لاشك أن من عرف فضل ومنزلة الصيام باعتباره فريضة وركن من أركان الإسلام الخمسة، فإنه يخشى على أحبابه المتوفين من خسارتهم لهذا الفضل لتقصيرهم فيه حال حياتهم، وهذا ما يطرح سؤال هل يجوز قضاء الصوم عن المتوفى سواء كان أحد الوالدين أو غيرهما؟، لعل به يمكننا بر موتانا والاطمئنان عليهم بعدما فارقونا ، بتقديم أي هدية لهم في قبورهم ، خاصة وأنه لم يتبق لهم بالدنيا سوانا، من هنا يبحث الكثير عن حقيقة هل يجوز قضاء الصوم عن المتوفى سواء كان أحد الوالدين أو غيرهما؟. دعاء لأبي وأمي في شهر رمضان.. 14 كلمة تدخلهما الجنة بلا حساب ولا عذاب دعاء الشفاء من كل داء في رمضان.. الإفتاء: النبي أوصى ب11 كلمة هل يجوز قضاء الصوم عن المتوفى قالت دار الإفتاء المصرية ، إنه يجوز قضاء الصوم عن المتوفى عن تلك الأيام التي أفطرها في رمضان، منوهة بأن ذلك سواء أكان هذا المتوفى أحد الوالدين أم غيرهما. وأوضحت " الإفتاء" عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ، في حسمها مسألة : ( هل يجوز قضاء الصوم عن المتوفى سواء كان أحد الوالدين أو غيرهما؟)، أن الميت لو كان عليه قضاء صيام من الفريضة ولم يصمه، فيجوز الصيام عنه ويجوز إطعام مسكين عن كل يوم فدية لهذا الصيام. واستشهدت بما ورد أن امرأة سألت سيدنا النبي محمد صل الله وعليه وسلم وقالت: إن أمي ماتت وعليها صوم شهر رمضان، فأقضيه عنها؟ قال: أرأيتك لو كان عليها دَيْن، كنت تقضينه؟، قالت: نعم، قال: فدين الله عز وجل أحق أن يقضى. وأضافت أن الصيام لو كان سنة أو نافلة فيجوز كذلك لأهل الميت أن يصوموا ويدعوا بعد الإفطار بهبة ثواب الصيام للميت، مشيرة إلى أن الذي مات وعليه صيام فإما أن يكون هذا الشخص لم يتمكن من الصيام فلا يصام عنه. وتابعت: لو صام رجل في رمضان العام الحالي ثم مرض وقبل أن ينتهي رمضان مات هذا الشخص، فلا يصوم عنه وليه لأنه لم يكن واجبا عليه الصيام وقت المرض وإنما كان واجب عليه القضاء من أيام أخرى وهذه الأيام أخرى لم يأت، وبالتالي سقط عنه القضاء. ونبهت إلى أنه لو كان هذا الشخص مات بعد رمضان بشهرين وكان قادرا على قضاء ما أفطره بعذر في رمضان، فهنا قولين من أقوال الفقهاء، والقول الأول من الفقهاء وهو قول جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والراجح عند الحنابلة أنه لا يصوم عنه وليه وإنما يطعم عن كل يوم مسكين. واستطردت : أما الرأي الثاني فهو رأي أهل الحديث والشافعية في القديم، قالوا يصوم عنه وليه ، واستدلوا بحديث النبي "من مات وعليه صيام فليصوم عنه وليه"، منوها أن الرأي الراجح هو أن يطعم عن كل يوم مسكين. وأكدت أنه من المتَّفق عليه بين الفقهاء أنَّ الصوم ركيزة أساسية من ركائز الإسلام؛ حيث وعد الله الصائمين بالأجر العظيم، إلا أنَّه قد يحدث للإنسان عذرٌ شرعيٌّ يمنعه من الصوم، كالمرض والسفر والحيض والنفاس والإغماء. وأشارت إلى أنه إذا أفطر الصائم بسبب وجود عذر يغلب على الظن زواله، واستمرَّ هذا العذر حتى مات، فقد اتَّفق الفقهاء على أنَّه لا يصوم عنه أحد، ولا فدية عليه، ولا يلحقه إثم؛ لعدم تقصيره، وإذا زال العُذر عنه وتمكَّن من صيام ما فاته ولكنه قصَّرَ في ذلك ولم يَصُم حتَّى مات؛ فإنَّ على ورثته أن يُطعموا عنه من ثُلُث الوصايا في تَرِكته عن كل يوم أفطره مسكينًا، إذا كان قد أوصى بذلك، وإلا تكون تبرعًا ممَّن يخرجها عنه. من مات وعليه صيام ولفتت إلى أن من مات وعليه صيام ولم يتمكن من القضاء بسبب المرض، فإذا كان المرض مما يغلب على الظن الشفاء منه بقول أهل الطب المتخصصين وليس مزمنًا، وأفطر المريض بسببه، على أمل أن يقضيَ الأيام التي أفطرها بعد تمام الشفاء والعافية، ثم شُفِيَ لكنه لم يتمكن من قضاء الأيام التي أفطرها حتى مات، أو مات في مرضه هذا؛ فلا شيء عليه. وأفادت بأنه يُشترَط لوجوب القضاء بلوغُ عدةٍ من أيامٍ أُخَرَ؛ كما قال تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ [البقرة: 184]، ولم يبلغها بموته؛ فسقط في حقه القضاء، ولكونه غيرَ مخاطَبٍ بالفدية حال مرضه الذي يغلب على الظن شفاؤه منه بقول أهل الطب المتخصصين، وهذا ما عليه جمهور الفقهاء. متى يسقط الصيام عنك قالت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، إنه فيما ورد بالكتاب العزيز والسُنة النبوية الشريفة، أن الله سبحانه وتعالى يُسقط عن عبده صيام رمضان ويعفيه منه في خمس حالات. وأوضحت «البحوث الإسلامية» عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن من رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده المؤمنين في الصيام عدم فرضيته على كل المكلفين، بل فرضه على الصحيح المقيم القادر عليه والذي لا يلحقه به مشقة غير محتملة، ومن ثم أسقطه في خمس حالات. وأضافت أن الخمس حالات هي: «المرض، السفر، الهرم -التقدم في السن، والحمل، والإرضاع في حال تضرر الجنين والطفل بسبب صوم الأم»، مستشهدة بما ورد بقوله تعالى: «فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ» الآية 184 من سورة البقرة. وأشارت إلى أن المريض والمسافر ومثلهما المرضع والحامل ويلحق بهم كل من كان عذره مؤقت فلا يجب عليه إلا القضاء فقط، أما أصحاب الأعذار الدائمة غير المنقطعة لا في رمضان ولا غيره مثل أصحاب السن المتقدمة (الشيخ الكبير) الذي أعجزه هرمه عن الصوم وأصحاب الأمراض المزمنة والميئوس من شفائها فهؤلاء يفطرون وليس عليهم إلا الفدية والتي تُعادل عن اليوم الواحد مقدار ما تتكلفه وجبتا الإفطار والسحور.