة هى النجاة في الدنيا والآخرة .
جمال الاستغفار … أنه يبعدك عن الإصرار على الذنب
يقول لنا الله سبحانه وتعالى : { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ } سورة آل عمران الآية 153
هناك ذنب واحد … لا يصلح الاستغفار معه
هناك ذنب خطير … يغلق باب الاستغفار … فورا
وهو الشرك … أن تجعل مخلوق مساويا .. للخالق سبحانه
هذا هو الفعل الذى يغلق باب الاستغفار
والعجيب أن هذا الشرك … يكون بالقلب .. والعقل
وأن تساوى مخلوق بالله .. فهذا مستحيل عقلاً … لأن الكون له خالق واحد
وهو ما يقول به حتى الملحدون .. الطبيعة … ولم يقولوا ( الطبائع أو الطبيعات ) جمع طبيعة
بل حتى في إلحادهم يقولون بالشىء الواحد
فيستحيل على العقل قبول أن الكون فيه شركاء … كما يستحيل هذا على القلب
فالقلب يحب أن يتعلق بالواحد … لا أن يحتار ويتشتت في الحب بين إثنين
لهذا يغلق الشرك … فورا … باب المغفرة
لهذا حين يعود القلب لصفائه ونقائه … تجده ملهوف على الاستغفار
وتجد الجسد كله يريد أن يعبد الله .. اللسان بالذكر واليدين بالتسبيح والتكبير والصلاة وفعل الخير
والرجلين في الوقوف بين يدي الله والسعى في الخير
والعينين بالنظر للحلال وقراءة القرآن ومساعدة الناس وطلب العلم
والأُذُن في سماع المنافع المفيد والبعد عن سماع الحرام
أستغفر الله .. هل تعنى … أعود إلى الله ؟
أستغفر الله … هل تعنى … أعوذ بالله ؟
أستغفر الله … هل تعنى … الحمد لله ؟
أستغفر الله … هل هى … توجيه القلب إلى الله ؟
أستغفر الله … هل تعنى .. الإقرار بعظمة الله ؟
أستغفر الله … هل تعنى … الشعور بالضعف والحاجة .. لله ؟
أستغفر الله .. هل تعنى .. أنى أعرف أنه لا يغفر الذنوب إلا الله ؟
أستغفر الله … هل تعنى ..أنى أعرف أنه لا يزيل أثر هذه الذنوب إلا الله ؟
أستغفر الله .. هل تعنى … أنى ألجأ إلى الله وحده ؟
الصدق في الاستغفار يجعلك الأول
أن تتحول من المركز الأخير … إلى المركز الأول … يكون في الصدق والإصرار على الاستغفار
حين تدرك عظمة هذا الاستغفار … وتستغفر الله بمنتهى الصدق
تتحول مباشرة من المركز الأخير … إلى المركز الأول
دقق وتدبر قول الله تعالى .. عن هؤلاء السحرة .. الذين تحدوا نبيين من أنبياء الله سبحانه – موسى وهارون – عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام
القرآن خلد ذكرهم … وجعلهم من الأوائل الفائزين .. لأنهم إستغفروا … وآمنوا … وطهروا قلوبهم وأفعالهم من الشرك .
فهل تريد أنت أيضا أن يغفر الله لك خطاياك ؟
هل تطمع أن يغفر الله لك خطاياك ؟
أنظر لمن يطمع في الدنيا … كيف تكون لهفته عليها ؟
وأنظر للهفه والطمع في المغفرة … خوفا من أن تنتهى المغفرة ولا يكون لهم نصيب منها … خوفا من أن لا يقبل الله طلبهم للمغفرة .. ومن شدة حرصهم ومعرفتهم لمكانة هذا الاستغفار .
هذا القلب الصادق … ليس له طمع في الدنيا … بل إن حرثه وطمعه كله موجه وكل إرادته موجهه لأن يغفر الله له أى ذنب .. وكل ذنب … حتى إن كان الذنب غفله عن عمل الخير ممن يقدر عليه.