أسئلة اتحاد القبائل    الري: 35 مليار جنيه قيمة مشروعات تطوير المنظومة المائية بالصعيد    ارتفاع أعداد قتلى الفيضانات جنوب البرازيل إلى 56 شخصا و67 مفقودين    الدوري المصري، جون إيبوكا يقود هجوم سيراميكا كليوباترا أمام الداخلية    من بينها ناي ل كاظم وموال الشوق ل نجاة، أبرز أغاني الراحل الشاعر بدر بن عبدالمحسن    3 حالات تجلط لكل مليون، رسائل طمأنة للمصريين بشأن لقاح كورونا    مدرب ريال مدريد السابق مرشح لخلافة توخيل    القبض على 3 متهمين بسرقة هاتف صحفي فلسطيني في مصر الجديدة    "الجثمان مفقود".. غرق شاب في قرية سياحية بالساحل الشمالي    التشكيل الرسمي للخليخ أمام الطائي بالدوري.. موقف محمد شريف    دعاء تعطيل العنوسة للعزباء.. كلمات للخروج من المحن    وزير الرياضة يتفقد ورشة عمل حول الأمن المعلوماتي بشرم الشيخ    طلب برلماني بتشكيل لجنة وزارية لحل مشكلات العاملين بالدولة والقطاع الخاص -تفاصيل    إصابة 8 في انقلاب ميكروباص على صحراوي البحيرة    "الزراعة" تنظم سلسلة أنشطة توعوية للمزارعين في 23 محافظة -تفاصيل    موعد ومكان عزاء الإذاعي أحمد أبو السعود    ميرال أشرف: الفوز ببطولة كأس مصر يعبر عن شخصية الأهلي    مفاجأة- علي جمعة: عبارة "لا حياء في الدين" خاطئة.. وهذا هو الصواب    أحدث 30 صورة جوية من مشروع القطار السريع - محطات ومسار    "علشان تأكل بأمان".. 7 نصائح لتناول الفسيخ في شم النسيم 2024    بطلها صلاح و«العميد».. مفاجأة بشأن معسكر منتخب مصر المقبل    محمد يوسف ل«المصري اليوم» عن تقصير خالد بيبو: انظروا إلى كلوب    كشف ملابسات فيديو التعدى بالضرب على "قطة".. وضبط مرتكب الواقعة    استعدادًا لفصل الصيف.. محافظ أسوان يوجه بالقضاء على ضعف وانقطاع المياه    جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 والثانوي الأزهري    تشييع جنازة الإذاعي أحمد أبو السعود من مسجد السيدة نفيسة| صور    «الصحة» تعلن أماكن تواجد القوافل الطبية بالكنائس خلال احتفالات عيد القيامة بالمحافظات    ما حكم أكل الفسيخ وتلوين البيض في يوم شم النسيم؟.. تعرف على رد الإفتاء    بعد رحيله عن دورتموند، الوجهة المقبلة ل ماركو رويس    استقبال 180 شكوى خلال شهر أبريل وحل 154 منها بنسبة 99.76% بالقليوبية    رئيس الأعلى للإعلام يهنئ البابا تواضروس الثاني بمناسبة عيد القيامة المجيد    «الإسكان»: دفع العمل بالطرق والمرافق بالأراضي المضافة لمدينتي سفنكس والشروق لسرعة توفيق أوضاعها    خريطة القوافل العلاجية التابعة لحياة كريمة خلال مايو الجارى بالبحر الأحمر    الانتهاء من 45 مشروعًا فى قرى وادى الصعايدة بأسوان ضمن "حياة كريمة"    الخارجية الروسية: تدريبات حلف الناتو تشير إلى استعداده ل "صراع محتمل" مع روسيا    رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب    محافظ المنوفية يحيل 37 من المتغيبين بمستشفيات الرمد والحميات للتحقيق    إيقاف حركة القطارات بين محطتى الحمام والعُميد بخط القباري مرسى مطروح مؤقتا    انطلاق ماراثون المراجعات النهائية لطلاب الشهادة الإعدادية والثانوية بكفر الشيخ    حسين هريدي: الخلاف الأمريكي الإسرائيلي حول رفح متعلق بطريقة الاجتياح    ماريان جرجس تكتب: بين العيد والحدود    السيسي يعزي في وفاة نجل البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني    أبرزها متابعة استعدادات موسم الحج، حصاد وزارة السياحة والآثار خلال أسبوع    المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة "ابدأ" .. الليلة مع أسامة كمال في مساء dmc    القوات المسلحة تهنئ الإخوة المسيحيين بمناسبة عيد القيامة المجيد    توفيق عكاشة: شهادة الدكتوراه الخاصة بي ليست مزورة وهذه أسباب فصلي من مجلس النواب    توريد 398618 طن قمح للصوامع والشون بالشرقية    روسيا تسقط مسيرتين أوكرانيتين في بيلجورود    دفاع طفل شبرا الخيمة يتوقع أقصى عقوبة لطفل الكويت معطي التعليمات    مستشار الرئيس للصحة: مصر في الطريق للقضاء على مسببات الإصابة بسرطان الكبد    ما حكم تهنئة المسيحيين في عيدهم؟ «الإفتاء» تُجيب    مي سليم تروج لفيلمها الجديد «بنقدر ظروفك» مع أحمد الفيشاوي    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    إيرادات فيلم السرب على مدار 3 أيام عرض بالسينما 6 ملايين جنيه ( صور)    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    مصرع 14 شخصا إثر وقوع فيضان وانهيار أرضي بجزيرة سولاويسي الإندونيسية    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"كولومبيا" لها تاريخ نضالي من فيتنام إلى غزة... كل ما تريد معرفته عن جامعة الثوار في أمريكا
نشر في صدى البلد يوم 24 - 04 - 2024

