القليوبية سليمان محمد: خرجت اليتيمتان شهد وإيمان الي البلكونة بعد أن صدحت الميكروفونات بصوت الموسيقي وارتفعت الزغاريد.. البسطاء يبحثون دائما عن لحظة سعادة حتي لو كانت في مشاهدة أحداث »ليلة الحنة« لبنت الجيران فتتحول البلكونة الي «لوج» لمشاهدة الفرح.. هكذا كان حال الأخت الكبري إيمان بنت الخامسة والعشرين عاما وشقيقتها الصغيرة شهد تلميذة الاعدادية وقفت اليتيمتان تغمرهما السعادة دون ان يخطر ببال أحدهما أن شبح الموت يقترب من البلكونة في عز الفرحة.. الحياة في الشارع صاخبة والأنوار انطفأت ولمع بريق الليزر ليغطي المكان بينما الحدث الجلل يقترب اكثر واكثر ولا أحد منا يستطيع ان يستشف الغيب أو يمنع قدره.. انطلق الرصاص من المدعوين ابتهاجا بالمناسبة.. لم تشعر اليتيمتان إلا وقد أصابت كل منهما رصاصة طائشة الأخت الصغري سقطت غارقة في دمائها مثلما حدث مع شقيقتها الكبري.. لحظات ويكتشف الجميع أن شهد فارقت الحياة وايمان غائبة عن الوعي.. ينطلق الصراخ من الأم السيدة منال عبد الحكيم لكن لا أحد يسمع بعد أن تاهت الصرخات والدموع في صخب ليلة الحنه.. أخيرا ينتبه الجميع.. ايمان في المستشفي في حالة حرجة وشهد ماتت وفوق وجهها ابتسامة لم تكتمل.. يطير البلاغ للواء رضا طبلية مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية وينتقل العميد يحيي راضي مدير المباحث والمقدم محمد فتحي رئيس مباحث «بنها أول» ويتشكل فريق بحث يتمكن من ضبط المتهم باطلاق الرصاص ويرشد عن السلاح وتصرح النيابة بدفن الجثة بينما الأم المكلومة بعد أن هزمتها الصدمة تواري صغيرتها التراب لتسرع الي غرفة العناية الحرجة حيث ابنتها الكبري التي كانت تستعد لزفافها! الأخبار التقت بالأم لكنها عجزت عن الكلام فلم تعد لديها غير لغة الدموع بينما عم اليتميتان ابراهيم الطوخي يطالب بالقصاص لليتامي وتشريع يغلظ من عقوبة القتل الخطأ علي من يستخدمون الاسلحة في الأفراح من باب الاستعراض. لكل أجل كتاب.. لكن لا يجب أن يفلت الجاني من العقاب.