خواتم وتيجان وصلبان .. فرحة واحتفالات الأقباط ب «أحد السعف»| فيديو    بسبب وراثة غير طبيعية.. سيدة تلد طفلا ب 12 إصبعا    الإعلان عن وظائف المعلمين الجديدة.. ننشر التخصصات المطلوبة بجميع المحافظات    برعاية طبية كاملة...مستشفيات جامعة الأزهر تستقبل مصابي غَزَّة ومرافقيهم    بعد قليل.. الإعلان عن مسابقة معلم مساعد مادة بجميع المحافظات    ألفا طالبة.. 4 محافظات تحصد المراكز الأولى ببطولة الجمهورية لألعاب القوى للمدارس -تفاصيل    برلماني: افتتاح الرئيس السيسي مركز الحوسبة السحابية يعكس رؤيته لبناء المستقبل    وزير المالية: مناخ الاستثمار في مصر أصبح أكثر جذبًا لشركاء التنمية الدوليين    توريد 3 آلاف طن قمح لصوامع الإسكندرية    مؤسسة التمويل الدولية ترفع تصنيف مصر إلى «التطبيق المتقدم»    روسيا تعلن تدمير أكثر من 17 طائرة بدون طيار أوكرانية    واشنطن بوست: «زيلينسكي» يخفي العدد الحقيقي لقتلى جيشه    قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 15 فلسطينيًا من الضفة الغربية    مصادر فلسطينية : مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى    موعد والقناة الناقلة لمباراة الأهلي والزمالك بنهائي كأس مصر للطائرة    طارق السيد: أثق في تأهل الزمالك لنهائي الكونفدرالية    "بتكسبوا بالحكام".. حسام غالي يثير الجدل بما فعله مدرب المنتخب السابق ويوجه رسالة لشيكابالا    "العريس والعروسة ماتوا".. ماذا جرى في موكب الزفاف بقنا؟- صور    احباط محاولة بيع كمية من الدقيق البلدي المدعم في السوق السوداء بقنا    مصرع شخص وإصابة 23 أخرين في حادث تصادم بالطريق الصحراوي الغربي بأسوان    ضبط المتهمين بتقطيع أعمدة الإنارة بقليوب    "خليها جنبك".. الأب لم يرحم استغاثة أطفاله ونحر أمهم أمامهم بالغربية    ننشر أسماء 11 من ضحايا حادث الدقهلية المروع- صور    "بعمل اللي ما حدش يفكر فيه".. السيسي للمصريين: "هلومكم لهذا السبب"    «الغردقة لسينما الشباب» يفتح باب الإشتراك في دورته الثانية    مصطفى قمر مفاجأة حفل علي الحجار ضمن مشروع «100 سنة غنا» الليلة    ما هي شروط الاستطاعة في الحج للرجال؟.. "الإفتاء" تُجيب    الصحة: تقديم الخدمات الطبية لأكثر من مليون مواطن فوق ال 65 سنة    «الوثائقية» تُعلن عرض ندوة نادرة ل نور الشريف في ذكرى ميلاده    جدول عروض اليوم الرابع من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    «هيوافق».. شوبير يكشف كواليس صادمة بشأن انتقال محمد صلاح للدوري السعودي    خلال افتتاح مؤتمر كلية الشريعة والقانون بالقاهرة.. نائب رئيس جامعة الأزهر: الإسلام حرم قتل الأطفال والنساء والشيوخ    معيط: آخر فرصة للاستفادة من مبادرة استيراد سيارات المصريين بالخارج "غدا"    بدء التشغيل التجريبي لوحدة كلى الأطفال الجديدة بمستشفى أبوكبير المركزي    نقيب الأطباء: مصر الدولة الوحيدة في المنطقة لا تتعامل بقانون المسؤولية الطبية    تقييم صلاح أمام وست هام من الصحف الإنجليزية    شكوك حول مشاركة ثنائي بايرن أمام ريال مدريد    جولة تفقدية لمسؤولي المدن الجديدة لمتابعة مشروعات رفع الكفاءة والتطوير    إصابة جندي إسرائيلي في هجوم صاروخي