القبطية الأرثوذكسية تستضيف اجتماعات رؤساء الكنائس الشرقية بالعباسية    سعر جرام الذهب اليوم الجمعة 10 مايو 2024 في مصر    البورصة المصرية تنفض غبار الخسائر.. الارتفاعات تسيطر على تداولات ختام الأسبوع.. وكيف أثر إعادة التعامل بأسهم "القلعة" على المؤشرات؟    صدور 9 قرارات بإزالة مخالفات بناء بالساحل الشمالي وبني سويف الجديدة    الاحتلال يعلن استهداف 40 هدفا في غزة خلال 24 ساعة    ذهاب نهائي الكونفدرالية، نهضة بركان يعلن طرح تذاكر مباراة الزمالك    منطاد يصطدم بمنزل في ألمانيا ويسبب ذعرا للسكان    رسالة قاسية من علاء مبارك ليوسف زيدان بسبب والدته    «القابضة للمياه»: ندوة لتوعية السيدات بأهمية الترشيد وتأثيره على المجتمع    أول مشاركة للفلاحين بندوة اتحاد القبائل الإثنين المقبل    الخارجية الفلسطينية: اعتداء المستوطنين على مقرات الأونروا في القدس المحتلة جريمة ممنهجة    «دعم منتظر».. الأمم المتحدة تصوت على عضوية فلسطين اليوم    رئيس الحكومة اللبنانية يبحث مع هنية جهود وقف إطلاق النار في غزة    إصابة شخصين وإحراق منازل في الهجوم الروسي على خاركيف أوكرانيا    البصل يبدأ من 5 جنيهات.. ننشر أسعار الخضروات اليوم 10 مايو في سوق العبور    "تخطى صلاح".. أيوب الكعبي يحقق رقما قياسيا في المسابقات الأوروبية    "اعتلاء منصات التتويج".. هاني العتال يوجه رسالة للزمالك قبل مباراة نهضة بركان    أشرف عبد العزيز: ما فعله محامي الشيبي «جريمة»    التنمية المحلية: تلقينا 9 آلاف طلب تصالح في مخالفات البناء خلال أول 48 ساعة    نشوب حريق داخل ميناء الشركة القومية للأسمنت بالقاهرة    التعليم: 30% من أسئلة امتحانات الثانوية العامة للمستويات البسيطة    طعنها بالشارع.. حبس المتهم بالشروع في قتل زوجته بالعمرانية    بالتفاصيل، تشغيل قطارات جديدة بدءا من هذا الموعد    ضبط وتحرير 24 محضرًا تموينيًا في شمال سيناء    فصل متمرد.. تغير المناخ تكشف تأثير تقلبات الطقس على الزراعات    إلهام شاهين: مهرجان ايزيس فرصة للانفتاح على العالم والترويج الثقافي لبلدنا    تشييع جثمان والدة الفنانة يسرا اللوزي من مسجد عمر مكرم ظهر اليوم    لمواليد 10 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    حفل زفافها على البلوجر محمد فرج أشعل السوشيال ميديا.. من هي لينا الطهطاوي؟ (صور)    صابر الرباعي يكشف حقيقة دخوله مجال التمثيل وتقديم مسلسل 30 حلقة    صلاة الجمعة.. عبادة مباركة ومناسبة للتلاحم الاجتماعي،    دعاء يوم الجمعة لسعة الرزق وفك الكرب.. «اللهم احفظ أبناءنا واعصمهم من الفتن»    الصحة: أضرار كارثية على الأسنان نتيجة التدخين    أسعار اللحوم الحمراء في منافذ «الزراعة» ومحلات الجزارة.. البلدي بكام    3 فيروسات خطيرة تهدد العالم.. «الصحة العالمية» تحذر    بالصور.. احتفالية بعنوان «تكريم العامل المثالي» لاتحاد عمال الجيزة    طبق الأسبوع| مطبخ الشيف رانيا الفار تقدم طريقة عمل «البريوش»    ملف رياضة مصراوي.. زيارة ممدوح عباس لعائلة زيزو.. وتعديل موعد مباراة مصر وبوركينا فاسو    عبد الرحمن مجدي: أطمح في الاحتراف.. وأطالب جماهير الإسماعيلي بهذا الأمر    أشرف