[email protected] من اهم بنود عقد حكم الناس.. ان يكون من حقهم الشكوي.. وان يستمع الحاكم إلي مشكلاتهم.. وان يعمل علي حلها.. وفي مصر الفرعونية ظهر ما يسمي الفلاح الفصيح.. وكان من سماته الشكوي من الظلم. ولقد ثبت ان المصري القديم هو مؤسس المدنية.. والحضارة .. ومن يراجع التاريخ يجد ذلك جليا سواء في نظام الحكم أو في تنظيم الدولة.. وظهر في مصر ما يسمي ديوان المظالم.. وعندما جاء الفتح الاسلامي جاء معه بنعمة المساواة وعدم التمييز والاستمتاع بجميع الحقوق والحريات حتي وان خالفت القواعد العامة التي كانت سارية مثل العبودية والرق.. واصبحت القاعدة »لافرق بين ابيض ولا اسود ولا عربي ولا أعجمي إلا بالتقوي«. وظهرت مقولات شهيرة »متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا«.. وهناك من الايات القرآنية والاحاديث الشريفة مايدعم ذلك. من هنا اعلي الاسلام من شأن البشر.. ووضع الجميع علي مسافة واحدة.. نفس الحقوق ونفس الواجبات.. وهو ما يجب ان يكون القاعدة الاصلية للحكم.. أو بمعني ادق هو ما يجب ان يكون اساس الحكم.. فلا تحيد عند الحكومة.. ولا يميل عنه رئيس أو وزير.. لكن المأساة التي عشناها في مصر منذ ما يزيد علي قرن من الزمان ان الشعب المطحون لا صوت له.. وان اصحاب الصوت العالي هم رجال الاعمال ورجال الجاه والسلطان.. وزد علي ذلك البلطجية والبودي جاردات الذين يلازمونهم.. واصبحنا نجد امام المسجد من الزنادقة أو الافاقين.. وتجد مسئولا بلا ضمير.. وتجد رئيسا لا هم له سوي جمع المال الحرام والتمتع بالجاه والسلطان.. وحوله جوقة من المنافقين لا يصل إلي اذنه وعينيه سوي النفاق والمناظر الجميلة الزائفة.. اما الكرب الذي يعيشه المواطن.. والغلاء الفاحش الذي يلهب ظهره.. والعشوائيات غير الآدمية.. وشرب المياه الملوثة.. والعيش وسط المجاري والبيئة القذرة فلا تصل إلي مسامع الكبير، الذي اصبح صغيرا في نظر اي مواطن شريف، وبدلا من ان ينزل الرئيس وحكومته إلي مستوي الشعب.. ويبحث مشاكله.. اتجه إلي رجال الاعمال ليفتتح مشروعاتهم ويأخذ هداياهم.. وينعم في ملذاتهم.. واصبح الشعب شهودا علي زواج ابناء الرئيس من بنات رجال الاعمال.. وطالما تزوجت السلطة من المال.. فليس للمواطن مكان! وهذا ما جري في كل ارض مصر.. الباب مفتوح لإلتهام التورتة.. في المحليات.. في الاراضي.. في الصفقات البترولية.. في الاستيراد والتصدير.. في الاذاعة والتليفزيون والصحافة في الفن في السياسة وفي السياحة.. حتي في الرياضة.. الكل يلتهم من التورتة عدا صاحبها الاصيل الشعب المصري.. وبعد ان اطمأن الجميع إلي انهم مارسوا عملية تكسير عظام للشعب.. تصوروا ان الدنيا دانت لهم.. ونسوا الله فانساهم انفسهم.. وانتقم العزيز الجبار.. علي يد شباب الثوار في 52يناير 1102.. ليتغير المشهد.. وتكتمل الملهاة بمأساة لم يتوقعها احد.. ليلقي بالزبانية في السجون.. وتبدأ المحاكمات امام القاضي الطبيعي.. بينما يرقد كبيرهم في المستشفي في اسوأ ختام لحياة انسان.. وتأتي حكومة د.