تسببت 108 منازل عشوائية بالمنطقة السكنية المجاورة لمعبد أبيدوس، جنوب محافظة سوهاج، في إعاقة عمليات الحفر والتنقيب بالمنطقة الأثرية المهمة، ورغم زيارة العديد من الوزراء والمسؤولين لها، خاصة وزراء الآثار، لكن دون جدوى. توجد تلك المنازل المشيدة بالطوب الأحمر والطين، بعرابة أبيدوس الملاصقة للمنطقة الأثرية بأبيدوس بمركز البلينا، وقلة منها تم تجديدها بالأعمدة الخرسانية والطوب والأسمنت على يمين مدخل المنطقة الأثرية مباشرة، ومن بين المعابد التي تحويها منطقة أبيدوس الأثرية معبد الملك رمسيس الأول، الملك سيتي الأول، الملك رمسيس الثاني، الأوزيريون، مما يشوه بانوراما المنطقة الأثرية التي تحوي معابد وآثارًا للعديد من العصور وملوك مصر الوسطى. وتعتبر منطقة أبيدوس الأثرية واحدة من أهم المناطق الأثرية في مصر والعالم؛ لمركزها الديني والتاريخي في عصور مصر القديمة، حيث تحوي مقابر ملوك مصر الأوائل في عهد الأسرتين الأولى والثانية، وبها آثار من الأسرة التاسعة عشر. وأعرب أهالي تلك المنازل العشوائية عن عدم ممانعتهم في نقل منازلهم لمنطقة أخرى، مادام سيتم توفير أماكن بديلة منظمة بطريقة تخطيطية سليمة، وبما يتماشى ما طبيعة وأهمية المكان الأثري، لكن ليس على نفقتهم الخاصة؛ نظرًا لظروفهم المادية الصعبة، وإنما على نفقة الدولة، كما فعلت وزارة الإسكان وهيئة التطوير الحضري للعشوائيات مع منطقة السماكين العشوائية على النيل بمركز المنشاة، حيث شيدت عمارات سكنية لأهالي المنازل العشوائية. من جانبه قال جمال عبد الناصر، مدير عام الآثار بسوهاج: المنطقة السكنية العشوائية الملاصقة للمنطقة الأثرية بأبيدوس، وعدد المنازل بها 108 منازل، تعوق بشكل كبير عمليات الاكتشافات الأثرية الحديثة بالمنطقة، خاصة أن أسفل بعض تلك المنازل مقصورات مهمة تخص الدولة الوسطى والدولة الحديثة، وهذا المكان يحتمل أن يكون مسار الحج أيام المصري القديم وأجداده، أثناء حج رأس أوزوريس بمنطقة آثار أبيدوس، مضيفًا أن تلك المنازل العشوائية والمشيدة غالبيتها بالطوب اللبن والطين، تؤثر بالسلب على بانوراما المنطقة الأثرية. وأضاف عبد الناصر في تصريحات خاصة ل«البديل» أن الدكتور أحمد عادل درويش، نائب وزير الإسكان للتطوير الحضري والعشوائيات، زار المنطقة منذ عدة أيام، وقرر نقل تلك البيوت إلى منطقة أخرى تبعد عن ذلك المكان بحوالي نصف كيلو متر تقريبًا، بعد توفير وزارة السياحة والآثار قطعة أرض لإنشاء منازل بديلة لأهالي المنطقة، وصندوق تمويل العشوائيات سيعد الرسومات الهندسية اللازمة للوحدات السكنية الجديدة تمهيدًا للإنشاء، لافتًا إلى أن نائب وزير الإسكان أكد موافقة الوزير على إدراجها ضمن خطة الوزارة لتطوير المناطق العشوائية، للبدء في تنفيذ المقترح. وأوضح أنهم منذ عام 1993 يحاولون نقل تلك المنازل إلى مكان آخر، لكن دون جدوى؛ بسبب الاعتمادات المالية التي ستتكلفها الوزارة، جراء نقل تلك المنازل، مشيرًا إلى أنه بعد زيارة نائب وزير الإسكان للتطوير الحضري والعشوائيات، المنطقة تلك المرة، وتأكيده إدراجها ضمن خطة التطوير، نأمل نقلها لإحياء الشكل الجمالي للمنطقة الأثرية المهمة.