«السياحة» تفتح المتاحف مجانا أمام الزوار في اليوم العالمي للمتاحف    وزير الأوقاف يوجه الشكر للرئيس السيسي لافتتاحه مسجد السيدة زينب    يؤديها 35 ألف طالبًا وطالبة.. انتظام امتحانات نهاية العام بالوادي الجديد (صور)    رئيس الوزراء: الدولة تستهدف مشاركة القطاع الخاص بنسبة 65% السنوات المقبلة    كاميرون: يجب تنفيذ وقف مؤقت للقتال في غزة    إجلاء أكثر من أربعة آلاف شخص من منطقة خاركيف الأوكرانية    20 صورة ساحرة.. ماذا فعلت العاصفة الشمسية في الأرض؟    مصطفى محمد يخوض تحدي جديد أمام رفقة نانت أمام ليل بالدوري الفرنسي    تأهل 4 لاعبين مصريين للجولة الثالثة من بطولة العالم للإسكواش    أبو مسلم: العلاقة بين كولر وبيرسي تاو وصلت لطريق مسدود    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل سائق «التوكتوك» وسرقته بالفيوم    اختلت عجلة القيادة.. مصرع سائق في حادث بسوهاج    نقل 11 مصابا في حادث سير لمستشفى ديرب نجم    «صناعه الشيوخ» تناقش تطوير المنطقة الصناعية بعرب أبو ساعد بالجيزة    كل ما تريد معرفته عن طائفة البهرة وسلطانهم مفضل سيف الدين    أسامة كمال عن أزمة تصوير الجنازات: هل المواطن يستمتع ب مشاهدة الصراخ والبكاء؟ أين حُرمة المتوفي واللحظة؟    حكم أخذ قرض لشراء سيارة؟.. أمين الفتوى يوضح    بدء تسليم دفعة جديدة من وحدات «سكن مصر» بالقاهرة الجديدة    أسعار السلع التموينية اليوم الأحد 12-5-2024 في محافظة قنا    المالية: تبكير مواعيد صرف مرتبات يونيه للعاملين بالدولة    حارس باريس سان جيرمان يعلن الرحيل رسميًا    مشتريات عربية تقود صعود مؤشرات البورصة في مستهل تداولات الأسبوع    وزير التعليم العالي : 7 مستشفيات تابعة للجامعات الخاصة في مرحلة متقدمة من الإنشاء والتجهيز    مصر لديها أكبر عدد للواعظات فى العالم بواقع 691 واعظة .. الوعظ النسائى قصص وحكايات ترويها واعظات الأوقاف    حالة الطقس اليوم الأحد 12-5-2024 في محافظة قنا    تفاصيل مصرع ربة منزل وطفلتها في انقلاب موتوسيكل بترعة بأطفيح    جدول مواعيد القطار الأسرع في مصر والقطارات المكيفة على خط «القاهرة - أسوان»    أسعار اللحوم اليوم الأحد 12-5-2024 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    فصائل فلسطينية: قصفنا حشود الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة شرق رفح    الدفاعات الأوكرانية تدمر خمس طائرات استطلاع روسية في خيرسون وميكوليف    حظك اليوم وتوقعات الأبراج 12 مايو 2024: مشاكل ل«الثور» ومكاسب مالية ل«الحوت»    فيلم "السرب" يتربع على إيرادات شباك التذاكر خلال 12 يوم    الرئيس الأمريكي يعزي البرازيل في ضحايا الفيضانات    خريطة دينية للارتقاء بحياة المواطن التربية على حب الغير أول مبادئ إعداد الأسرة اجتماعيا "2"    توقيع بروتوكول تعاون بين محافظة القليوبية وجامعة بنها    «المالية»: تبكير مواعيد مرتبات صرف يونيه للعاملين بالدولة بمناسبة إغلاق السنة المالية وعيد الأضحى    السيطرة على حريق نشب فى عشش بمنطقة البساتين    «صحة مطروح» تطلق قافلة طبية مجانية بقرية زاوية العوامة بالضبعة.. غدًا    اليوم.. «تضامن النواب» تناقش موازنة المركز القومي للبحوث الجنائية    اليوم .. وزارة