عمال عرفوا بنشاطهم وحيويتهم.. يسهرون للحفاظ على حركة قطارات مصر بلا كلل أو ملل. تبدأ ورديتهم بعد الفجر، وقد تمتد في بعض الأحيان إلى فجر اليوم التالي. إنهم عمال السكك الحديد. لا يخفى على أحد، خاصة المسئولين وهيئة السكك الحديد، دورهم الهام في إكمال حركة القطارات في كافة خطوط مصر، فهم من يجعلون خطوط السكك الحديد تسير على أكمل وجه، ولا تستطيع هيئة السكك الحديدية أن تتخلى عنهم بضع ساعات، ولكن في المقابل، لو بحثنا عن نسبة الحقوق التي يستطيع أمثال هؤلاء أن يتمتعوا بها، فسنجدها معدمة، ولا ترقى للحقوق المعتادة لدى المواطن، فهم محرمون من أبسط الوسائل التي يتمتع بها المصري معدم الحقوق. فالعاملون بنظام عقود ال "55 يومًا" بهئية السكك الحديدية ما زالوا يعانون من أزمات مالية خانقة، فعلى الرغم من احتجاجاتهم المتزايدة وتهديداتهم بالإضراب عن العمل مرة تلو الأخرى، إلا أن مطالبهم لا أحد يلتفت إليها. فأمس الأول الأحد تقدم العاملون بنظام 55 يومًا بشكواهم الرابعة إلى وزير النقل قائلين فيها "بكل ما نملكه من غد أفضل موصوفًا بالعدل في ظل قيادة سيادتكم الحكيمة، نرجو نحن العاملون بنظام ال 55 يومًا بهيئة السكك الحديدية النظر في أمرنا. نحن أكثر من 1300 عامل يعانون من حقوق مهدرة، وهو ما يعني أن 1300 أسرة مصرية مهددة بالضياع، بسبب ضعف الرواتب والتأخر في صرفها". 9 مظاهرات وإضرابان.. وراتبهم 200 جنيه في البداية يوضح "س. م." أحد العاملين بنظام ال 55 يومًا أن هذا النظام يعني أن العمال يعملون باليومية التي تبلغ 10 جنيهات فقط في اليوم، رغم الخدمة الشاقة في الورش، لافتًا إلى أن الهيئة تقوم بفصلهم من العمل كل 55 يومًا؛ حتى لا يحصلوا على مرتب شهرين متتابعين، وهو ما يجعل لهم الحق في مطالبة الهيئة بتثبيتهم؛ ليظلوا بذلك عمالاً مؤقتين. وتابع "على الرغم من حاجة الفنيين القدامى بورش السكك الحديد إلينا؛ لأننا مدربون على العمل ولا يمكن الاستغناء عنا، إلا إن المطالبة بتثبيتنا أو حتى صرف رواتبنا قد تؤدي إلى فصلنا من العمل"، مشيرًا إلى أن كل فرد منهم لديه أسرة ومتزوج ويعول. وأكد أن وزير النقل المهندس هاني ضاحي تحدث كثيرًا وكثيرًا عن المنظومات العادلة للعمال، لكنها لم تطبق، مطالبًا بإلغاء نظام ال 55 يومًا؛ لأنه نظام غير عادل بالمرة، على حد قوله. وقال محمد أبو علي، أحد العمال برقابة الفرز بهيئة السكك الحديد، إنهم يعملون منذ سنوات بنظام عقود ال 55 يومًا، وتحملوا حصولهم على راتب قليل (200 جنيه)، على أمل التعيين في المحطة، ولكن ذلك لم يحدث، مشيرًا إلى أنهم نظموا 9 وقفات احتجاجية، كانت آخرها في محطة مصر، وأضربوا عن العمل مرتين، دون أن يستجيب أحد لهم. وأوضح أبو علي أن عمال ال 55 يومًا يعملون في قطاعات مختلفة، من بينها رقابة الهيئة ومجمعها ورقابة الفرز والموارد البشرية، وأنهم طالبوا بالتعيين بعدما وصل خطاب من الجهاز المركزي للمحاسبات يعلم هيئة السكة الحديد بوجود درجات تعيين غير مشغولة، واكتشفوا أن مسئولي الهيئة عينوا معارفهم بطريقة المحسوبية رغم أنهم أقدم منهم في العمل. وتابع "نحن نطالب بأقل الحقوق المنصوص علينا فيها من عدالة اجتماعية ورواتب عادلة تضمن حتى أكل العيش لنا ولأولادنا، فلا بد أن يستجيب أحد لنا". السكك الحديد والنقل: عمال ال 55 يومًا ليست لهم صفة في السكك الحديد ومن الناحية الأخرى قال محمد سامي بقطاع التطوير بوزارة النقل إن هؤلاء العمال (يقصد عمال ال 55 يومًا) ليست لهم صفة في الهيئة الخاصة بالسكك الحديدية، بل إنهم مجرد عمال مؤقتين يعملون في شئون كتابية داخل الهيئة، لافتًا إلى أن معظم العمال الذين يطالبون بالتثبيت لم يمر على وجودهم سوى شهرين، وهذا أمر غير معقول (!!!!) وأضاف أن هؤلاء العمال أعدادهم قليلة جدًّا، ولا يمثلون عمال الهيئة، وكانوا يعملون بأجر رمزي لا أقل ولا أكثر، لافتًا إلى أن بقية عمال الهيئة رواتبهم عادلة وحقيقية، وهؤلاء العمال لم يتم خداعهم، ففور تواجدهم تم إخطارهم برواتبهم. وعن فصلهم وإعادة تشغيلهم، أكد أن موقع السكك الحديدية أعلن أن هؤلاء العمال يسمون بعمال ال 55 يومًا الذين يتم فصلهم بعد نهاية مدتهم داخل الهيئة، وتتم إعادتهم للعمل من جديد، وذلك طبقًا لنظام لائحة الهيئة العامة للسكة الحديد، وليس للنصب عليهم في رواتبهم.