عندما نتحدث عن السموم الفطرية وتأثيرها على إنتاج الألبان فإنه يجب أن نفهم العلاقة بين الفطريات والحيوانات وتأثيراتها السلبية على الصحة العامة. ويعتبر اللبن منتجًا حيوانيًا مهمًا يستهلكه البشر ولكن يمكن أن يتأثر إنتاجه بشكل سلبي في حالة إصابة الحيوانات بالسموم الفطرية. ** ما هي السموم الفطرية ؟ تعتبر السموم الفطرية مركبات كيميائية سامة تنتجها بعض أنواع الفطريات. وعندما يتناول الحيوان العلف الملوث بتلك الفطريات أو السموم الفطرية المتواجدة في البيئة، فإنها يمكن تؤثر بشكل سلبي على صحته وأدائه العام. ** أسباب إصابة الحيوان بالتسمم الفطري: ترجع إصابة الحيوان بالتسمم الفطري إلى تناوله للأعلاف الملوثة بالفطريات. كما قد تتكون الفطريات السامة في الأعلاف نتيجة التخزين غير السليم للحبوب والأعلاف وتعرضها للرطوبة والحرارة المناسبة لنمو الفطريات. فتتكاثر الفطريات وتنتج سمومها السامة في الأعلاف وعندما يأكل الحيوان هذه الأعلاف الملوثة يمكن للسموم الفطرية دخول جسمه والتسبب في التسمم. ** تأثير التسمم الفطرى علي صحة الحيوان: تأثير التسمم الفطري على صحة الحيوان يعتمد على نوع السموم الفطرية المستهلكة ومستوى التعرض لها. قد يتسبب التسمم الفطري في آثار سلبية متعددة على الحيوان بما في ذلك: 1. آثار سمية عامة: قد يتسبب التسمم الفطري في أعراض عامة مثل فقدان الشهية وضعف النمو وفقدان الوزن وتغير في سلوك الحيوان. 2. آثار سمية محددة: قد تؤثر السموم الفطرية على أجهزة الجسم المختلفة مثل الكبد والكلى والجهاز العصبي والجهاز التنفسي والجهاز التناسلي. كما يمكن أن تتسبب في التهابات وتلف في هذه الأعضاء وتقليل وظائفها الطبيعية. 3. الآثار الإنتاجية: قد يؤثر التسمم الفطري على أداء الحيوان فيما يتعلق بالإنتاج الحيواني مثل انخفاض إنتاج اللبن في الأبقار . ** تأثير السموم الفطرية علي إنتاج اللبن: تختلف تأثيرات السموم الفطرية على إنتاج اللبن بحسب نوع الفطر ونوع السموم الفطرية المنتجة. قد تسبب بعض السموم الفطرية تأثيرًا مباشرًا على الحيوانات وجهازها الهضمي مما يؤدي إلى تدني إنتاج اللبن. كذلك بعض السموم الفطرية يمكن أن تسبب إلتهابات في ضرع الحيوان مما يؤثر على إنتاج الحليب وجودته. ** بعض الطرق الشائعة التي تستخدم في الكشف عن وجود سموم فطرية في اللبن: 1. التحليل الكرومانوجرافي(HPLC): تعتبر هذه التقنية من أكثر الطرق شيوعًا للكشف عن السموم الفطرية في اللبن. حيث يمكن استخدام HPLC لتحديد نوع السموم الفطرية الموجودة وتحديد تركيزها. 2. الكروماتوجرافيا الغازية (GC): و تستخدم هذه التقنية لتحليل البقايا السامة في اللبن وتحديد هويتها وكميتها وذلك باستخدام جهاز GC المتخصص. 3.اختبار الإنزيمات: يعتمد هذا الاختبار على قدرة الإنزيمات الموجودة في اللبن على التفاعل مع السموم الفطرية وتخفيف تركيزها. حيث يتم قياس التغير في التفاعل الإنزيمي واستخدامه كمؤشر لوجود السموم الفطرية. 4.اختبار الإشعاع: يمكن استخدام تقنيات الإشعاع للكشف عن السموم الفطرية في اللبن. وذلك عن طريق تعريض اللبن للإشعاع ومراقبة التأثير على السموم الفطرية المحددة. حيث يمكن استخدام التقنية الخاصة بالطيف الكهرومغناطيسي (Electromagnetic Spectroscopy) أو الطيف الضوئي (Optical Spectroscopy) لتحليل النتائج. 5. الاختبارات المعتمدة علي الأجسام المضادة: تعتمد هذه الاختبارات على استخدام الأجسام المضادة المستهدفة لاكتشاف وتحديد السموم الفطرية المعينة. حيث يمكن استخدام تقنيات مثل اختبار الإليزا (ELISA) للكشف عن وجود السموم الفطرية في اللبن. جدير بالذكر أن هذه الطرق تتطلب معدات مختصة ومهارات فنية لتنفيذها بشكل صحيح. كما يجب أن يتم استخدامها من قبل مختبرات معتمدة ومؤهلة لضمان دقة النتائج. لذلك يُنصح بالاعتماد على الجهات المختصة والمعترف بها في مجال الفحص والتحليل للكشف عن السموم الفطرية في اللبن. وفي العموم يجب أن ندرك أن إصابة الحيوان بالتسمم الفطري يمكن أن يؤثر على إنتاج اللبن وجودته ولذا فإن الوقاية ومكافحة السموم الفطرية في العمليات الزراعية تلعب دورًا حاسمًا في ضمان سلامة المنتج النهائي لذا ينبغي على المزارعين والمربين اتباع الممارسات الجيدة في إدارة العلف والمتابعة البيطرية للحيوانات للحد من تعرضها للإصابة بالسموم الفطرية. كما ينبغي إجراء فحوصات دورية للعلف واللبن للتأكد من عدم وجود تلوث بالسموم الفطرية.
