يوم الإثنين قبل الماضي رحل المثقف والإنسان المهذب ربيع مفتاح، بعد فترة طويلة من مرض حال بينه وبين استمرار قيامه بالأعمال التي يحبها واستمر يبدعها بنزاهة طوال عمره القصير. توفي عن 65 عاماً. أعتبره رحل في عز شبابه. وكان قبل المرض الأخير يبدو في حالة صحية مقبولة. إن لم تكن جيدة. عرفته وتعاملت معه بعد أن أصبح عضواً في لجنة القصة بالمجلس الأعلي للثقافة. ولم يتعامل مع الأمر مثل بعض الآخرين. أخذ الموضوع بجدية. ومارسه بدأب نادر واستمرارية لا نجدها كثيراً في أيامنا. شارك في الأنشطة أقام ندوات. ولا يتصور أحد أنه عندما أصبح عضواً بلجنة القصة لم يكن لديه ما يعمله. فله دور مهم في نادي القصة. ونشاط شبه أسبوعي هناك. لكن هذا لم يمنعه من أن يعمل الممكن والمستحيل خدمة للآخرين. قبل أن يفكر في نفسه أو يتوقف عند مشروعه. ولد بمحافظة الفيوم في 26 سبتمبر 1954، عضو مجلس إدارة نادي القصة، ولجنة النقد الأدبي باتحاد الكتاب، أمين صندوق أتيليه القاهرة، وأمين المؤتمر الأول لأدباء الجيزة 1998، ونائب رئيس مجلس إدارة جمعية قراءة النقد والترجمة، كما أنه مارس الكتابة للإذاعة والتليفزيون. أصدر فن الحرب، ترجمة دار شعاع 1995، محطات أدبية: مقالات مكتبة الآداب 1998، من الأدب الصيني الحديث هيئة قصور الثقافة 1998، الرجل الأخير في الوادي، رواية خيال علمي، ترجمة. دار الهلال سلسلة روايات الهلال. سقوط الأباطرة: مسرحيات قصيرة مترجمة مكتبة الآداب 1999، زوايا الرؤية: دراسات في القصة القصيرة هيئة قصور الثقافة 2000، قدم له المسرح القومي مسرحية العنكبوت (ترجمة) 2002، وأصدر لغة الدراما: ترجمة المجلس الأعلي للثقافة 2005. حصل علي العديد من الجوائز والتكريمات. منها شهادة تقدير من منتدي المثقف العربي 2001، درع الهيئة العامة لقصور الثقافة 2002، درع محافظة الجيزة 2002، درع وزارة الثقافة في النقد والترجمة. كان واحداً من المكرمين في مؤتمر أدباء مصر 2004، شهادة تقدير من الأمانة العامة لأدباء مصر لدوره المتميز في كل المؤتمرات التي عقدت، وحرصه الشديد علي المشاركة. وبذل أقصي جهد. لم أسمعه يتحدث عن نفسه. ولا يشير لمنجزه. وربما لم يذكر كلمة أنا لكي يبدأ بها جملة من جمل كلامه القليل. كان يعمل في صمت. كان مثالاً نادراً للمثقف العضوي الذي غسل نفسه تماماً من النرجسية والإحساس المبالغ فيه بالذات. وكان متواضعاً ذلك التواضع الذي يعتبر جزءاً من تركيبته الشخصية. ولا يحاول أن يعطيك انطباعاً يجعلك تصفه بالتواضع. كان يتابع ما يصدر من أعمال أدبية. بصرف النظر عن معرفته بأصحابها وموقفه منهم. ولم يعبر عن موقفه من هذه الأعمال بالكتابة فقط. ولكنه حاول البحث عن الأسماء الجديدة ليقدمها للناس. وليعطيها الفرصة لتعبر عما بداخلها بأكبر قدر من الحرية. فعل هذا في لجنة القصة بالمجلس الأعلي للثقافة. وفي نادي القصة. وفي الثقافة الجماهيرية. وثقافة الجيزة. هل أطلب من الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس هيئة الكتاب، إصدار طبعات من بعض أعماله؟.