الداخلية تُعلن شروط قبول الدفعة العاشرة من معاوني الأمن (تفاصيل)    ترتيب الدوري السعودي الإلكتروني للعبة ببجي موبايل    السيسي: أهل البيت عندما بحثوا عن أمان ومكان للاستقرار كانت وجهتهم مصر (فيديو)    أخبار مصر: رد إسلام بحيري على محمد حسان وعلاء مبارك، نجاة فتاة بأعجوبة من حريق بالأميرية، قصة موقع يطارد مصرية بسبب غزة    إسلام بحيري يرد على سبب تسميه مركز "تكوين الفكر العربي" ومطالب إغلاقه    المجلس الاقتصادى والاجتماعى يواصل التحضير للقمة العربية بالانعقاد اليوم على المستوى الوزارى.. خطة الاستجابة الطارئة للعدوان على غزة تحظى بزخم كبير.. ومندوب فلسطين يكشف تفاصيلها.. واهتمام بالغ بالتحول الرقمى    رئيس جامعة حلوان يفتتح معرض "الإبداع في التصميم التنفيذي للمنشآت الخشبية الخفيفة"    الرئيس السيسى من مسجد السيدة زينب: ربنا أكرم مصر بأن تكون الأمان لآل بيت النبى    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأحد 12 مايو    موعد عيد الأضحى المبارك 1445ه: تفاصيل الإجازة وموعد وقفة عرفات 2024    مش هروحه تاني، باسم سمرة يروي قصة طريفة حدثت له بمهرجان شهير بالسويد (فيديو)    ما حكم الحج عن المتوفى إذا كان مال تركته لا يكفي؟.. دار الإفتاء تجيب    وزير الرياضة يفتتح أعمال تطوير المدينة الشبابية الدولية بالأقصر    ما التحديات والخطورة من زيادة الوزن والسمنة؟    علي الدين هلال: المصلحة الوطنية لكل دولة عربية الحفاظ على استقرار المنطقة    عمرو أديب ل إسلام بحيري: الناس تثق في كلام إبراهيم عيسى أم محمد حسان؟    الصحة تعلق على قرار أسترازينيكا بسحب لقاحاتها من مصر    ملف رياضة مصراوي.. مذكرة احتجاج الأهلي.. تصريحات مدرب الزمالك.. وفوز الأحمر المثير    يا مرحب بالعيد.. كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بدر الدين أدهم في ذمة الله
نشر في الأخبار يوم 12 - 04 - 2010

بدر الدىن أدهم فقدت دار »أخبار اليوم« واحدا من ألمع صحفييها هو بدر الدين أدهم مدير تحرير الأخبار »65 سنة«. لبي الفقيد نداء ربه صباح أمس . بعد صراع قصير مع المرض ..و قد شيعت الجنازة ، وتقام ليلة العزاء غدا »الأربعاء« بمسجد الحامدية الشاذلية.
والفقيد العزيز واحد من أهم محرري الشئون العربية في الصحافة المصرية، وتميز بالعديد من الانفرادات والخبطات الصحفية في هذا المجال بفضل كفاءته ودأبه وعلاقاته الواسعة بكبار المسئولين العرب من المحيط إلي الخليج. و»الأخبار« إذ تنعي إلي الصحافة المصرية بدر الدين أدهم، تتقدم لأسرته بخالص العزاء وتدعو الله أن يتغمده بوافر رحمته.
.. ورحل بدر الدين أدهم
صاحب الخبطات الصحفية العربية
فقدت دار أخبار اليوم أمس الزميل بدر الدين أدهم مدير تحرير الأخبار ومحررها الاول للشئون العربية.. رحل بدر بعد صراع قصير مع المرض، وترك بين زملائه واصدقائه وتلاميذه أحزانا يصعب نسيانها، كما ترك بانفراداته الصحفية خاصة في أحداث ووقائع القمم العربية بصمات لا تمحي.. تميز الفقيد بكفاءته المهنية المشهود له بها، وبعلاقات المودة التي ارتبط بها مع زملائه في دار أخبار اليوم وخارجها، وبصلاته الوطيدة مع القادة وكبار المسئولين العرب التي أمدته بالكثير من الخبطات الصحفية علي مدي سنوات طويلة.