على منطقة ميرون    مطروح تستعد لامتحانات الترم الثاني.. غرف عمليات ومراعاة مواصفات الأسئلة    العودة في نفس اليوم.. تفاصيل قيام رحلة اليوم الواحد للاحتفال بشم النسيم    42 عاما على تحريرها تنمية سيناء رد الجميل لشهداء الوطن    غدا.. «بلينكن» يزور السعودية لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن    بعد اتهامها بالزنا.. عبير الشرقاوى تدافع عن ميار الببلاوى وتهاجم محمد أبو بكر    التصريح بدفن جثة شاب لقى مصرعه أسفل عجلات القطار بالقليوبية    بطلوا تريندات وهمية.. مها الصغير ترد على شائعات انفصالها عن أحمد السقا    سعر الدولار الأحد 28 أبريل 2024 في البنوك    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    مصرع 5 أشخاص وإصابة 33 آخرين في إعصار بالصين    رفض الاعتذار.. حسام غالي يكشف كواليس خلافه مع كوبر    آمال ماهر ل فيتو: مدرسة السهل الممتنع موهبة ربانية ومتمرسة عليها منذ الطفولة    السفير الروسي: انضمام مصر للبريكس مهم جدا للمنظمة    فضل الصلاة على النبي.. أفضل الصيغ لها    هل مرض الكبد وراثي؟.. اتخذ الاحتياطات اللازمة    ما حكم سجود التلاوة في أوقات النهي؟.. دار الإفتاء تجيب    نصف تتويج.. عودة باريس بالتعادل لا تكفي لحسم اللقب ولكن    هل يمكن لجسمك أن يقول «لا مزيد من الحديد»؟    ما هي أبرز علامات وأعراض ضربة الشمس؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصة سورة البقرة وسبب نزولها.. فيها أغرب موقف قد يحدث من ميت
نشر في صدى البلد يوم 28 - 03 - 2024

لعل قصة سورة البقرة وسبب نزولها أحد أسرار سورة من أعظم السور القرآنية، التي فيها حل لكل ما قد يواجه الإنسان من مشاكل، ففضلها العظيم المعلوم للجميع هو ما يثير الفضول حول قصة سورة البقرة وسبب نزولها، التي لا يعرفها كثيرون، فإن كنت على علم بفضائل سورة البقرة للسحر والرزق والزواج والحفظ وما نحوها، أو حتى لو كنت على علم بأسمائها، لا شك أنه لا يزال هناك أكثر لم تعرفه بعد عنها، من بينها قصة سورة البقرة وسبب نزولها، فإذا كانت أسماء سورة البقرة توضح فضائلها، ومن خلالها نستدل على أسرار هذه السورة العظيمة لكنها في الوقت ذاته تثير التساؤل عن قصة سورة البقرة وسبب نزولها، ولعل عظمتها ومكانتها وكثرة ما فيها من أحكامٍ ومواعظ هو ما يزيد التساؤل عن قصة سورة البقرة تلك.
سورة الفلق فكت سحر اليهودي للنبي واختفى بعدها.. اعرف تفاصيل القصة وأسرارها
ماذا يحدث عند قراءة سورة الزلزلة في رمضان؟.. 21 معجزة لا تعرفها
قصة سورة البقرة
جاء في قصة سورة البقرة أنه لم ترد قصة بقرة بني إسرائيل إلا في سورة البقرة، قصة بقرة بني إسرائيل رُوِي أنَّ رجلًا من بني إسرائيل قُتِل، فاختلف النّاس في القاتل، وحتى يستدلّوا على القاتل أمرهم الله سبحانه عزَّ وجلّ عن طريق الإيحاء لنبّيهم موسى عليه السّلام أن يذبحوا بقرةً، ولم يَذكر لهم مواصفات البقرة تخفيفًا عليهم، ثم يضربوا ببعض تلك البقرة بأي جزء منها ذلك الميت، فإن ذلك الميت سيتكلّم بأمر الله ويُخبِر بمن قتله، فأخبر موسى عليه السّلام بني إسرائيل بذلك، قال الله عزَّ وجلّ: «وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً».
