أشعلت مصادقة الكنسيت الإسرائيلي على قانون يحد من الحالات التي يمكن فيها عزل رئيس الحكومة، الاحتجاجات في كل أنحاء إسرائيل. وخرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في عدد من المدن بإسرائيل للتنديد بالقانون، الذي يثير المخاوف من تحصين رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، وحمايته من أي تبعات لمحاكمته بتهم فساد. وأقر الكنيست القانون بموافقة 61 صوتاً مقابل معارضة 47. وينص التشريع على اعتبار رئيس الوزراء غير لائق ومن ثم يُرغم على التنحي إذا ما رأى النواب أو قرر 75% من وزراء الحكومة ذلك لأسباب صحية أو نفسيه. نظمت حركة الاحتجاجات ضد خطة الحكومة الإسرائيلية لإضعاف جهاز القضاء اليوم، الخميس، مظاهرات في مناطق عديدة في أنحاء إسرائيل، شملت إغلاق شوارع رئيسية ومفترقات طرق مركزية. وأطلق المحتجون على أنشطتهم اليوم تسمية "يوم الشلل القومي". وأغلق متظاهرون شبكة شوارع "أيالون" في تل أبيب، وهي شبكة الشوارع المركزية وغالبا ما تكون مزدحمة، ثم أعادوا فتحها أمام حركة السير بعد وقت قصير. ولاحقا أغلق المتظاهرون شمال "أيالون" في كلا الاتجاهين ودارت مواجهات واعتقلت الشرطة 26 متظاهرا واستخدمت مدافع المياه ضد المتظاهرين. كما اعتقلت الشرطة 18 متظاهرا قرب مركز للشرطة داخل تل أبيب. وتظاهر محتجون ضد الخطة القضائية قبالة منزل رئيس شاس، أرييه درعي، فيما أشعل متظاهرون إطارات مطاطية في مدينة أشكلون (عسقلان). وألغى وزراء من حزب الليكود مشاركتهم في مؤتمر ينظمه مركز الحكم المحلي لنواب رؤساء مدن، يعقد في تل أبيب، بسبب "تخوف من مواجهات جسدية مع المتظاهرين". وتظاهر نحو ألف شخص في بئر السبع وأغلقوا الشارع الرئيسي في المدينة، كما أغلق متظاهرون شارعا عند قرية الغجر الحدودية مع لبنان. وأغلق متظاهرون مفترقا مركزيا عند المدخل الجنوبي لمدينة حيفا، حيث مجمع شركات هايتك كبرى، وجلسوا على الشارع. ويحاول خيالة الشرطة تفريقهم وفتح المفترق رشتهم الشرطة بمدافع المياه. وتظاهر طلاب جامعات ضد الخطة القضائية، في كلية "عيمق يزراعيل" (مرج بن عامر)، وشارك في المظاهرة سكان البلدات الزراعية المجاورة للكلية. كذلك نظّم طلاب ومحاضرون في "الكلية الأكاديمية يافا"، وأغلقوا شوارع في تل أبيب، كما تظاهر مئات من طلاب الجامعة العبرية في القدس ونظموا مسيرة من الحرم الجامعي "غفعات رام" باتجاه مكاتب الحكومة وأغلقوا شارعا أمام حركة السير. وتظاهر مئات الطلاب والمحاضرين في جامعة تل أبيب، وحملوا لافتات كُتب فيها "لا توجد ديمقراطية بدون مساواة" و"بعد جهاز القضاء، الهدف هو الأكاديميا". واعتقلت الشرطة قيادية في حركة الاحتجاج ضد خطة إضعاف جهاز القضاء، كانت تشارك في مظاهرة نظمها عاملو "رفائيل" (سلطة تطوير الأسلحة). وبررت الشرطة اعتقال القيادية بإغلاق متظاهرين شارع رئيسي في تل أبيب. وهذه القيادية في الاحتجاجات، شيكما براسلر، هي التي توجه الاحتجاجات الأسبوعية التي تجري قرب مقر وزارة الأمن في تل أبيب. وأطلقت الشرطة سراح براسلر لاحقا وفرضت عليها قيود. كذلك أغلق متظاهرون شارع الشاطئ، بين حيفا وتل أبيب، أمام حركة السير، وكذلك الشارع رقم 4، بين حيفا وتل أبيب، بالقرب من مفترق مدينة رعنانا حيث اندلعت مواجهات بين متظاهرين والشرطة التي سعت إلى تفريق المتظاهرين واعتقلت خمسة منهم. كذلك أغلق متظاهرون شارعا يقع شرقي تل أبيب واعتقلت متظاهرين اثنين. وأغلق طلاب مدارس وذويهم شارعا رئيسيا في مدينة كفار سابا. وطالبت الشرطة مئات المتظاهرين في المكان بإعادة فتح الشارع. وأغلق متظاهرون بقافلة سيارات شارع 6 السريع. وفي مدينة بني براك الحريدية، أصيب متظاهر بعد أن دهسته سيارة. وبحسب الشرطة، فإن الدهس كان حادثا وليس متعمدا. كذلك تظاهر المئات عند مفترق نهلال في مرج بن عامر. إلى جانب ذلك، تواصلت احتجاجات قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، اليوم. وبعث ضباط في سلاح المدرعات تسرحوا في السنوات الأخيرة من الخدمة الدائمة في الجيش رسالة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، يوآف جالانت، كتبوا فيها أنه "ننظر مصدومين وغاضبين على تغيير النظام الذي تدفعونه. ولدى كل واحد منا خط أحمر، وقسم منا سيتوقف عن الامتثال في الاحتياط إذا تم تمرير الانقلاب على النظام القضائي بالقراءة الثالثة، وبعضنا وضع خطوطا حمراء أخرى وقسم ثالث سيستمر بالمثول. وجميعنا موحدون بالدعوة: علم أسود مرفوع، والجيش الذي يضمن وجود الدولة يتمزق. قفوا!".
