قال الباحث الأثري أيمن أبو زيد، ورئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لتنمية السياحة والآثار بمحافظة الأقصر، ان عيد الربيع ' شم النسيم ' يعتبر من أقدم الأعياد الشعبية في التاريخ الأنساني وتم الاحتفال بة قديما في مصر الفرعونية وفي حضارة بلاد ما بين النهرين وفارس كما كانت تحتفل بة الشعوب الصينية والهندية وغيرها من البلدان الأخري حول العالم ويطلق علية ألان عدة مسميات تختلف من بلد لأخري مثل النيروز عند الشرق والايستر عند الغرب وشم النسيم في مصر.واختلف تحديد بداية فصل الربيع باختلاف المناخ والطقس أيضا من بلد معينة عن غيرها. كما حمل هذا العيد رمزية اختلفت من حضارة لأخري حسب موروثها الثقافي والروحي فكان علي سبيل المثال ايزانا ببداية العام الجديد في الحضارة الفارسية والصينية وايزانا ببداية موسم الحصاد في حضارة بلاد ما بين النهرين والحضارة المصرية القديمة واحتفل بة المصريين القدماء أيضا كرمز للبعث وتجديد الحياة. وأضاف ' ابو زيد ' قد غلبت روح الاحتفال بعيد الربيع ومظاهرة الشعبية في مصر القديمة والمتوارثة منذ الآلاف السنين علي الاحتفال بة ليس في مصر فقط بل امتد تأثيرها إلي كثير من دول العالم في الشرق والغرب ليظهر مدي تأثير الحضارة المصرية القديمة بموروثها الثقافي علي الحضارة الإنسانية في شتي المجالات العلمية والثقافية. وقال الباحث الأثري، فقد كانت مظاهر الاحتفال بهذا العيد في مصر القديمة تتمثل في خروج شعبي كبير كما يحدث ألان في عصرنا الحديث ويملئ الناس المناطق المحيطة بالنيل والمتنزهات. واعتاد المصري القديم في هذا اليوم علي أهداء زوجتة زهور اللوتس ولم يكن الاحتفال بهذا العيد مجرد احتفال ترفيهي فقط بل كان احتفال ديني يحمل معاني روحية كثيرة فقد ربط المصريون القدماء بين فصول السنة بأساطير الإلهة وخاصة أسطورة ايزيس وأوزوريس التي كانت ملحمة تؤكد علي دوام الحياة وتجددها وانتصار الخير علي الشر. فربطوا بين فصل الحصاد وبين البعث في جسد أوزوريس الذي يهب الأرض الخصب والنماء وأطلقوا علية 'شمو' أي عيد الخلق أو بعث الحياة والذي حرف في العصر القبطي بشم النسيم. وقل ' ابو زيد '، وتؤكد كثير من الشعوب ألان حول العالم علي استخدام بعض الأكلات المصرية القديمة من سمك مملح وبيض وخس وحمص اخضر لتجعل روح الحضارة المصرية القديمة تعيش في كل زمان ومكان.