وقد جاء ذكر البقرة هنا نكرةً، فخفّف الله عليهم وشدّدوا هم على أنفسهم: «قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ»، والمقصود هنا السّؤال عن سنّها، فبدأ الاشتراط من هنا لسؤالهم: «قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ» ليست مُفرطةً في السنّ ولا صغيرة، «عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ» أي: بين هذين السِنَّين، وهنا شدّدوا على أنفسهم مرّةً أخرى بسؤالهم عن لونها مع عدم اشتراطه للونٍ مُعيّن.
وقال تعالى: «قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا»، فلما أجابهم عن لونها وعمرها سألوه عن وصفها بقولهم: «قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ»، غير مُذلّلة في الحراثة والسّقاية، تحرث أحيانًا وأحيانًا لا تحرث، نصف في كل شيء: في سنها، وفي كونها تُثير الأرض حينًا لكنّها لا تسقي الحرث، يعني: تعمل شيئًا وتترك أشياء، فليس هناك عيب فيها، وقيل: ليس هناك لون يُداخل الصّفار الذي فيها «مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ».
واختلف العلماء في قوله: «وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ» هل هي عائدة على أنّهم تعبوا ووجدوا مشقّةً في الحصول عليها؟ أم أنهم كأنّما أُكرِهوا على هذا الأمر إكراهًا بدليل كثرة سؤالهم واعتراضهم على نبيّهم؟ وعندما فعلوا ما أمرهم الله به وذبحوا البقرة ثم أخذوا جزءًا منها ورموه على جثّة القاتل فنطق بقدرة الله وذكر لهم من القاتل، حيث كان منهم «وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا»، فكشف الله كذبهم وقتلهم لنفسٍ بغير وجه حقّ، وفوق كل ذلك سترهم على القاتل وادعائهم بالباطل عدم المعرفة وإلباس التّهمة لبريءٍ لا ذنب له.
أسباب نزول سورة البقرة
نزلت آيات سورة البقرة مُتفرّقةً، ولكل آية أو مجموعة من الآيات سبب خاصّ لنزول سورة البقرة ، ومن هذه الأسباب: قال الله عزَّ وجلّ: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)؛ سبب نزول هذه الآية قول اليهود بعد تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة أنَّ محمداً يأْمر أصحابه بشيء ثم يناهم عنه، وهذا يعني أنّه يناقض بعضه بعضاً.
قال الله عزَّ وجلّ: (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ ...)؛ سبب نزول هذه الآية أنَّ مجموعة من كبار اليهود قالوا للمسلمين (بعد غزوة أُحُد): ألم تنظروا إلى ما أصابكم وما حلَّ بكم؟ فلو كنتم على الحق لما هُزمتم، فارجعوا إلي ديننا هو خير لكم. قال الله عزَّ وجلّ: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ ... )؛ سبب نزول هذه الأية أنَّه لما جاء وفد نجران (المسيحيّ) إلى رسول الله عليه الصّلاة والسّلام وجاءهم أحبار اليهود، فحدثت مُناظرةٌ بينهم وارتفعت أصواتهم، وقال كل فريق منهم للآخر: لستم على شيء.
قال الله عزَّ وجلّ: ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ...)؛ وسبب نزول هذه الأية: نزلت في مشركين مكّة لأنّهم منعوا رسول الله عليه الصّلاة والسّلام عام الحُديبية من دخول المسجد الحرام، و قال الله عزَّ وجلّ: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)؛ سبب نزول هذه الأية أنّ كُفّار قريش طلبوا من النبيّ عليه الصّلاة والسّلام وصف لربِّه عزَّ وجلّ.
قال الله عزَّ وجلّ: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ)؛ سبب نزول هذه الآية: أنَّ الصحابيين معاذ بن جبل وثعلبة بن غنم قالا لرّسول الله عليه الصّلاة والسّلام: ما بال الهلال يبدو دقيقاً مثل الخيط، ثم يزيد حتى يصبح عظيماً ويستوي، ويستدير، ثم لا يزال ينقص، ويدقّ حتى يعود كما بدا، لا يكون على حالة واحدة؟.
