الحوسبة السحابية أو Cloud Computing هي الإصدار الجديد لنظم تكنولوجيا المعلومات IT، وقد كانت المرة الأولى التي أسمع عنها كان من صديقي مهندس الآي تي العتيد، حينما أخبرني عن اعتزامه الحصول على كورسات جديدة يجاري بها التطورات الجديدة في عالم الآي تي حيث ستتحول كل سرفراتنا إلى Cloud Servers. بحكم عملي السابق في مجال الآي تي أعرف ما تعنيه كلمة (سحابة Cloud) ولكن المدهش هو المفهوم الذي وصل إلى ذهني وأردت التحقق منه، وقد كنت على حق .. فهو يقضي بأن يجعل كل سرفرات المعلومات الخاصة بك، والداتا سنتر، والتطبيقات المختلفة، ووضعها في مكان مستقل مؤمن بحماية تقنية ومادية على أعلى مستوى، وتتعامل أنت معه عن طريق حسابك الخاص Remotely وتنفق فقط على قدر ما تحتاج من سرفرات وخدمات Pay As You Get. مع أنظمة ال IT القائمة على الحوسبة السحابية، سيتمكن المستخدم من تقليل تكلفة الأجهزة كثيرًا، وكذلك خفض معدل التعقيد في أداء المهام. إضافة إلى ذلك فهي تسمح للمستخدم بالاستفادة من الخدمات الإضافية التي تظهرها تكنولوجيا المعلومات، وذلك حسب الطلب. وحسب المعنى المفهوم من بنية السرفرات الافتراضية Virtual Servers والتي تحول من السرفر المفرد (كجهاز) إلى أكثر من سرفر (كآداء) سيتيح للمستخدمين (الشركات) التمتع بوفورات نقدية كبيرة، والاستفادة بنظرية توحيد التكلفة الثابتة. (توحيد التكلفة الثابتة: حينما تقوم الشركة المقدمة لخدمة السرفرات السحابية بتسديد فواتير تكلفة ثابتة كإيجار المكان، تدفع مبلغ ثابت تقريبًا سواء كان لديها 10 عملاء أو 20 عميل، فكلما زاد عدد عملائها، انخفض سعر الخدمة التي تقدمها لأن تكلفتها الإجمالية انخفضت). النماذج المهجنة Hybrid Models من الأعمال أيضًا ربما ترغب في بناء السحابة الخاصة بها، وتدخل بصورة مؤقتة سحابة عامة إضافية – كاحتياطي – لو تطلب البزنس الخاص بها هذا الأمر. وكمثال تطبيقي لهذه التقنية، مواقع المتاجر الالكترونية .. حيث تسعي هذه المتاجر مستقبلًا إلى تعلية أداءها باستخدام تقنية الحوسبة السحابية، عن طريق إطلاق حملات ضخمة عبر الشبكات الاجتماعية بدون الحاجة إلى تعلية وتطوير البنية التحتية الخاصة بها اعتمادًا على الحوسبة السحابية. الأنواع المختلفة للسحابة بناءًا على الخدمات SaaS أو Software as a Service: وهي تعني في المقام الأول أن المستخدم النهائي سيتعامل مع الموقع لهذا الغرض عن بعد عبر الإنترنت. المثال المشابه له هو خدمة تتم عن بعد مثل CRM أو Customer Relationship Management مثل تلك التي توفرها Salesforce أو برامج فوترة مثل Invoicera أو مركز البيانات المعروض من موقع أمازون لخدمات الويب. PaaS أو Platform as a Service: أفضل مثال لل PaaS هو متجر تطبيقات جوجل Google App Store. فهو في المقام الأول يهدف إلى أنشطة المتطورين الذين يرغبون في نشر تطبيقاتهم مباشرة في سرفر السحابة، وليسوا على قدر كبير من الاهتمام بالارتباط بالبنية التحتية للسرفر. IaaS أو Infrastructure as a Service: هي تعطي تصريح للمطورين لكي يأخذوا أعلى مستوي من التفاعل المباشر مع البنية التحتية للسرفرات. وتتيح لهم كذلك نشر تطبيقاتهم الخاصة بأعمالهم في تلك البيئة البعيدة، والتحكم فيها عن بعد بصلاحيات أكبر. حتى الآن، فإن نموذج SaaS هو المهيمن على الصناعة الحالية، وإمكانياته وإعداداته تم اكتشافها من قوى مختلفة في السوق الآن. على حافة تقنية الحوسبة السحابية مع المتاجر الإلكترونية 1. عامل الثقة في المراحل الأولية جدًا من عالم الويب، كان أحد التحديات التي تواجه صناعة المتاجر الإلكترونية، والشركات التي يعتمد البزنس الخاص بها على الويب، لم يكن تحدي وظيفي أو تحدي تقني، ولكن كان عامل نفسي بحت مرتبط بالطبيعة البشرية .. الثقة. لم يكن المستخدمين يثقون بالتعامل مع ما يحدث على الإنترنت، باعتباره عالم افتراضي يبيع ويشتري مجموعة من النبضات الكهربائية والبيكسلات الضوئية، ولذلك واجهت هذه الصناعة الكثير من العقبات الصلبة في البدايات. لقد أخذ الأمر كمية معتبرة من الوقت للشركات لكي يبنوا عامل الثقة ويدربوا العملاء ويقودوهم إلى الشراء من المتاجر الإلكترونية على الإنترنت. أما وصول السحابة الإلكترونية المبنية على الحوسبة، فقد جعل الأمر سهل للشركات