صبحي يناقش استعدادات منتخب مصر لأولمبياد باريس 2024    مايا مرسي تشارك في اجتماع لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب لمناقشة الموازنة    نص خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف مكتوبة اليوم 10-5-2024.. جدول مواعيد الصلاة بمدن مصر    ما حكم كفارة اليمين الكذب.. الإفتاء تجيب    إصابة 5 أشخاص نتيجة تعرضهم لحالة اشتباه تسمم غذائي بأسوان    إصابة شرطيين اثنين إثر إطلاق نار بقسم شرطة في باريس    أعداء الأسرة والحياة l «الإرهابية» من تهديد الأوطان إلى السعى لتدمير الأسرة    مسؤول أوروبي كبير يدين هجوم مستوطنين على "الأونروا" بالقدس الشرقية    خالد الجندي: مفيش حاجة اسمها الأعمال بالنيات بين البشر (فيديو)    خالد الجندي: البعض يتوهم أن الإسلام بُني على خمس فقط (فيديو)    فريدة سيف النصر تكشف عن الهجوم التي تعرضت له بعد خلعها الحجاب وهل تعرضت للسحر    اللواء هشام الحلبي يكشف تأثير الحروب على المجتمعات وحياة المواطنين    نهائي الكونفدرالية.. تعرف على سلاح جوميز للفوز أمام نهضة بركان    مجلس جامعة مصر التكنولوجية يقترح إنشاء ثلاث برامج جديدة    بعد تشابهه بامتحان 2021، نتيجة فحص امتحان مادة العلوم لثانية إعدادي بالدقهلية    4 شهداء جراء قصف الاحتلال لمنزل في محيط مسجد التوبة بمخيم جباليا    آية عاطف ترسم بصمتها في مجال الكيمياء الصيدلانية وتحصد إنجازات علمية وجوائز دولية    «الكفتة الكدابة» وجبة اقتصادية خالية من اللحمة.. تعرف على أغرب أطباق أهل دمياط    «أنهى حياة عائلته وانتح ر».. أب يقتل 12 شخصًا في العراق (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



»شيخ الثورة« د. صفوت حجازي في حوار ساخن مع »الأخبار«:
4 قرارات من المجلس العسكري كفيلة بإخلاء ميدان التحرير
نشر في الأخبار يوم 17 - 07 - 2011

رغم أن من أهم مميزات الثورة المصرية، أنها بلا قائد، إلا أن هناك شخصيات لعبت دورا مؤثرا بها، منهم الداعية الإسلامي د.صفوت حجازي الملقب ب»شيخ الثورة«.. د.حجازي الذي تواجد في ميدان التحرير منذ بدايات الثورة ولم يتخلف عن أي حدث من أحداثها، وكانت المفأجاة يوم الثلاثاء الماضي حيث أصبح من الشخصيات غير المرحب بها في الميدان من قبل بعض الشباب الذين أتهموه بالتآمر عليهم بسبب رفضه للاعتصام، حتي أنهم طالبوه بمغادرة الميدان، ولولا تدخل بعض العقلاء لحمايته لحدث ما لا يحمد عقباه.
وفي لقائنا مع د.صفوت كانت هناك العديد من القضايا تفرض نفسها لتكون هي نقطة البداية لحوار شامل يتطرق إلي محاولة الاستيلاء علي الحكم وتشكيل مجلس رئاسي التي أشار إليها في أحد البرامج، ومستقبل الثورة المصرية والانتخابات الرئاسية والدور المفترض ان يلعبه الدعاة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ مصر، لكن ماحدث في ميدان التحرير مساء الثلاثاء فرض نفسه.
بداية، ألا تري ان محاولة إخراجك من الميدان سلوك غريب علي ثوار 25 يناير؟
دعنا نتفق في البداية علي أن ميدان التحرير الآن، ليس هو الميدان الذي احتضن الثورة من 25 يناير وحتي 18 فبراير، كما انه ليس الميدان الذي شهد فعاليات جمعة النصر وجمعة المحاكمة في 8 إبريل.