الفقيد من مواليد مارس 4591، وتخرج في كلية الإعلام عام 7791.. بدأ مشواره الصحفي وهو طالب بالسنة الثالثة بالكلية.. وعمل في البداية محررا لشئون التعليم، ثم محررا للتحقيقات الصحفية، ثم محررا للشئون العربية، فرئيسا لقسم الشئون العربية، فنائبا لرئيس التحرير، ثم رقي مديرا للتحرير في العام الماضي.. وقد عمل بدر الدين أدهم في نهاية السبعينيات في جريدة الوحدة بأبوظبي، كما عمل بجريدة »الشرق القطرية« في مطلع التسعينيات.. وللفقيد عديد من المؤلفات عن القضايا والعلاقات العربية وشئون وشجون الأمة.
وقد فقدت جريدة »الأخبار« برحيله واحدا من أهم قياداتها من أبناء جيل السبعينيات.. رحمه الله وألهم أسرته الصبر والسلوان.
»أسرة الأخبار«
وداعا يا بدّور
غادرنا كالنسمة.. من أيام قليلة كان يملأ الدنيا ضحكا.. يأتي إلي الجريدة وهو في أصعب حالات المرض والألم، وتدهورت حالته بسرعة.. عزة نفسه وكبرياؤه وراء سرعة وفاته.. لم يرد لأسرته ان تظل في حالة قلق دائم عليه واخفي عنهم حقيقة مرضه.. ولم يفلح الطب في وقف تدهور الحالة إلي ان رحل إلي وجه ربه.. انه الزميل والصديق والصاحب بدر الدين أدهم صاحب القلب الطيب والصديق الوفي والمخلص الذي لا يتأخر عن خدمة أحد كبيرا كان أو صغيرا.. ساعد الكثيرين في الحصول علي تأشيرات الحج والعمرة ولم يكن يفاخر بذلك.. احتوي الزملاء الجدد وقدم لهم النصح وعلمهم كيف يتعاملون مع المصادر وكيف يكتبون اخبارهم وموضوعاتهم.. كان مجلسه يثير البهجة فيمن حوله.. وكنت اسعد عندما اناديه يا بدّور ونسأله دائما عن أخبار العرب.. كان جادا وقت الجد ومبهجا ومهرجا وقت اللهو.. لقد افاض الله عليه بالصبر وتحمل آلام المرض وجلس وسط أولاده وأسرته حتي لحظاته الأخيرة وظل يكتب رأيه وهو علي سرير المرض الأسبوع الماضي مقاله »لكل العرب« ومقاله رؤية عربية كان حريصا علي ان يتواصل مع القراء طوال الوقت حتي وهو في أشد حالات المرض والألم.
اللهم ارحمه وادخله فسيح جناتك والهم أهله وابناءه وزملاءه وتلاميذه واصدقاءه الصبر علي فقدانه.
محمد الهواري
الأصل الطيب.. لا ينبت إلا صالحا
فجأة.. ودون سابق انذار خطف الموت من بيننا الصديق والزميل بدرالدين أدهم.. الإنسان البشوش.. صاحب الابتسامة العريضة رغم ما كان يحمله من هموم الحياة والمرض. إنها الدنيا الغرورة.. تقبل عليك وتمنحك من حلاوتها ما لم تذقه من قبل.. ولكنها تخفي وراءها المجهول.. والناصح من يعرف الدنيا علي حقيقتها.. فلا تغرنك الحياة الدنيا.. وأحسب ان صديقي بدر أدهم من النوع الذي يعرف الدنيا.. ويقدر ألاعيبها.. ولا تغره تقلباتها بحلوها ومرها.. فبقدر ما كانت تميل عليه بجناحيها وكأنها حانية.. بقدر ما كان يقدرها في تقلبها!
وأحسب ان أصله الطيب ونبته الصالح وتدينه وقربه من الله سبحانه وتعالي يعطيه المناعة الكافية من غدر الدنيا. وأحسب ان الله سبحانه وتعالي قد اختاره وقد أدي رسالته علي خير وجه ولا نزكي علي الله أحدا.