عصام شرف.. لتخذل الشعب.. ويستمر الشعب المطحون يعاني من مشكلات تؤرق حياته.. لم يسمع سوي طموحات وامال لم يتحقق منها شيء.. وتستمر الشكوي فيلجأ إلي الشارع يتظاهر ويصرخ ولا مجيب.. فالحكومة دخلت المغارة.. ورئيس الوزراء علي سفر »ملحوظة هذا الأسبوع فقط سافر إلي غينيا بيساو وعاد ليقدم تقريرا للمشير طنطاوي ثم يسافر إلي الامارات والبحرين ثم العراق«.. دا رئيس الوزراء الطائر! والسؤال الان: لماذا لا ينشئ عصام شرف مكتبا محترما لاستقبال شكاوي المواطنين والرد عليها فورا.. أو تخصيص ديوان للمظالم يتقدم له المواطنون بشكاواهم وخلال مدة معينة يحصلون علي اجابات عليها.. انها عملية بسيطة ويسيرة ولا تحتاج سوي عقلية تستوعب مطالب الناس وتحترمهم وتعمل علي حلها.. وان تكون بلا وسيط حتي نمنع الاتجار بآلام الناس. في النهاية لي كلمة للاخ »م/احمد حامد عبدالصمد«: عن د.عصام شرف تعليقا علي المقال السابق.. هي انني لا اعرفه وليس بيني وبينه اي عداوة.. وكل ما هناك انني ابدي ملاحظاتي علي ادائه كرئيس للوزراء.. اما هو شخصيا فاقدره واحترم قراره قبول المنصب في وقت عصيب لمصر.. واعتقد انه يرحب بالنقد! يقول القارئ: في الحقيقة ان هذه اول مرة اقرأ مقالك، ولعل الخطأ، من عندي ولكن بعد قراءة مقالك رأيت انه من واجبي امام الله ان ارد عن دكتور عصام شرف والذي نعلم جميعا انه لا يمتلك من الوقت ان يرد علي هذا المقال واحب ان ابدأ الرد بأنني اتوقع انه لو تم عمل استفتاء علي اداء الحكومة لحصلت علي نسبة عالية جدا وذلك لانني قريب من جموع الشعب العادي واعني ما اقول وذلك للاسباب الآتية: دكتور عصام هو اول رئيس وزراء يتم اختياره من الشعب ومن الثوار الحقيقيين. محافظة الحكومة علي عدم حدوث اي نقص في متطلبات الحياة بعد ثورة شاملة كهذه الثورة وانت تعلم ماذا يحدث بعد الثورات علي مدار التاريخ حتي وان وصل الامر إلي انتظام مسابقة الدوري العام. انتظام البورصة وعدم اعلان افلاس مصر كما حدث في بولندا مثلا. عمل حد ادني للاجور مع اكبر موازنة في تاريخ مصر في ظل هذه الظروف. البدء في المشاريع القومية التي كان مجرد التفكير فيها حلم مثل مشروع زويل - النانو تكنولوجي - تطوير العشوائيات - المشروع القومي للاسكان وغيرها الكثير. حل أمن الدولة الذي عانت منه جموع الشعب المصري وبناء الشرطة التي انهارت تماما من اقسام وعربات وافراد. اما عن سفر دكتور عصام اولا دكتور عصام من ارسله سيادة المشير نائبا عنه وكان من بعض نتائج سفره الآتي: طمأنة المجتمع الدولي لمصر ونجاح الثورة. العمل علي ملف حوض النيل ورجوع العلاقات مع دول حوض النيل الذي عانينا مع انهيار العلاقات معها في العهد السابق. تواجد مصر وتونس في وسط عظماء العالم السبعة مما اعطي مزيدا من الثقل وبالتالي تدفق الاستثمارات فيما بعد. واخيرا تولت الحكومة البلاد فجأة بعد ثورة وليس من المنطقي الحكم علي وزارة في 001 يوم في بلد كبير مثل مصر به كثير من المشاكل فالموظف الصغير في شركة صغيرة يحتاج إلي 6 شهور للحكم عليه. القاريء العزيز: هذا رأيك.. لكني أصر علي رأيي!