غدا تبدأ الانتخابات الألمانية.. العالم كله يترقب النتائج.. لكننا في مصر والعالم الاسلامي نخشي من " اللهو الخفي " وهو المصطلح الذي يطلقة الكثير من المقيمين والألمان المعتدلين علي حزب "البديل من أجل ألمانيا" أو النازيين الجدد فهو يطالب باستبعاد المهاجرين لتظل الجينات الألمانية نقية والعرق الألماني واحد وإغلاق الحدود الألمانية واعتقال المهاجرين الذين يحاولون جمع الشمل مع أسرهم.. وهي سياسة مناهضة لسياسية ميركل لدينا علاقات تاريخية قوية مع ألمانيا.. ولدينا جالية مصرية كبيرة هناك.. هذه العلاقات تحولت من صداقة إلي شراكة استراتيجية في الفترة الأخيرة.. وخاصة بعد الزيارات الناجحة المتبادلة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والمستشارة الألمانية ميركل وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي اختلقها الأخوان لتعكير علاقات مصر الدولية خاصة مع أكبر دولة أوربية وأكثرها تأثيرا وتأتي أهمية الانتخابات الألمانية بالنسبة لنا وللعالم ولمنطقتنا لأن ألمانيا كانت واحدة من أكبر الدول التي استقبلت اللاجئين ورحبت بهم رغم أصوات اليمين المتطرف.. ويشارك في هذه الانتخابات خمسة أحزاب هي الاتحاد الديموقراطي المسيحي، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، واليسار، والخضر، والحزب الديمقراطي الحر، بالاضافة للهو الخفي حصلوا في استطلاعات الرأي علي 12% من الأصوات ويواصلون تقدمهم للفوز بالمركز الثالث تمهيدا لدخولهم البوندستاج الألماني (البرلمان الاتحادي) لأول مرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية هذا الفوز المحتمل للنازيين الجدد،يعني أنهم قد يصبحون أكبر قوة معارضة داخل البوندستاج في حالة إعادة تشكل الائتلاف الحاكم الحالي بقيادة المستشارة إنجيلا ميركل الذي يضم الاتحاد الديمقراطي المسيحي لألمانيا والاتحاد الاجتماعي المسيحي، ويهددون حال دخولهم البوندستاج بتشكيل لجنة للتحقيق معها بسبب سياستها المتعلقة بالهجرة التي تسببت في دخول مليون مهاجر معظمهم من المسلمين إلي ألمانيا و أزمة المهاجرين أولوية قصوي عند اللهو الخفي، فهم يعتقدون أن الألمان أصبحوا أجانب في بلادهم،ولايريدون أن يكون للإسلام مكان في ألمانيا وهم يتوقعون وصول المسلمين في أوروبا إلي 240 مليونا عام 2050 وحزب "البديل من أجل ألمانيا" لا يتجاوز عمره 4 أعوام، تأسس عام 2013 علي يد مجموعة من الأكاديميين المناهضين للهجرة،لاستقطاب أصوات الناخبين اليمينيين المتشددين وبعد فوزه بسبعة مقاعد في البرلمان الأوروبي في عام 2014.. أصبح من أكبر أعداء منطقة اليورو لتبنيه الاشتراكية القومية والإيديولوجية النازية التي تعادي الأجانب، وتحالف مع حركة (بيجيدا) العنصرية التي تأسست في درسدن بألمانيا في عام 2014 للمطالبة بطرد المسلمين من أوروبا مستغلا الاسلاموفوبيا وهي ليست المرة الأولي التي يحاول فيها النازيون الجدد العودة إلي المشهد السياسي في ألمانيا كانت المحاولة الأولي لإحياء النازية عام 1956 عبر تأسيس الاتحاد الاجتماعي الألماني، ولكنه تعرض للحل في عام 1962 مما دفع النازيين السابقين للألتفاف حول الحزب الوطني الديمقراطي الذي تأسس في عام 1964، وفي التسعينيات من القرن العشرين أعادوا محاولاتهم لإحياء النازية داخل وخارج ألمانيا، وارتبطوا بتحالفات عميقة مع اليمين الشعبوي في أوروبا وحول العالم ورغم أن القانون الألماني يجرم الرموز النازية وإنكار المحرقة والتحريض علي الكراهية ومعاداة السامية، ويعتبرها جرائم جنائية تصل عقوبتها للسجن 5 سنوات، إلا أنه لا يحظر الأحزاب النازية الجديدة تاركا هذه المهمة لتقدير المحكمة العليا وبهذا تم تشكيل حزب اللهو الخفي.. الحكومة المقبلة في برلين سيكون لها دور مصيري في تشكيل القرارات السياسية والاقتصادية والمؤسساتية في المجموعة الأوروبية.. بعد أن تم تأجيل الكثير من القرارات مثل تخفيف الديون عن اليونان وإصلاح منطقة اليورو وغير ذلك من الملفات المفتوحة، في انتظار الحكومة الجديدة في ألمانيا.. أعتقد أن نتيجة الانتخابات الألمانية ستكون بنفس أهمية نتائج الانتخابات الفرنسية، التي كادت تفوز بها مارين لوبان، اليمينية المتطرفة.. ووصلت للمراحل النهائية، لكن حسم الأمر لصالح إمانويل ماكرون.. والحمد لله أنها لم تنجح وفاز الجناح المعتدل ان شاء الله تنتهي الانتخابات الألمانية ويسقط " اللهو الخفي"