يكفي أن تعرف صديقي القاريء العزيز أن بدرالدين أدهم قد زرع في أسرته وأبنائه ما تعلمه في حضن أمه متعها الله بالصحة والعافية من الاحترام والتقدير والوفاء.. فهذا ابنه الذي أبدي استعداده للتبرع بكبده لانقاذ أبيه.. وهذه عملة نادرة في هذا الزمن، الذي نعاني فيه من جحود الأبناء وعقوقهم لآبائهم، لكن القدر كان الأسرع ووفر علي بدر أدهم الحزن الدفين الذي بدا عليه عندما علم بأن ابنه تبرع له بكبده.. وان التحاليل الطبية أكدت تطابق فصيلة الدم والنوع والخلايا بحيث يقبل الجسم فص الكبد السليم من الابن ليحيا به الأب دون مضاعفات.. وسارت الاجراءات الطبية بسلاسة.. لكن الحالة الصحية لبدر تدخل مرحلة حرجة ويشتد الألم.. وتمر الغيبوبة في الجسد النحيل الذي يرقد في غرفة العناية المركزة.. والأبناء يبكون والزوجة المكلومة تجري يمينا ويسارا تسعي إلي من ينقذ زوجها.. وقلب الأم يصرخ من الأعماق أين بدر.. والاخوة يلتفون حول غرفة العناية المركزة متعلقين بالأمل.. لكنه سبحانه وتعالي ولحكمته التي لا يعرف سرها إلا هو اختاره إلي جواره.. ويتوقف القلب عن النبض لكن صرخات العائلة والأصدقاء والأحباء تعلو وتعلو.. رحم الله بدر أدهم وأسكنه فسيح جناته.
محمد حسن البنا
بدر.. ومقال لم يگتمل
التجارب القاسية تتوالي ولا يملك الإنسان أمامها إلا اللجوء إلي الله ليمنحه الصبر والقدرة علي التحمل.. في الساعات الأولي من الصباح دق جرس التليفون المحمول ليقول المتحدث.. البقاء لله فقدنا بدرالدين أدهم.. وصمت فمي وازدادت ضربات قلبي.
أخي الحبيب بدر »البدور« كما كان يحب أن أناديه، صاحب القلب النقي والكلمة الصادقة.. الخبير المتميز في الشئون العربية.. صديق الرؤساء الذين أودعوا لديه الكثير من الأسرار لأنهم اختبروه كيف يتعامل معها؟ ومتي؟
أخي الحبيب بدر صرعه الفيروس الكبدي الشرس الذي أخفي عنا مرضه به، وظل بمفرده يقاومه دون ان يشعر به أحد، إلا خلال الأيام القليلة الماضية.. شيء ما حدث.. ودخلت »الأخبار« في سباق مع الزمن، لسفره للخارج دون انتظار انعقاد أي لجان. وفي لقاء مع الدكتور أحمد عبدالسلام سألته عن أخي بدر.. ولم يطمئنني.. وذهب إليه أخي وزميلي أسامة عجاج مدير تحرير الأخبار في العناية المركزة ومعه أحد تلاميذ بدر.. وفي اصرار شديد طلب املاء مقاله الأسبوعي.. لكن بعد بضع كلمات دخل في غيبوبة.. ولم يكتمل المقال..
وبالأمس فقدنا إنسانا جديرا بكل الحب والاحترام لأتذكر كلماته التي كتبها عني بمناسبة قيامي بأقل الواجبات نحوه.. قال ما أجمل ان يكون بين أساتذتك وزملائك من يرفع لواء الوفاء والاعتراف بالجميل والسؤال عن العليل واذكاء روح المودة واختيار الخليل.. وشكرا لكل من زارني من زملائي وتلاميذي.. انها كلمات يبعث بها اليوم مرة أخري بعد ان انطفأ البدر فجأة وهو في قمة عطائه.
جميل چورچ
القلب الگبير
حينما يرضي الله عن انسان »يحبب فيه خلقه« كما تعودنا أن نقول.. والزميل الراحل بدرالدين أدهم أحبه كل زملائه وأصدقائه وأهالي الفيوم مسقط رأسه لأنه لم يتأخر أبدا عن مساعدتهم وكان دائما صاحب القلب الكبير الذي يتسع لكل الناس.. وتكفيه الآن وهو بين يدي الله دعوات المئات ممن يسر لهم أداء الحج والعمرة بحكم علاقته الوثيقة بالسفارة السعودية بالقاهرة وسفرائها المتعاقبين والتي نشأت من خلال تخصصه في متابعة الشئون العربية علي مدي أكثر من 03 عاما كان فيها وبحق أحد نجوم الصحافة العربية ومحل تقدير واحترام جميع الزعماء والقادة العرب الذين اقترب منهم وكان موضع ثقتهم وخاصة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والزعيم الليبي معمر القذافي والرئيس التونسي زين العابدين بن علي وملوك وأمراء دول الخليج.. وهو ما أتاح له اصدار العديد من الكتب عن العلاقات العربية وبعض الزعماء والقادة العرب.