قال الله عزَّ وجلّ: (وقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)؛ سبب نزول هذه الآية أنّ المُشركين منعوا رسول الله عليه الصّلاة والسّلام في عام الحُديبية، وصالحوه على أن يرجع عَامَهُ القادم فيطوف بالبيت ويفعل ما شاء، فلما جاء الموعد تجهّز رسول الله عليه الصّلاة والسّلام وأصحابه لعمرة القضاء، فخاف الصّحابة ألا تفي لهم قريش بذلك وأن يمنعوهم عن المسجد الحرام ويقاتلوهم.
قال الله عزَّ وجلّ: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ...)؛ سبب نزول هذه الآية أنَّ النبيّ عليه الصّلاة والسّلام بعث مجموعةً من الصّحابة بقيادة عبد الله بن جحش إلى نخلة، فقال: (كن بها حتى تأتينا بخبر من أخبار قريش، ولم يأمره بقتال، وكتب له كتاباً قبل أن يُعلمه أين يسير، فقال: اخرج أنت وأصحابك، حتى إذا سِرت يومين فافتح الكتاب وانظر فيه، فما أَمرتك به فامض له ففعل)، فإذ فيه أمرهم بالنّزول بنخلة والحصول على أخبار قريش، فتوجّه بأصحابه نحو نخلة، فلقوا نفراً من قريش فقتلوا أحدهم، وأسروا اثنين منهم، وأخذوا عِيرهم وعادوا إلى المدينة فلما قدموا على رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- قال لهم: والله ما أمرتكم بقتال في الشّهر الحرام.
قال الله عزَّ وجلّ : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا ...)؛ سبب نزول هذه الآية: لما نزلت الآية (217) من سورة البقرة اطمأنّ عبد الله بن جحش ومن معه إلى أنّهم لم يرتكبوا إثماً في قتال المشركين في الشّهر الحرام، وظنّ بعضهم أنّ الآية نفت عنهم الإثم فقط، فقالوا: إن لم يكونوا أصابوا وزراً فليس لهم أجر. فقال عبد الله بن جحش ومن معه: يا رسول الله، أَنطمع أن يكون لنا غزوة نُعْطَى فيها أجر المجاهدين؟.
قال الله عزَّ وجلّ : (وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ...)؛ سبب نزول هذه الآية أنَّ عبد الله بن رواحة كانت له أَمةٌ سوداء وأنّه غضب عليها فلطمها، ثم إنّه فزع فأتى النبيّ عليه الصّلاة والسّلام فأَخبره خبرها، فقال له النبي عليه الصّلاة والسّلام: ما هي يا عبد الله؟ فقال هي يا رسول الله تصوم وتُصلّي، وتُحسن الوضوءَ، وتشهد أن لا إله إلا الله وأنّك رسول الله، فقال: يا عبد الله، هي مُؤمنة. قال عبد الله: فوالذي بعثك بالحق نبيّاً لأعتقنها ولأَتزوجها، ففعل.
قال الله عزّض وجلّ: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى ...)؛ سبب نزول هذه الآية أنّ اليهود كانوا إذا حاضت المرأة منهم أخرجوها من البيت، ولم يأكلوا معها ولم يشربوا معها ولم يجامعوها في البيوت، أي لم يكونوا معهنّ في البيوت، فسُئل رسول الله عليه الصّلاة والسّلام عن ذلك، فأنزل الله هذه الآية. قال الله عزّ وجلّ : ( نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَاتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ...)؛ سبب نزول هذه الآية أنَّ اليهود قالت: أنّه إذا أتى الرّجل امرأته من خلفها في قبلها (أي في فرجها ) ثم حملت، جاء الولد أحوْل، فنزلت هذه الآية.