ميدان التحرير الآن أشبه بخلطة بها كل شيء، وهذا أمر طبيعي، فالثورة المصرية تمر بمرحلة النزع الأخير أو ب»الغربلة«، وفي هذه المرحلة توجد عده اتجاهات تحاول ان تجذب الثورة لتخرجها عن مسارها الطبيعي، وتتجه الثورة -أحيانا- بعض الشيء نحو هذه الاتجاهات، لكنها ستعود لمسارها الطبيعي. وهذا الذي يحدث للثورة المصرية الآن لا يدعو للتشاؤم، من يقرأ تاريخ الثورات يعرف أن ما يحدث عندنا الآن طبيعي جدا. أما ما حدث معي، فهو يرجع لأن هناك أشخاصا انا أعرفهم بالاسم يكرهون صفوت حجازي، أو بالأحري هم يكرهون الإيدلوجية التي أنتمي إليها، وهؤلاء يؤسفني أن أقول لهم : »أنتم لستم من الثوار«، فالثوار الحقيقيون يعلمون من هو صفوت حجازي.
هل صحيح أنهم اعتدوا عليك؟
لا أحد يستطيع ان يعتدي علي، وما قد لا تعرفه ان الشباب المحب لصفوت حجازي عندما علموا بما حدث لي توافدوا علي الميدان في الواحدة صباحا، ولولا اني اتصلت ببعض العقلاء في الميدان لتهدئة الشباب لوقعت مجزرة في ميدان التحرير.
مجزرة؟! ما هذه الروح الغريبة علي الميدان؟
فعلا هي روح غريبة، فالذين يكرهون صفوت حجازي، أو بالأحري الذين يكرهون إيدلوجية صفوت حجازي كانوا متواجدين وقت الثورة ولكن كل الإيدلوجيات انصهرت في الإيدلوجية المصرية وقتها.
إلا القوات المسلحة
الذين يكرهون أيدلوجية صفوت حجازي، يبدو أنهم بدأوا يكرهون -أيضا- الجيش بدليل ما نسمعه من شعارات معادية للقوات المسلحة؟
أنا أرفض تماما أي هتاف يعادي القوات المسلحة أو يسيء للمشير أو أحد قادتها، فلابد ان نتذكر ان هؤلاء الذين نهتف ضدهم، هم من حموا الثورة، وهم من رفضوا اطاعة مبارك عندما طلب منهم إطلاق النار علي المتظاهرين. وليس معني ذلك اني راض تماما عن أداء القوات المسلحة، فأداؤها ينتابه بعض القصور، لكني في نفس الوقت أرفض تماما أي هتاف ضدهم، لأنهم أصحاب فضل علي الثورة، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله. وسيظل فضل القوات المسلحة المصرية مسجلا في التاريخ، مهما حاول البعض إشاعة عكس ذلك، وسنرحل جميعا، لكن سيظل دورها مذكورا بأحرف من نور في التاريخ.
لكن المتواجدين بالميدان يقولون ان الثورة لم تصنع شيئا، ولابد من الضغط لتحقيق هذه الأهداف؟
يخطيء من يقول ان الثورة لم تصنع شيئا، فالثورة أسقطت حسني مبارك، وقضت علي مشروع التوريث في مصر إلي الأبد، وحلت مجلسي الشعب والشوري والمحليات والحزب الوطني، وأسقطت دستور 1971 ووضعت رموز الفساد في الحكم، وصنعت شعبا جديدا وتاريخا جديدا. وبقي محاكمة الفاسدين محاكمات علنية و مزيد من إجراءات التطهير في الشرطة وتحقيق العدالة الإجتماعية والوصول لنظام برلماني وانتخاب رئيس. وهناك بعض من هذه المطالب يحتاج للمزيد من الوقت، فالعدالة الإجتماعية مثلا لا يمكن ان تتحقق في ست شهور أو حتي في ست سنوات.