عرفت بدرالدين أدهم منذ 73 عاما زميلا في الدراسة ثم العمل.. لا أذكر يوما أننا اختلفنا أو حتي تناقشنا بصوت عال.. لا أستطيع أن أنسي ابتسامته وهو يرحب بي كلما التقينا أو حكاياتنا المتبادلة عن مشاكل أولادنا وتطلعات جيلهم أو عزومة »البط« التي أعدتها لنا والدته بعد أسابيع من زواجه.. أو مناقشاتنا لمشاكل الصحافة وحقوق الصحفيين وعندما اشتد به المرض في الأيام الأخيرة حرص علي أن يخفي الحقيقة عن الجميع حتي لا يزداد قلقنا عليه وانشغالنا به وآثر أن يرحل في هدوء تاركا أجمل ذكري في نفوس محبيه.
رحم الله بدرالدين أدهم وألهم أسرته الصبر والسلوان.. زوجته وأولاده ووالدته التي كان شديد الارتباط بها ويؤكد في كل لحظة انه يعيش في خيرها وبرضائها عليه ومات وهي تدعو له.
شريف رياض
وداعا يا رفيق الدرب
ما كنت أتمني أن اكتب عنه فقد كان وعده لي أن يكتب عني.. فقد عرفته منذ سنوات طويلة رغم انه من جيل أتي بعدي ولكن عراقته.. أدبه.. علمه.. دماثة خلقه.. عبقريته المهنية.. كل هذه الصفات زرعت حبه في قلوب كل من عرفوه وهم كثيرون في قطاع الشئون العربية وفي كل السفارات العربية وفي جامعة الدول العربية وفي كل الصحف المصرية علي كثرتها وتنوعها.. ولم يكن أحد يتصور أن يختطفه الموت بهذه السرعة وهو في قمة عطائه.. الصديق والأخ والزميل بدر الدين أدهم.. وكان يوما كئيبا فقد تعودنا ومنذ سنوات أن نراه جالسا في مجلس التحرير كل صباح يقابل الجميع بأحضان فيها دفء المودة وصدق الإخوة.. بقلبه الأبيض في زمن تندر فيه القلوب البيضاء.. بنبل مشاعره في زمن اختفت فيه المشاعر واختفي فيه النبل.. لقد كان رحمه الله رجلا من زمن جميل يعيش في زمن أغبر.. وصديقا صدوقا في زمن تلاشت فيه الصداقة واختفي فيه الصدق يقابل الاساءة ببسمة.. ويقابل الطمع بكرم لا تحده حدود.. ويقابل التطلعات التي تحاصره بترفع وكبرياء وقناعة.. ان موت عزيز علي القلب يفجر دائما السؤال الأبدي عن حكمة الموت والحياة.. يثير دائما سؤالا لا جواب عليه هو لماذا يرحل الأخيار ويبقي الأشرار؟.. لماذا يختصر الزمن عمرا لكيان رائع كان يشيع الحب والصدق والوفاء والبر.. لماذا يطوي الثري عزيزا له في كل قلب مكان ومكانة. ان الحزن يحيطنا والدموع تغسلنا ولوعة الفراق تحرقنا و شوقنا إليه سوف يحاصر أفكارنا ووجداننا.. سوف تظل ذكراه ماثلة في كل معني جميل وفي كل لفظ جميل وفي كل سلوك نبيل.. سوف نفتقده أخا وصديقا وزميلا وبسمة دائمة العذوبة في زمن الكآبة والأسي والاحباط..
سيد حجازي
في الفجر.. غاب البدر
وترجل الفارس بدر الدين أدهم عن جواده.. ظل يركض في بلاط صاحبة الجلالة بقلمه الرشيق.. وعباراته المعبرة عن هموم وآلام أمة بأكملها.. وحين داهمه المرض رفض أن يسلم بسهولة.. ظل يكافح من خلال تقاريره الصحفية.. ومقالاته الكاشفة عن أمراض الأمة العربية..
