النساء كالأشجار بعضها يمنحنا الظلال والثمار..وبعضها يترك لنا الأشواك والجراح..وبعضها يتسلل فوق كل شيء ولا يبقي منه أي شيء.. هناك امرأة قادرة علي ان تصنع البهجة في أي مكان تهبط فيه تراها كنور الصبح حين تعانقه حبات الندي فيتحول إلي قطع من النور تشبه اللؤلؤ المسحور. امرأة تنزع عنك لحظة الهم والألم وتمنحك راحة بال تنسي معها كل شيء.. امرأة إذا نظرت في عينيها تفتحت امامك كل ابواب الرجاء إنها القوية حين يطاردك ضعفك والمتسامحة حين يغلب العتاب والضاحكة حين تفتقد الابتسامة..ليس هناك أجمل من امرأة تمنحك الفرحة وتنسي عندها أشباح زمن يطاردك بالخوف حينا وبالجحود أحيانا..وهذه المرأة تغير ملامح الكون والحياة..إذا غابت تشعر ان الكون يضيق في عينيك ولم تعد تري فيه شيئا غير هواجس ليلية تتقلب معها وانت تبحث عن لحظة نوم تنقذ يومك المهزوم.. هناك امرأة أخري أعطيتها كل ما استطعت..منحتها الحلم والأمن والسعادة ولم تبخل عليها بشيء وفجأة تسللت كالضوء وانسحبت بعيدا وتركت لك الليالي الموحشة.. إنها امرأة انانية تحب نفسها ولا تستطيع ان تحب أحدا إنها سجينة فراغ قاتل وحب للذات لا تري بعده شيئا.. هذه المرأة تخرج من حياتك دون استئذان لأنها دائما هاربة.. إنها فقط تقتنص منك شيئا.. ربما اقتنصت لحظة أو عمرا وبعد ذلك تختفي وانت لا تعرف إلي أين ذهبت ربما تراها بعد ذلك تتأبط ذراع ضحية أخري. ربما تجدها علي قارعة الطريق تنتظر رفيقا عابرا تصنع معه قصة جديدة.. وتحاول ان تفتش في أيامها معك فلا تجد شيئا غير جرح ينزف وانت لا تدري لماذا كانت كل هذه الأشياء والغريب انها تجلس مع أصدقائها وتحكي عن ضحاياها وما تركته لهم من جراح.. اما المرأة الثالثة فهي طيف عابر يتسلل إلي حياتك ولا تراه قد تشبه الملائكة وأحيانا تشبه العفاريت وما بين امرأة تمنحك الفرح وأخري تترك لك الجرح.. يأتي هذا الطيف تحاول ان تتذكر منه شيئا فلا تجد غير النسيان أكبر منحة لنا من الخالق سبحانه وتعالي. نقلا عن الاهرام