انتظر الجزاء من الله
هذه الاستجابات التي تتحدث عنها، تجعل المتواجدين بميدان التحرير يقولون أنهم كانوا علي حق، فلولا اعتصامهم ما استجاب المجلس العسكري؟
مليونية جمعة »الثورة أولا« هي التي دفعت المجلس العسكري للإستجابة، وليس الاعتصام، فأنا كنت مع مليونية الجمعة وعندما تأكدت ان الرسالة وصلت وتيقنت من وجود إجراءات ستتخذ للاستجابة لما جاء بها غادرت الميدان، ولولم يصلني هذا التأكد واليقين ما تركت الميدان، فلا أحد يزايد علي موقفي من الثورة ومحبتي لمصر.
لكن ألا تري أن موقفك من الاعتصام أفقدك بعض الشعبية؟
أنا داعية وكوني داعية فأنا لا أنتظر المقابل من الجماهير، لأن الله هو الذي سيحاسبني وليس الجماهير، ولذلك عندما علمت ان رسالتنا وصلت، وان هناك جدولا زمنيا وضعه رئيس الوزراء د.عصام شرف لتنفيذ مطالبنا غادرت الميدان، إلا إذا كنا لا نريد عصام شرف.
بالمناسبة ما رأيك فيمن يطالبون برحيل عصام شرف؟
هناك من يطالب برحيل عصام شرف من منطلق انه ضعيف وغير قادرة علي إدارة هذه المرحلة دون ان يقترح اسماء بديلة، وهؤلاء أقدر رأيهم، بل قد تثبت الأيام أنهم الأصح. لكن هناك -أيضا- من يطالب برحيله ويضع بديلا له لا يقبل بغيره، وهؤلاء مرفوضون تماما لأنهم بذلك أصحاب أجندات خاصة تخدم مصلحة الشخص الذي يروجون له، وليس مصلحة مصر. وهناك فصيل ثالث يمثل الأغلبية -وأنا منهم- يري ان الظرف الحالي الذي تمر به مصر يقتضي إعطاء الفرصة لعصام شرف، وان لم ينجح سينقلب هذا الفصيل علي عصام شرف، لكنه سينجح ان شاء الله.
أكذوبة عجلة الإنتاج
ولكن الفصيل الثاني هو الأكثر تأثيرا، لأنه المتواجد بميدان التحرير بما يمثله ذلك من تعطيل للإنتاج؟
أرفض تماما القول ان الإعتصام بميدان التحرير يمكن ان يعطل الإنتاج ويضر الاقتصاد، هذا الكلام أكذوبة، لكن يمكن أن يكون مضرا إذا تطرق الأمر لتعطيل المصالح الحكومية وحركة المترو والمرافق الحيوية.
تعطيل المصالح الحكومية حدث بالفعل ومنع موظفو مجمع التحرير من الدخول لمكاتبهم؟
هذا الأمر كان استثناء ولن يتكرر، وإذا تكرر ستضطر الأغلبية المؤيدة لبقاء شرف إلي التحرك، لكنها لا تريد التحرك الآن.
تقصد بهذه الأغلبية الإخوان والتيارات الإسلامية الأخري؟
الإخوان وغيرهم من التيارات، فأنا أعرف يساريين رافضين لاعتصام بعض الإتجاهات اليسارية في التحرير، وأعرف ليبراليين رافضين لاعتصام بعض الليبراليين في التحرير، وهذا ليس معناه ان التحرير مقتصر علي هذين الإتجاهين، فالإسلاميون متواجدون أيضا.