قال الله عزّوجلّ: (وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ ..)؛ سبب نزول هذه الآية في أبي بكر الصدِّيق رضي الله عنه لَمَّا حلف أَلَّا يُنفق على مُسطح ابن خالته، وكان من الفقراء المهاجرين، حين وقع في إفك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. قال الله عزَّ وجلّ: (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ...)؛ سبب نزول هذه الآية أنَّ معقل بن يسار كانت له أُخت، فجاءه ابن عم لها فأنكحها إياه، فكانت عنده ما كانت، ثم طّلقها تطليقةً ولم يُراجعها حتى انقضت عدّتها، فَهَوِيَهَا وَهَوِيَتهُ ثم خطبها مع الخُطَّاب، فقال له معقل: يا لكع، أكرمتك بها وزوجتكها، ثم طلقتَها، ثم جئتَ تخطبها، والله لا ترجع إليك أبداً. وكان رجلاً لا بأس به، وكانت المرأة تريد أن ترجع إليه، فعلم الله حاجته إليها، وحاجتها إلى بعلها.
قال الله عزَّ وجلّ: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ... )؛ سبب نزول هذه الآية أنَّ عثمان بن عفّان وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما، عندما حثَّ رسول الله عليه الصّلاة والسّلام النّاس على الصّدقة -حين أراد الخروج إلى غزوة تبوك- جاءه عبد الرّحمن بن عوف بأربعة آلاف، وقال: أقرضتها لربي. فقال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: بارك الله لك فيما أمسكت، وفيما أعطيت.
وقال عثمان: يا رسول الله، عليَّ جهازُ مَنْ لا جهاز له. قال الله عزَّ وجلّ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ...)؛ سبب نزول هذه الآية أنّ النبيّ عليه الصّلاة والسّلام أمر بزكاة الفطر، فجاءَ رجل بتمر رديءٍ ليُخرجه زكاةً.
سورة البقرة
تُعدّ سورة البقرة أطول سورة في القرآن الكريم، عدد آياتها 286 آيةً، وترتيبها في المُصحف الثّانية بعد سورة الفاتحة، نزلت بالمدينة، بل تُعدّ أوّل سورة نزلت بالمدينة باستثناء الآية «وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ» إذ نزلت في حجّة الوداع، فهي آية مكيّة.
وورد أن سورة البقرة لها فضلٌ وثواب كبير، وهي ذات أهميّة كبيرة، وتحوي العديد من الأحكام إلى جانب آيات الرّقية، وكغيرها من السّور المدنيّة تناولت سورة البقرة التّشريع الإسلاميّ المُنظِّم لحياة المسلمين في نطاقَي العبادات والمُعاملات، من إقامة الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، وأحكام الجهاد، والحدود وغيرها الكثير ممّا يُنظّم حياة الفرد المسلم والجماعة، وذَكَرت السّورة أحوال المُنافقين وصفاتهم، وكذلك صفات الكفّار وأحوالهم.
وممّا يُميّز سورة البقرة عن غيرها من السّور الكريمة وجود أطول آيةٍ في القرآن الكريم في ثناياها، وهي آية الدَّين التي بيّنت أحكام الدَّين في الإسلام، وكذلك اشتمالها على آية الكرسي التي هي أعظم آية في القرآن الكريم.
ولأن سورة البقرة ذات منزلة عظيمة، ولكثرة احتوائها على الأحكام والمواعظ، أُطلق عليها اسم فُسطاط القرآن، ولقد جاء فضل سورة البقرة في العديد من الأحاديث النبويّة الشّريفة، منها: قال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة»، وقال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: «اقْرَؤوا القرآنَ؛ فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابه. اقرَؤوا الزَّهرَاوَين: البقرةَ وسورةَ آلِ عمرانَ؛ فإنهما تأتِيان يومَ القيامةِ كأنهما غَمامتانِ، أو كأنهما غَيايتانِ، أو كأنهما فِرْقانِ من طيرٍ صوافَّ تُحاجّان عن أصحابهما. اقرَؤوا سورةَ البقرةِ؛ فإنَّ أَخْذَها بركةٌ، وتركَها حسرةٌ، ولا يستطيعُها البَطَلَةُ. قال معاويةُ: بلغني أنَّ البطلَةَ السحرةُ».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.