وأطلق المحتجون على المظاهرات الدائرة حالياً، "يوم الشلل" متعهدين بقطع الطريق على رئيس الحكومة ومنعه من استكمال مشروعه المزعوم لإصلاح القضاء، وفقاً لما ذكرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل". ورفعت مجموعة من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي لافتات على تمثال ثيودور هرتسل، مؤسس الصهيونية الحديثة، عند مدخل مدينة هرتسليا الساحلية. وكتب على اللافتات، في إشارة إلى عبارة هرتسل الشهيرة، "إذا شئت، ستنتصر الديمقراطية"، و"هذا ليس حلماً، إنها ثورة". وتجمع جنود آخرون، أمام منزل زعيم "شاس" أرييه درعي، مع بدء الكنيست بمناقشة عودته إلى مناصبه الوزارية، رغم التهم الجنائية الموجهة إليه. وشهد ميناء أشدود البحري احتجاجات عنيفة، أضرم محتجون خلالها النار في إطارات سيارات لإغلاق مدخله، كما بدؤوا بالتجمع في ضاحية بني براك التي يقطن فيها عدد من أعضاء الكنيست المتشددين، مما أثار مخاوف من مواجهة بين السكان المحليين المتدينين الداعمين للحكومة الحالية مع آخرين من الرافضين لها. وخلال الاحتجاجات المتفرقة، اندلعت مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والمحتجين على إصلاحات القضاء. وسار آلاف الأشخاص يحملون أعلاماً ولافتات في أحد شوارع تل أبيب وأوقفوا حركة المرور في منتصف يوم العمل. وفي القدس، تجمعت الحشود بمحاذاة أسوار البلدة القديمة حيث علقوا نسخة ضخمة من إعلان استقلال البلاد.
وقال أفيدان فريدمان، "ما نقوم به هنا هو أننا نخوض معركة من أجل حياتنا. نخوضها من أجل حياتنا كشعب يهودي نعيش معا في الدولة التي نبنيها منذ 75 عاماً". وأضاف "نخوض المعركة لأننا نشعر بأن ما يحدث الآن يمزقنا، ونطالب الحكومة بالتوقف". وتسعى احتجاجات يوم "الشلل الوطني"، إلى تعطيل حركة المرور على الطرق السريعة الرئيسية حول مطار بن جوريون تحسباً لرحلة نتانياهو إلى لندن، في ثالث يوم خميس على التوالي يسعون فيه إلى تعطيل خطط رئيس الوزراء للسفر إلى أوروبا خلال نهاية الأسبوع. وتخشى الشرطة الإسرائيلية من خروج الاحتجاجات عن السيطرة، حيث من المتوقع أن يشارك حوالي 500 ألف شخص فيها، حسبما أفادت القناة 12 الإخبارية. من المتوقع أن تنطلق المسيرة الرئيسية الساعة السابعة مساءً بتوقيت إسرائيل، من وسط تل أبيب، إلى ضاحية بني براك. ويتهم المتظاهرون السياسيين الحريديم بالمشاركة في الانقلاب الحكومي. وقالت مجموعة من المحتجين اليوم، "يبدو أنه بعد سنوات من الحفاظ على الوضع الراهن، أعلنت قيادة الحريديم الحرب علينا، نحن الجماهير الليبرالية. لذلك سنتجمع في بني براك، موطن الكثير من قادة الحريديم، لنقول (كفى)".