القائمة بالفعل في عالم الأعمال وتلك حديثة البدء، للاستفادة بالثقة المتوافرة لدى الكيانات الضخمة التي قامت بالفعل ببناء الأنظمة الخاصة بها اعتمادًا على تكنولوجية الحوسبة السحابية مثل جوجل وأمازون وSalesforce. ولذلك فإن الشركات تستطيع كسب ثقة المستخدمين عن طريق إخبارهم أن هذه المنصة الحديثة، تم اختبارها وإدارتها من قبل أفضل مهندسي الحوسبة السحابية في العالم، لدى أكبر الشركات، ومن ثم فهي آمنة ومؤمنة تمامًا. 2. التوفير الهائل في التكلفة الحوسبة السحابية تعتبر الاختيار المفضل الآن لأنها تسمح لرواد الأعمال وأصحاب الشركات الكبرى بوفورات هائلة في التكلفة، وأي بزنس بصفة عامة يبحث عن كل سبيل يستطيع من خلاله تعلية إيراداته، ويعتبرمبدأ تقليل التكلفة هو أول هذه السبل. لذلك فهي من المرجح أن تكلف أقل مما لو كان المستخدم يقوم بتطوير بوابة تجارة إلكترونية، تتطلب تكلفة لمستلزمات خاصة من سرفرات ذات مواصفات خاصة، لتتحمل حجم معين من الترافيك، …الخ. في أي وقت من زمن بدء أي بزنس، تمكنك الحوسبة السحابية وتطبيقاتها من توفير التكلفة التي تتحملها الشركة بنسبة قد تصل إلى 80% من التكلفة التي من المرجح أن يدفعها أي بزنس لنشر منصة تجارة إلكترونية. 3. النتائج السريعة مع تطبيقات الحوسبة السحابية، تستطيع الشركة أن تحصل على بوابة تجارة إلكترونية جاهزة للإطلاق بسرعة أكبر 5 مرات من المعدل العادي لإطلاق مثل هذه النوع من الأعمال على الإنترنت. فإذا كنت في حاجة ماسة إلى منصة قوية متميزة في وقت قصير، فإن تطبيقات الحوسبة السحابية تستطيع توفير هذا الحل لك. 4. مستوى عال من التدرج خدمات الحوسبة السحابية شديدة المرونة حسب الطلبات المقدمة طبقًا لنوع الأعمال. التدرج هو السمة المميزة لها بالشكل الذي يسمح لخدمة معينة بأن تنمو مع الوقت وتزيد مجالها. مع الخدمات المقدمة بناءًا على تقنية الحوسبة السحابية، تستطيع بكل سهولة تلبية ارتفاع الطلب في المواسم، وكذلك تلك الطلبات الناشئة من الحملات الترويجية الخاصة. 5. حماية أفضل الاهتمام بأمر الحماية هو مسألة محسومة في إنشاء أي منصة على الويب، ولا سيما المتاجر الإلكترونية. لقد استشرت عمليات الإحتيال على الإنترنت مؤخرًا، ولكن تقنية الحوسبة السحابية تأخذ في اعتبارها الأمان التام للتطبيقات، وكذلك الشبكات المختلفة، والأجهزة المادية. معظم مقدمي خدمات الحوسبة السحابية مقيد بالحصول على شهادات معيارية للجودة من أكثر من مصدر مثل ISO 27001 وكذلك مراجعات SysTrust. وكذلك شهادات ISO 9001. بالإضافة إلى جهود الحماية التقليدية، فإنه مع الحوسبة السحابية قد تم بذل المزيد من الجهد لتوفير حماية أمثل كتلك التي تكون المتاجر الإلكترونية في أشد الحاجة إليها. مقاييس الحماية الشديدة تم تطبيقها على مستويات مختلفة، مثل التطبيقات، والشبكات وكذلك مستويات السهولة. جهود الحماية تلك تشمل تشفير البيانات، فحص الشهادات عن طريق القياسات الحيوية Biometrics، تقييم أوجه الضعف، شهادات الطرف الثالث Third Party Certifications .. الخ. 6. ربط وتشغيل بيني أفضل هناك نمو كبير في حقل الحوسبة السحابية والعمليات المستندة إلى تطبيقاتها، وهذا عزز إلى حد كبير سهولة وسرعة نقل البيانات والمعلومات بين الشبكات السحابية والمجتمعات المختلفة على الويب. ملاحظة أخيرة الحوسبة السحابية ليست لغزًا أو موضة عابرة في عالم الويب، ولكنها ترسم بشكل كبير الاتجاه التقني لصناعة المتاجر الإلكترونية في المستقبل. فهي تحدد كيف سيكون التحول في عالم الأعمال، وكيف سيتم تخزين البيانات وتشغيلها عبر تطبيقات تجارة إلكترونية (متاجر إلكترونية) مختلفة يمكن العمل عبرها بسهولة شديدة، بالتعامل والمشاركة والتفاعل، مثلما يحدث في عالم الويب العادي الآن، ولكن بشكل أكثر تطورًا. وجنبًا إلى جنب مع ذلك، فإن تطبيقات الهواتف الذكية، من المتوقع لها الاستفادة من الحوسبة السحابية، وعرض شريحة عريضة من الخدمات للمستخدمين، وربطهم في مختلف العمليات ذات الصلة بالتجارة الإلكترونية. مجيء الحوسبة السحابية تم التعامل معه باحترام شديد، بنفس الصورة التي قوبل بها الإنترنت في تسعينات القرن الماضي. لذلك من المقرر والمتوقع لها أن تكبر في عملياتها التشغيلية وإمكانياتها الاستخدامية وفوائدها مع الوقت.
