مصطفى بلال »الأم«.. داخل غرفة الرعاية المركزية، تمر بمرحلة »مخاض« ثقيل »رذل«!! »الأم«.. في خطر داهم الآن!! »الأم«.. تتعرض الساعة، ولساعات طويلة قادمة لهجوم كاسح غريب الأطوار.. هجوم علي كل الجبهات.. الهجوم ليس عسكريا بالمدفعية، والطائرات.. ولكنه من طراز غير مألوف، طراز جديد لم يسبق لأمة ان تعرضت له.. إنها حرب شرسة.. عمودها الفقري قائم علي الابتزاز، والاستحواذ وامتلاك الشعب والاضرابات، والاحتجاجات والاعتصامات، وقطع الطرق.. وهتك العرض، وسفك الدماء البريئة. هل تصدقون أن مصر تتعرض لكل هذا »الهوان«.. و»التآكل«.. لا توجد محافظة أو قرية، أو نجع ليس به وقفة فئوية، ومواطنون قد ألقوا بأنفسهم علي الطرق احتجاجا وإضرابا!!. ما يحدث ذكرني بحديثين شريفين لرسول الإسلام محمد صلي الله عليه وسلم.. الأول قال فيه: »سألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنين ومنعني واحدة.. سألت ربي ألا يهلك أمتي بالسنة.. فأعطانيها، وسألته ألا يهلك أمتي بالغرق، فأعطانيها، وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم.. فمنعنيها!!. والحديث الثاني: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: توشك الأمم أن تتداعي عليكم، كما تتداعي الأكلة الي قصعتها، فقال قائل.. أو من قلة نحن يومئذ؟ قال: » بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن« فقال قائل يا رسول الله وما الوهن؟.. قال »حب الدنيا وكراهية »الموت«. .. وكفي، صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.