ومتي سيخلو الميدان من هؤلاء؟
من المتظاهرين -حاليا- أم من ظاهرة الإعتصام به، فإذا كنت تقصد ظاهرة الإعتصام فالميدان لن يخلو من الظاهرة، وقد تضطرني الظروف والأحداث إلي الإعتصام به، أما إذا كنت تقصد المتواجدين به -حاليا -، فالميدان يمكن أن يخلو منهم بأربعة قرارات، أولها قرار من المجلس الأعلي للقوات المسلحة يعطي المزيد من الصلاحيات لرئيس الوزراء، وثانيها قرار بعدم محاكمة المدنيين الثوار أمام المحاكم العسكرية، وثالثها إيجاد حل لقضية بقاء حسني مبارك في شرم الشيخ، فلا أتصور ان القوات المسلحة المصرية تعجز عن توفير مكان آمن له في نادي الطيران أو إحدي مقرات الحرس الجمهوري أو إحدي مستشفيات القوات المسلحة، فهو الآن كأي مواطن مصري وهناك من المتواجدين بالسجون الآن من يعانون من أمراض أقسي مما يعاني منه، فهناك علي سبيل المثال حسن خليفة في سجن العقرب الذي تحول إلي هيكل عظمي. أما القضية الرابعة التي من المفترض ان تحسمها القوات المسلحة، فهي تلك المتعلقة بالتكييف القانوني للقضايا التي يحاكم رموز النظام السابق بسببها، فمن العبث ان يحاكم نظيف وغالي والعادلي بسبب اللوحات المعدنية، ويحاكم صفوت حجازي أمام محكمة أمن الدولة العليا بتهمة تكدير السلم العام وتهديد الأمن الوطن والإضرار بعلاقة مصر مع دولة صديقة لأني أصدرت فتوي تبيح دم إيهود إولمرت رئيس وزراء إسرائيل الأسبق.
وماذا إذا لم ينصرفوا إذا نفذت القوات المسلحة هذه الأمور الأربعة؟
يصمت قليلا ثم يقول: ساعتها هناك قادة ومسئولون في البلاد يتعاملون مع هذه المشكلة.
وإذا استمرت هذه المشكلة كثيرا هل ستكون مؤثره علي مناخ الإستقرار في مصر؟
المشكلة ليست في التواجد بالميدان، فهذا غير مؤثر، كما قلت سابقا، طالما انه لا يتطرق إلي تعطيل المصالح الحكومية والمرافق الحيوية، لكن المشكلة في الصخب الإعلامي الذي يصاحب الحدث.
تنصح الإعلام في هذه الحالة بتجاهلهم؟
أرفض تماما فكرة الإقصاء والتجاهل، تماما كما أرفض محاكمة مبارك أمام محمكمة إستثنائية، لأن من ذاق الظلم، لا يرضي أن يذوقه الآخرون، لكن ما أطلب به الإعلام بشكل عام والصحافة بشكل خاص هو الدقة في ما يكتب، فالصحافة مهنة سامية لأنها تتعامل مع الكلمة، والكلمة لها قيمتها، فالكلمة نور وبعض الكلمات قبور، كما يقول عبد الرحمن الشرقاوي. ومن المفترض ان يتحلي الصحفي قبل البراعة في الكتابة، بالحس الوطني الذي يجعله يقدر مصلحة الوطن، فتكون هي العليا، ومن أجلها يمتنع عن نشر خبر صحيح حتي لا يضر بمصلحة الوطن، رغم ان هذا الخبر قد يكون سبقا له.
لا توجد صفقة مع الجيش
وبماذا تقيم تصريح نقل عنك قلت فيه أنك تؤيد وجود صفقة بين الجيش والشعب، هل كان كاتبه لا يتحلي بالحس الوطني الذي تطلبه؟
انا سعيد بطرحك لهذا النموذج من الأداء الصحفي، فأنا فوجئت بعنوان بالخط العريض يقول: الشيخ صفوت حجازي يدعو الجيش لإبرام صفقة مع الشعب؟، والقصة بإختصار اني سألت عن تخوف البعض من عدم تسليم الجيش للسلطة لأن هناك ملفات فساد بالجيش، سيحاكم قادته علي أثرها، فقلت اني علي يقين ان الجيش سيسلم السلطة، ولو أفترضنا جدلا ان السكوت عن ملفات الفساد سيكون هو مقابل تسليمه السلطة، فهذه صفقة لا بأس بها، ففوجئت بتجاهل الشطر الأول من إجابتي والتركيز علي الشطر الثاني.
