نيكى هيلى من مواليد 20 يناير 1972 هى سياسية أمريكية من أصل هندى من سيخ ولاية البنجاب، و تعتبر من أعضاء الحزب الجمهورى شغلت منصب محافظ ولاية كارولاينا الجنوبية منذ عام 2011، قبل انتخابها فى 2010 كمحافظ للولاية رقم 116 مثلت مقاطعة ليكسينغتون فى مجلس النواب فى كارولاينا الجنوبية 2012، وخلال نوفمبر 2016 أعلن أن نيكى هيلى سترشح لمنصب سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة فى إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وقد وافق مجلس الشيوخ على ترشيحها لتشغل هذا المنصب فى يناير عام 2017 ، وقد أعلنت يوم الأربعاء الماضى الموافق 10 أكتوبر 2018 استقالتها من منصبها كمندوبة للأمم المتحدة بداعى أنها ستأخذ قسطًا من الراحة وموافقة الرئيس الأمريكى ترامب على طلب الاستقالة. وقد فاجأت مندوبة أمريكابالأممالمتحدة نيكى هيلى الإدارة الأمريكية والعالم بتقديم استقالتها على نحو غير متوقع برغم حماسها الشديد لمصالح أمريكا ومصالح إسرائيل وتوجهات إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فمن دفاعها عن قرارات ترامب الظالمة تجاه القضية الفلسطينية واستخدام الفيتو الجائر ضدها بمجلس الأمن، إلى التشدد فى فرض العقوبات على إيران والخروج على الاتفاق النووي، إلى فرض مزيد من العقوبات ضد روسيا، إلى ملف أسلحة كوريا الشمالية ثم فنزويلا ووصولا إلى الوجود الأمريكى غير الشرعى فى سوريا وغيرها من القضايا والمصالح الأمريكية التى دافعت عنها نيكى هيلى بالأممالمتحدة ومجلس الأمن واتخاذها مواقف ظالمة ومتعنتة وخارجة على الشرعية والدبلوماسية والتوجهات الدولية لمواقفها العنصرية والعدائية،وتأتى استقالتها المفاجئة الآن لتثير مزيدا من التساؤلات والتكهنات حول تداعيات وأسباب هذا القرار وحول مستقبلها السياسى وطموحاتها، ولهذا يرى بعض الخبراء والمحللين والمقربون من الإدارة الأمريكية أن هذا القرار يأتى من جانب هيلى لعدم رضاها وتوافق سياستها مع توجهات وسياسات كل من جون بولتون مستشار الأمن القومى للرئيس ترامب، ووزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو حول الكثير من الملفات والقضايا الدولية بعكس الفترة السابقة، أما البعض الآخر فيرى أن نيكى هيلى وبعد هذا الأداء الذى قدمته تخطط بدهاء من أجل الاستعداد لخوض الانتخابات الأمريكية بعد المقبلة للعام 2024 وذلك بعد أن حققت شعبية عريضة لدى الناخب الأمريكى ورضى كثير من رجال الحزب الجمهورى وأصوات يهود أمريكا، وذلك بعد أن أعلنت ضمنا من خلال عملها بالأممالمتحدة ولاءها ودعمها الكامل لإسرائيل على غرار غالبية رؤساء أمريكا السابقين، ودفاعها المتشدد أيضا عن مصالح أمريكا بالعالم، ولطمأنة الرئيس ترامب فقد أعلنت نيكى هيلى عبر مؤتمر صحفى معه يوم الثلاثاء الماضى دعمها له خلال فترته المقبلة وبخاصة خلال خوضه الانتخابات المقبلة 2020 لحظوظه الكبيرة بالفوز، لتظل محتفظة بسياستها ودهائها وتخطيطها لمستقبلها المفتوح أمامها استعدادا لخوض الانتخابات الأمريكية عام 2024 بعد أن نجحت فى تحقيق الكثير من النقاط والاستحقاقات الانتخابية وافتخارها بما أنجزته ودفاعها المستميت وغير الشرعى عن إسرائيل من اجل استقطاب مشاعرهم لمساندتها فى حملتها الانتخابية المقبلة معتمدة فى ذلك على خبرتها المحلية كحاكمة سابقة لولاية كارولينا الجنوبية، وخبرتها الدولية كسفيرة لأمريكابالأممالمتحدة، ناهيك عن كونها ابنة هنود مهاجرين مما يجعل من قصتها من نوع القصص الملائمة التى يحبها الأمريكيون ناهيك عن تبنيها لرؤى متشددة وملائمة لرؤى وتوجهات أعضاء الحزب الجمهورى الأمريكى بداية من قضية فلسطين وأزمة السلاح النووى مع طهران إلى بيونج يانجوفنزويلا وغيرها، وهو النهج الذى يجد له صدى لدى الناخب الأمريكى وبخاصة يهود أمريكا ولدى أعضاء الحزب الجمهورى ومن أصوات حكام الولاياتالأمريكية.