رغم أن السودان مرت بتجربة فريدة مع انقلاب سوار الذهب الذي رفض الاستمرار في الحكم وقام بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية نزيهة فاز فيها البشير، الذي انتهت فترة حكمه بالأمس بإنضمام الجيش لثورة الشعب السوداني. الجزائر تجربة فريدة فقد كان أمل الشعب في حكم بوتفليقة الاستقرار الاقتصادي المنتعش دون الاهتمام بالسلطة والسياسة، حتي استمر بوتفليقة في الحكم ثلاثين عاما وبات يحكم قعيدا، وتحرك الشعب بعد أن فاض به الكيل واستمرت الثورة شهورا بلا فائدة حتي انضم إليها الجيش. ليبيا نموذج ثالث ومختلف، فلم تكن المؤامرة الخارجية هدفها الإطاحة بالقذافي فقط، وإنما تقسيم ليبيا لدويلات ومناطق صغيرة تتصارع علي الثروات، ولكن نجح الجيش الليبي لهم في تحقيق انتصارات كبيرة بالقضاء علي المرتزقة من الخارج والداخل، ومخطط التقسيم نهايته الفشل بعد دخول الجيش للعاصمة طرابلس وتحريرها من داعش، لتبدأ مرحلة تطهير أخري في الجنوب الليبي الثري بآبار النفط. بشار الأسد لم يستسلم للضغوط الدولية التي حاصرته من جميع الاتجاهات سياسيا وعسكريا وحقق بمعاونة أشقاء ودول صديقة انتصارات ضخمة لتوحيد أراضي دولته والقضاء علي المنشقين من المعارضة والدواعش وغيرهم من المقاتلين الأجانب. لم تنته المخططات الخارجية لزعزعة استقرار المنطقة العربية لخدمة أهداف صهيونية، بل ستستمر، والعمل العربي المشترك هو القادر علي دحر هذه المخططات والحفاظ علي ما تبقي من قوة العرب!!.