دعنا هنا نحاول علاج هذا الخطأ الصحفي، ونركز معك علي الشق الأول من الإجابة، علي أي أساس بنيت يقينك ان الجيش سيسلم السلطة؟
سيسلمها لعدة أسباب، أولها انما حدث في ثورة يوليو عام 1952 لا يمكن ان يتكرر مع ثورة 25 يناير عام 2011 لأن ثورة يوليو كانت ثورة جيش التحم معه الشعب، أما ثورة 25 يناير فكانت ثورة شعب التحم معها الجيش، ثانيها ان الجيش يعلم تماما ان شعب مصر في 2011 غير شعب مصر في 1952 فهناك تاريخ مختلف ودولة تصنع من جديد، وثالث الاسباب ان الجيش علم بعواقب الإستيلاء علي السلطة، فكل قادة الجيش يتحملون نفسيا مظالم حسني مبارك، لأن الناس تقول »شوفوا العسكر لما بيحكموا بيعملوا ايه«، ورابع الأسباب ان المناخ العالمي تغير ولم يعد من المقبول عالميا فكرة الإستيلاء علي الحكم. ومع ذلك أنا لا أنكر علي العسكريين الذين يتركون الخدمة في القوات المسلحة حقهم في الترشح للإنتخابات، وسيكون صندوق الإنتخابات هو الحكم والفيصل في القضية، وان كنت أتمني ألا يحدث ذلك وأناشدهم بعدم الترشح.
لماذا هذه المناشدة؟
نفسنا يحكمنا رئيس مدني تخرج في كلية الطب أو الهندسة أو الحقوق أو التجارة.
بما أننا تحدثنا عن الفرق بين ثورة 23 يوليو عام 1952 وثورة 25 يناير عام 2011 هل أنت قلق مما سيحدث في 23 يوليو الجاري؟
وماذا سيحدث؟
هناك دعوات في الميدان ان يكون يوم ثورة ضد الجيش، كما كانت 25 يناير ثورة ضد الشرطة؟
هذا كلام فارغ، لانه لا يمكن مقارنه الجيش بالشرطة، وأقول لمن يحاول الوقيعة بين الشعب والجيش : خاب مساعاكم، فهذه العلاقة هي إحدي القيم الموجودة في الشعب المصري، ولهذه القيم حراس يحمونها ضد أي محاولات مشبوهة.
الوطني يسرق الثورة
وهل أصابع الحزب الوطني هي التي تعبث بالميدان لإحداث هذه الوقيعة، خاصة ان لك تصريح بأنهم يحاولون سرقة الثورة؟
ليست أصابع الحزب الوطني فقط، لكن رجلين وإيدين الحزب الوطني، وفلول هذا الحزب هم الخطر الحقيقي الذي يهدد الثورة.
وهؤلاء الفلول هم أصحاب المصالح من أعضاء الحزب الوطني المنتفعين من النظام، والملتفين حولهم من حرافيش الحزب المنتفعين من أعضائه، وهؤلاء الحرافيش هم من كانوا يستخدمون في تقفيل صناديق الإنتخابات وأعمال البلطجة نظير مبالغ شهرية تصرف لهم، ولأنهم بلا قيم أو مباديء فالخوف كل الخوف علي مصر من شرهم.
أفهم من ذلك أن بعض شباب التحرير قد يكونون يعملون لحساب هؤلاء؟
لا أبدا، لكن ما أقصده هو الدور الذي يلعبه البلطجية في تكدير الأمن، وأعود بك إلي ما حدث في ميدان التحرير يوم الثلاثاء حيث أمسك الشباب بثمانية بلطجية، كما أمسكوا بمجموعة كانت تجلس في إحدي المقاهي القريبة من الميدان للتخطيط لإقتحامه، وهؤلاء هم الخطر الحقيقي علي مصر. لذلك أري انه من الضروري صدور قرار سيادي، ولو لزم الأمر يكون في شكل إعلان دستوري، ولو استلزم الأمر يستفتي عليه الشعب، يمنع رموز الحزب الوطني من الوزراء السابقين وأعضاء المجمع الإنتخابي للحزب و منظري الحزب من ممارسة حقوقهم السياسية لمدة خمس سنوات، وهذا الأمر ضروري جدا لتجنيب البلاد مفاسد هؤلاء، لأن من ذاق السلطة ليس من السهولة ان يتركها.
