ستشهد مصر خلال أيام قليلة نقلة نوعية على طريق إنقاذ مصر من مخطط أسود آخر استهدف تدمير صحافتها القومية والعمل على تفكيك وإنهيار مؤسساتها الصحفية بما تضمه من قوى ناعمة وقوى عقلية ناعمة.. ووكالات إعلانية كانت هي الأكبر والأشهر في الإقليم.. ومراكز بحثية وتدريبية كان يتصور أن تكون هي حائط الصد أمام كل محاولات ومعاول هدم الدولة.. مخطط أدارته بعناية شديدة شلة تحكمت في مصائر ورقاب العباد وحج إليها في مرقدها في مقهى 26 يوليو في حي الزمالك كل طامع وطامح في منصب في مؤسسته أو في عضوية مجلس النقابة.. شلة تحالفت مع الشيطان لتبقي على مصالحها وتضمن البقاء على مقاعدها في المجلس الأعلى للصحافة وفي مجلس نقابة الصحفيين.. شلة مارست قمعا وتخريبا لم يمارسه أعتى الفاسدين أو من صوروهم فاسدين في زمن مبارك.. شلة وأربابها يستحوز الواحد منهم على منصب واثنين وثلاثة وأربعة وخمسة ولا مانع ولا حرج وهم من كانوا يهاجمون رموز الصحافة في زمن مبارك على هذا المعيار.. شلة تخدم على نفسها وعلى مصالحها وتتكاتف معا وتتحدى الدولة وتهاجم سياساتها بأدوات وآليات ممنهجة اعتادوها على مر الزمن.. شلة أضاعت رصيدها واستنفزته. مصر في حالة حرب.. والدولة تحتاج إلى أدوات توجيه وتعبئة لأن الحرب التي تواجهها من نوع شرس وشرير إلى أبعد الحدود، ويتم فيها استخدام أعقد الأساليب المخابراتية، انها الحروب البركانية التي تستهدف تفجير المجتمع من الداخل بآليات إعلامية ننشر اليأس والإحباط عبر الصحف أو الفضائيات أو المواقع الإلكترونية. مصر في حاجة إلى عصر جديد تشرق به الصحافة القومية وتستعيد همتها في الدفاع عن الدولة وركائزها وثوابتها وفقا لاستراتيجية إعلامية وطنية بعيدة عن سيطرة هذه الشلة وأذنابها المنتشرين في المناصب والمواقع الرئيسية. مصر في حاجة إلى جيل جديد يحمل لواء الدفاع عن المصلحة الوطنية ويعبر عن إرادة الشعب وخياراته.. جيل يبث الأمل وينقل للمواطن صورة الوطن الجديد.. جيل لا مصالح له سوى حماية الدولة والمساهمة في العملية الثقافية التنويرية لمواجهة خفافيش الظلام من كل التيارات.. جيل لا هم له إلا الوطن لا ما يتكسبه من المتاجرة بوطنية زائفة انعكست في السياسات والمعالجات التحريرية الحالية التي تشعرك بكم من الغثيان من محاولاتهم المستميتة للبقاء في مواقعهم.. جيل يساهم في بناء الدولة ويطرح أمامها السياسات المختلفة والبدائل الوطنية لمعارضة سياسات قد لا يتفق عليها الرأي العام وللمساهمة في تقديم الحلول الواقعية لسياسات طالما أضرت بمصلحة المواطن الركيزة الرئيسية للأمن القومي.. جيل جديد يطرح مفهوما مختلفا للمعارضة النقدية الوطنية التي لا تتطلب بالضرورة أن نكسر إرادة الوطن أو أن نكون معاول الهدم في قواعده الشعبية.