تعد جامعة كولومبيا أحد أعرق الجامعات الأمريكية، خصوصا وأن لها تاريخ طويل مع النضال الطلابي لكافة قضايا العالم، كيف لا، وهي أول من اتخذت موقفاً مطالباً بمقاطعة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ولطلابها مواقف منددة بحرب فيتنام، إنها جامعة كولومبيا في نيويورك، ثم عادت الجامعة لتكشف عن تاريخها النضالي، مع بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث أشعلت الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية، وأبرزها جامعة كولومبيا، التي شهدت، يوم الخميس 18 أبريل، اقتحام شرطة نيويورك لحرم الجامعة واعتقال أكثر من 100 من طلابها، بدعوة من رئيسة الجامعة، نعمت مينوش شفيق، وهي أكاديمية من أصل مصري.


عمرها 270 عاما وكان اسمها جامعة الملك.. ورائدة بنوبل


اسمها الرسمي جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك ويرجع تاريخ تأسيسها إلى عام 1745 (قبل 270 عاماً)، وكان اسمها جامعة الملك، نسبة إلى الملك جورج الثاني، ملك بريطانيا العظمى، وظهرت تلك الجامعة الأهلية الخاصة للنور قبل ثورة الاستقلال الأمريكية، وظل اسمها جامعة الملك حتى عام 1854 (أي لمدة قرن من الزمان)، حين تغير الاسم إلى جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، وهي مشهورة بتخريج أعداد كبيرة من السياسيين وعلماء الاقتصاد الأمريكيين، كما تخرج فيها عدد كبير من الحائزين على جائزة نوبل، وهو عدد أكبر من خريجي أي جامعة أمريكية أخرى.
ومن أبرز من درسوا في جامعة كولومبيا، التي أصبحت في صدارة مشهد الاحتجاجات المنددة بإسرائيل وما ترتكبه بحق الفلسطينيين في غزة منذ أكثر من 200 يوم، هناك باراك أوباما وثيودور روزفلت وفرانكلين روزفلت (رؤساء أمريكيون سابقون)، ووارين بوفيت (ملياردير ورجل أعمال بارز)، وقائمة طويلة من السياسيين والاقتصاديين والفنانين وغيرهم.

احتجاجات حرب فيتنام


ربما يتبادر إلى الذهن أن دخول الشرطة إلى حرم جامعة كولومبيا للتصدي للمتظاهرين من طلاب وطالبات جامعة كولومبيا يمثل سابقة، لكن هذا ليس الواقع، فلجامعة كولومبيا تحديداً تاريخ طويل من المظاهرات والاحتجاجات والتعرض للاقتحام من جانب أفراد شرطة نيويورك، حيث يقع مقر الجامعة، ففي عام 1968، أي قبل نحو 56 عاماً، شهدت ساحات ومباني جامعة كولومبيا مشهداً قد يبدو متطابقاً مع ما تشهده اليوم، فبعد أسابيع من الاحتجاجات ضد حرب فيتنام والعنصرية المتفشية في المجتمع الأمريكي وقتها، قرر الطلاب تصعيد احتجاجاتهم، في ظل ما اعتبروه تجاهلاً من إدارة الجامعة والإدارة الأمريكية لمطالبهم، فسيطروا على 5 من مباني الجامعة وأقاموا فيها اعتصاماً مستمراً، واتخذ رئيس الجامعة وقتها، الدكتور غريسون كيرك، قراراً بالسماح لشرطة نيويورك باقتحام حرم الجامعة وفض الاعتصام والتظاهرات، وهو القرار الذي وصف الرجل لاحقاً بأنه أكثر قرار مؤلم اضطر لاتخاذه طوال حياته".
كان ذلك ليلة 30 أبريل 1968، ورصد تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، مشاهد الاقتحام والاعتقالات في صفوف المحتجين، وهي مشاهد أقرب لساحة حرب وليست ساحة حرم جامعي أمريكي، حيث يحظر على أفراد الشرطة أو الأجهزة الأمنية أن يطأوا المكان من الأساس، أكثر من ألف من أفراد شرطة نيويورك، يساعدهم أفراد شرطة في رداء مدني ويخفون هوياتهم، بدأوا في اقتحام الجامعة وفض التجمعات الطلابية في المباني الخمسة، واحداً تلو الآخر، بطريقة عنيفة وصفت بأنها "وحشية شرطية غير مسبوقة"، وتعرض صحفيون ومصورون لعنف الشرطة وتحطيم الكاميرات ما نتج عنه إصابات عديدة، منها مراسل لنيويورك تايمز أصيب بجرح عميق في رأسه، إجمالاً، تعرض أكثر من 148 شخصاً للإصابة، منهم 132 طالباً و4 من أعضاء هيئة التدريس و12 من أفراد الشرطة، وتم اعتقال 720 شخصاً من المعتصمين والمحتجين، وجهت لهم تهم التعدي على ملكية خاصة وارتكاب سلوك مخالف للنظام العام.


نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا


وبعد نحو عقدين من الزمان، عادت ساحات ومباني جامعة كولومبيا لتصدر المشهد في قضية أخرى هي الكفاح ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ففي 5 أبريل عام 1985، قام 7 طلاب أعضاء في "الائتلاف من أجل جنوب أفريقيا حرة" بإغلاق مدخل المبنى الإداري للجامعة "هاميلتون هول Hamilton Hall" – أحد المباني الخمسة التي شهدت أحداث احتجاجات حرب فيتنام، حيث قيدوا أنفسهم بأغلال وسلاسل في مدخل المبنى وعلى الدرج المؤدي إليه، ولم تكن تلك الخطوة المشهد الأول في الاحتجاجات ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، فساحات الحرم الجامعي في كولومبيا شهدت على مدى أسابيع وأشهر بل وسنوات سابقة مظاهرات شارك فيها آلاف الطلاب بالفعل. لكن هذه الخطوة (في شهر أبريل، الذي يبدو مرتبطاً بالتصعيد الطلابي منذ حرب فيتنام وحتى الحرب على غزة) كانت على مسار التصعيد لتحقيق المطلب الأساسي وهو قطع جامعة كولومبيا أي تعاون أو استثمارات مع بريتوريا العنصرية.
استمر هذا التصعيد وازداد حجماً على مدى نحو 3 أسابيع، حتى جاء النصر للحركة والطلاب يوم 25 أبريل 1985، حين قررت إدارة جامعة كولومبيا أخيراً الاستماع لمطالب طلابها واتخاذ قرار وقف التعامل مع نظام الفصل العنصري بجنوب أفريقيا بشكل كامل، على الصعيد الأكاديمي والأصعدة الأخرى، وكان "الائتلاف من أجل جنوب أفريقيا حرة" قد تأسس في عام 1982، ونجح في إقناع "مجلس شيوخ طلاب جامعة كولومبيا" بعدالة المطالب ليقوم المجلس بالتصويت لصالح تلك المطالب والمشاركة بقوة في المظاهرات الهادفة للضغط على إدارة الجامعة، حتى تحققت الأهداف في نهاية المطاف.


الحرب على غزة تشعل كولومبيا


وبحسب ما جاء بتقرير صحيفة "عربي بوست"، فقد كانت جامعة كولومبيا في طليعة الحركة الطلابية المنددة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وشهد الحرم الجامعي بها مظاهرات واحتجاجات شبه يومية، كما تعرض كثير من السياسيين الأمريكيين الكبار (مثل هيلاري كلينتون) إلى مواقف احتجاجية من جانب الطلاب في مناسبات عديدة، وتحركت إدارة الجامعة بشكل عدواني تجاه هذه الحركات الطلابية الداعمة للفلسطينيين والمنددة بإسرائيل، فعلقت أنشطة البعض منها، واتخذت قرارات بفصل بعض الطلاب، بحسب تقارير صادرة عن منظمات طلابية خلال أبريل الجاري، ولكن هذه التحركات من جانب إدارة الجامعة، لم تؤد إلا إلى مزيد من التصعيد من جانب الطلاب والجماعات الداعمة لفلسطين، ثم جاء استدعاء رئيسة الجامعة لشرطة نيويورك ليدخلوا الجامعة ويعتقلوا أكثر من 100 طالب ليصب الوقود على النيران المشتعلة بالفعل.
والإثنين 22 أبريل قررت إدارة جامعة كولومبيا في نيويورك إلغاء حضور الفصول الدراسية والتحول إلى التعليم عن بعد حتى نهاية الفصل الدراسي الجاري، بغرض تهدئة التوترات في الحرم الجامعي، وهو القرار الذي نددت به الجماعات الطلابية وعدد من الأساتذة، وأدى إلى ثورة شملت 12 جامعة أمريكية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.