استشعر في حماستك وانت تتحدث عن ضرورة إقصائهم، انهم كانوا ضمن الخمسة الذين أعلنت في إحدي البرامج انهم خططوا للإستيلاء علي السلطة؟
المخطط الذي أعلنت عنه كان يتعلق بيوم الجمعة 8 يوليو، لكن لم يكن ذلك هو المخطط الوحيد، لكن كان هناك مخطط آخر في 5 يوليو، وتم إحباط المخططين بواسطة الثوار. وبالفعل شعورك في محله، فرموز الحزب الوطني بالتعاون مع ضباط بالداخلية كانوا ضالعين في هذا المخطط الذي يهدف للإستيلاء علي السلطة وتشكيل مجلس رئاسي، وللأسف قاموا بتوريط بعض الشخصيات العامه منهم عمرو موسي الذي اتصلت به وابدي إنزعاجه من توريطه في هذا الأمر، واعرب في نفس الوقت عن رفضه لأي مخطط للإستيلاء علي السلطة.
لكن إذا كنت تطالب بأن يتم إقصاء هؤلاء، فماذا عن الأبواق الإعلامية التي لا تزال تتحدث باسمهم متمثلة في بعض الصحف الخاصة؟
هناك صحف خاصة يكتنف أدائها بعض الغموض وتملك أجندات خاصة، لكن في نفس الوقت هناك صحف محترمة، وأنا أقول لهذه الصحف الشعب المصري علي درجة عالية من الوعي ولا ينخدع بما تكتبون، وأذكر في هذا الإطار اني سألت شابا لماذا يشتري جريدةمن تلك الجرائد التي تملك أجندات خاصة، فرد قائلا: أنا لا أشتريها لأقتنع بما يقولون، ولكن أشتريها لأري ماذا تقول الناس " الهابله " التي تكتب بها.
لكن هؤلاء الذين سميتهم ب " الناس الهابله "يتباهون بنسبة التوزيع؟
تأثير الصحيفة لا يقاس بتوزيعها، فكم من الجرائد تشتري لأجل صفحات الرياضة والفن.
الداعية والسياسة
ألحظ في حوارك بإلمام بالحالة السياسية الراهنة، هل من المفترض ان يكون كل الدعاة مثلك لديهم خلفية سياسية؟
طبعا من المفترض ان يكون لدي الداعيه وعي سياسي، لكن عندما يتحدث الداعية في السياسة، فهو يصيب ويخطئ ولا يجب ان نحمل كلامه علي الشرع.
لكن ستكون مشكلة لو لم يكن لديه الوعي لأن الناس تثق في كلام الداعية، علي اعتبار انه عالم دين؟
هذا يعطيك مؤشرا لقيمة الدين كمقوم أساسي من مقومات الشخصية المصرية، لذلك يخطيء بعض المنظرين عندما يستبعدون جانب الدين عندما يوجهون خطابهم للشعب المصري.
معني ذلك ان الدين يمكن ان يكون له دور في الإنتخابات الرئاسية، بمعني ان التركيز علي ضعف الوازع الديني لدي بعض المرشحين قد يؤثر علي فرصهم في الفوز؟
طبعا سيكون له دور، لأن الرئيس من المفترض ان تكون الأخلاق والدين تشكلان جانبا مهما من جوانب شخصيته، يعني مثلا انا ما انفعش انتخب رئيسا متهما في قضية أخلاقية، كما لا يمكن ان انتخب رئيسا لا يصلي أو يشرب الخمر أو يلعب القمار، لكن في نفس الوقت لا يصلح ان نحكم علي الناس بالماضي، يعني مثلا لو كان بيشرب خمر في شبابه ثم تاب أو التقطت له صوره عندما كان يدرس بالخارج وهويلعب القمار ثم تاب، كل ذلك يصب في إطار الماضي الذي لا يجب ان نحاسب الناس عليه.
لكن هل نحاسبه علي سلوك أبنائه؟
مادام هذا السلوك ليس له علاقه بوظيفه ابيه، كأن يكون قدحصل علي تسهيلات ما بموجب هذه الوظيفة، فلا يحق لي ان احاسبه علي سلوك ابنه.
انا أقصد بعض المظاهر الشكلية التي تدل علي عدم التدين، يعني مثلا أحد المرشحين نشرت صوره لابنته ترتدي المايوه؟
لا يحق لي ان أحاسبه علي سلوك ابنته، فابن سيدنا نوح كان كافرا، فهل هذا ذنب سيدنا نوح، وابن سيدنا أبو بكر الصديق اسلم متأخرا، وعم الرسول صلي عليه وسلم هو ابو لهب.
