تنطلق الليلة نهائيات بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في دورتها رقم 32 بمباراة الافتتاح المرتقبة بين مصر وزيمبابوي.. ورغم أن الساحرة المستديرة لا تعرف المسميات الجامدة ولا تتعامل مع الأحكام المسبقة القائمة علي وقائع مستقبلية لم تحدث بعد، فإني أستطيع الجزم والقول إن مصر حققت إنجازاً كبيراً في هذه الدورة قبل ان تبدأ.. !! وأؤكد أن مجرد الاحتفال بافتتاح البطولة تحت أضواء استاد القاهرة التاريخي بعد ستة شهور فقط من اختيار مصر لتنظيم هذه النهائيات يعد تحدياً نجح أحفاد الفراعنة في تجاوزه بدرجة امتياز بصورة فاقت كل التوقعات.. وهذا ما دعا المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم ( الكاف ) لإسناد تنظيم هذه الدورة إلي مصر بعد عملية تصويت تاريخي حصلت فيها علي ستة عشر صوتاً مقابل صوت واحد لجنوب أفريقيا يوم الثلاثاء 8 يناير الماضي. وكان الاتحاد الأفريقي قد سحب ملف التنظيم من الكاميرون لعدم الجاهزية وعدم استكمال البنية التحتية ولأسباب أمنية.. ولم يكن لهذا أي تأثير لوجود مصر بين فرق النهائيات لأنها كانت قد ضمنت بالفعل الصعود إليها في حال إقامتها بالكاميرون.. وبعيداً عن كافة الحسابات السياسية والأمنية والرياضية فإن الملف المصري لقي تأييدا من اللجنة التنفيذية للكاف لأن الضمانات الحكومية المصرية حسمت الأمر بينما كان ملف جنوب أفريقيا خالياً من أي ضمانات حكومية.. وقد بذلت الحكومة المصرية جهوداً مكثفة لإعداد وتجديد الاستادات التي تستضيف منافسات البطولة بتعليمات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ورئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، ووجه فخامته بتوفير جميع الإمكانيات في الدولة لإنجاح المسابقة الكبري وخروجها علي النحو اللائق بأضخم حدث رياضي علي مستوي القارة الأفريقية، ولتكون بمثابة احتفالية متميزة بمشاركة الأشقاء الأفارقة علي أرض الكنانة، خاصة وأنها تحظي بمتابعة دولية واسعة.. وكان آخر اجتماع لمناقشة آخر تلك الاستعدادات قد عقد يوم الإثنين الماضي 10 يونيو بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي وبحضور د.مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء والمهندس شريف إسماعيل مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية الإستراتيجية والفريق أول محمد زكي وزير الدفاع والإنتاج الحربي واللواء محمود توفيق وزير الداخلية ود.أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة.. ولم تقف اهتمامات الرئيس السيسي عند متابعة الترتيبات الخاصة بالملاعب والبنية التحتية والتجهيزات اللوجيستية ولكنها امتدت إلي المنتخب الوطني وجهازه الفني الذي زاره الرئيس خلال استعداداته وتدريباته باستاد الدفاع الجوي ( ستاد 30 يونيو ) يوم السبت الماضي 15 يونيو.. وفي هذه الزيارة أعرب الرئيس عن خالص تمنياته للاعبين بالتوفيق والنجاح مؤكداً ثقته الكاملة في إدراك الجميع حجم المسئولية الملقاة علي عاتقهم، وطالبهم ببذل أقصي جهد لإسعاد الشعب المصري الذي ينظر إليهم بكل الاحترام والتقدير.. وشدد الرئيس علي أهمية تحلي أفراد المنتخب بالانضباط والسلوك الراقي بما يعكس كونهم واجهة لحضارة مصر وعراقتها.. علي ضوء الاستعدادات والتجهيزات والاهتمامات الواسعة من المسئولين المصريين نتوقع أن تعيش مدن القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية والسويس مهرجانات احتفالية ورياضية حافلة في الفترة من 21 يونيو إلي 19 يوليو.. ونأمل تتوج بفوز مصر بالكأس الثامنة.