عوده لحديث الدعاة في السياسة، ألا تري أن بعضهم يسيء للإسلام أكثر مما يفيده؟
هناك قاعدة فقهية تقول الحكم علي الشيء فرع من تصوره، بمعني انه ينبغي حتي أتكلم عن شيء ان يكون لدي تصور لهذا الشيء، لكن للأسف بعض الدعاة يتكلمون في السياسة دون دراية لأنهم لا يزالون يعيشون في عام 2000 قبل الميلاد، وهؤلاء صمتهم أفضل، لأن كلامهم يكون وبالا علي الحركة الإسلامية بشكل عام، وهناك من يتصيد لهم الأخطاء ليسيء للحركة الإسلامية.
مثلما تصيدوا للشيخ يعقوب محاضرة " عزوة الصناديق "؟
هذه أبسط نموذج تم إستغلاله، فهناك أمور أخري أخذت زخما أكبر، وعموما انا لم أوافق علي الطرح الذي قاله الشيخ في محاضرته، لكنه في النهاية بشر يصيب ويخطيء، وليس المطلوب ذبحه بسبب هذا الخطأ.
أعتقد أنك وفقا للطرح الذي قاله الشيخ في محاضرته، فأنت كنت عدوا للإسلام لأنك اخترت " لا " في التعديلات الدستورية؟
أنا لم أسمع أحدا قال صراحة ان من قال »لا« هو ضد الإسلام، وأنا عن نفسي كنت في البداية مؤيدا لخيار »لا« وأعلنت ذلك صراحة، ولهذا أنت تعتقد ان هذا كان خياري.
لكني في الحقيقة غيرت رأيي إلي »نعم« وأعلنت ذلك -أيضا- وجاء هذا التغيير بعد ان جلست مع أحد المتخصصين في القانون الدستوري وأحد أعضاء اللجنة التي وضعت التعديلات وعضو بالمجلس العسكري وأحد السياسيين، وهذا ليس عيبا، ويجب علي الدعاة ان ينتهجوا هذا المنهج، فعندما لا أعرف شيئا، لا يوجد حرج ان أرجع للمتخصصين.
وأحب أن أؤكد في هذا الصدد انه لا يحق لأحد ان يتكلم باسم الإسلام حتي شيخ الأزهر نفسه، فشيخ الأزهر عندما يتحدث فهو يتحدث عن الإختيار الفقهي الذي اختاره، فالحديث باسم الإسلام هو حق أصيل لخليفة المسلمين فقط.
لا زلنا مع آراء الدعاة التي تضر بالإسلاميين، وأسألك في هذا الإطار عن تصريح للشيخ حازم أبو إسماعيل يقول فيه ان علي الإخوان والسلفيين ان يتحدوا للإستئثار بالسلطة؟
لم أقرأ أو أسمع هذا الكلام من الشيخ حازم أبو إسماعيل، لكن في المجمل استطيع ان أقول لك لن يستأثر فصيل بالسلطة في هذه المرحلة التي تعيشها مصر.
الفتنة الطائفية
هذا الشأن الكبير الذي تتوقعه للتيار الديني يخيف الأقباط وتستخدمه بعض الجهات لإحداث فتنة طائفية؟
الفتنة الطائفية ليس لها وجود حقيقي في مصر، وما تشهده مصر من أحداث بين المسلمين والإقباط، هي أحداث سياسية وليست فتنة طائفية.
فالتاريخ يقول ان شعب مصر دائما وحدة واحدة، بدليل اننا لم نشهد حربا أهلية إلا مرة واحدة في عهد مينا موحد القطرين.
سؤال أخير: هل أنت متفائل؟
متفائل ومتفائل جدا، وستكون مصر دولة عظمي، لكن لا استطيع ان أقول لك »متي؟«، لأن ثورة 25 يناير ألغت عنصر الزمن من حساباتنا، فلم نكن نتخيل أن نسقط نظاما راسخا في الحكم من 30 عاما في 18 يوما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.