بدر الدين أدهم كان كالنسمة الرقيقة بين زملائه.. ضحكته المجلجلة داخل صالة التحرير كانت تجمع حوله الزملاء جميعا.. حكاياته لا تنتهي عن لقاءاته وحواراته مع أقطاب وزعماء الأمة وملوكها وشيوخها.. ونوادره عن الأوضاع المقلوبة في بلاط الحكام كانت مثار مناقشات طويلة بيننا.. لم يشك بدر يوما من آلامه.. كان يخفيها عن زملائه وكان يقول: كل واحد عنده آلامه التي يحملها فلماذا أضيف إليه آلامي.. كان يكتم آلامه وراء ابتساماته التي يوزعها علي الجميع.. لم يكن يكره أحدا ولم يعرف قلبه سوي الحب لمن اتفق معه أو من اختلف حول مواقفه.. بدر كان يحتضن الزملاء الجدد.. ويعطيهم من خبرته وعلمه الغزير.. وتجاربه العديدة في بلاط صاحبة الجلالة.. كانوا يتحلقون حوله كالحواريين.. وكثير من الزملاء استفاد من علم بدر.. وانطلق بعد أن اكتسب العلم والخبرة ليكون نجما في الصحافة العربية سواء الصادرة في مصر أو في الدول العربية.
وأمس.. عند الفجر.. آثر »البدر« المغيب وهو في أوج تألقه.. مع نسمات الفجر أسلم الروح.. وترجل عن جواده.. تاركا وراءه تلاميذ عديدين.. وذكريات لن ننساها بسهولة.. فكل ركن في الأخبار يحمل للبدر جانبا من ضيائه الذي لن يغيب.. سلاما بدر إلي أن ألقاك في جنة الخلد
محمد عبدالمقصود
يا أخي الغالي » بدور « .. و داعا
سبقتني دموعي عندما وصلني الخبر الأليم .. حاولت بعجزي أن أتفوق علي لوعتي .. مكذبة الخبر تارة .. ومستسلمة لقضاء الله وقدره تارة أخري .. طافت بي الذكريات التي بدأت تحاصرني وأنا أستعيد شريط العلاقة التي جمعت بيننا .. زملاء عمل .. ورفقاء درب . لم يكن الزميل و الأخ العزيز الغالي الكاتب الصحفي الكبير بدر الدين أدهم أو " بدور " كما كنت أناديه .. فترتسم علي ملامحه إبتسامة عريضة مليئة بالحياة و الأمل .. شخصا يسمح بنسيانه لأنه من القلائل الذين أبدعوا في التناغم ما بين العمل الإجتماعي و حب الناس و روح الود و المداعبة .. و العطاء الجاد بإخلاص و تفان في بلاط صاحبة الجلالة ! .. فكانت كتاباته راقية .. فيها عمق الثقافة والمعرفة الواسعة والإطلاع علي جميع المستجدات السياسية والفكرية و خاصة في مجال الشئون العربية الذي تخصص فيه و أصبح واحدا من أبرز و ألمع الكتاب فيه .. وداعا يا بدر .. وداعا لمحبتك .. وداعا لعنفك المحبب .. و وداعا لواحد من الأصدقاء الذين نفتقدهم عندما تشتد الأزمات ويزدحم الخَطْب .. إنه الموت يا أخي .. الحقيقة التي قهر الله تعالي بها عباده .. والتي لا نملك إلا أن ننحني ونستسلم أمام عظمتها .. رغم قسوتها .!!
إيمان أنور
أگثر مما يجب
صعب جداً أن تكتب بفعل الماضي، عمن ملأ الدنيا بهجة وضحكا وحيوية.
عرفت بدر الدين أدهم منذ أول أيامي في جريدة الاخبار.. وبدا لي في ذلك الوقت منذ 72 عاما مضت، أنه يعيش في غير الزمن الصحفي الذي كان يتمناه.. كان بدر الدين أدهم اقرب في وسامته وأناقته وعفة لسانه وعلاقته الوثيقة بمصادره الي جيل محمد التابعي، وكان يتحدث عن ابناء ذلك الجيل كما لو أنه واحد منهم يتنفس معهم صحافة وسياسة واجواء.
أول مرة المس فيها بحق ولع بدر بالصحافة الذي يفوق عشقه للحياة نفسها، كان في عام 7891.. في ذلك الوقت.. اختطفت طائرة مصرية الي مالطا، وكان ضمن أفراد طاقمها زوجة بدر الدين أدهم. نسي بدر جزعه علي حبيبة عمره وابتلع مخاوفه عليها، وظل يتابع أصداء الحادث وأبعاده ويكتبها في تقارير صحفية.. وعندما عادت زوجته، اسرع اليها في المطار، ليس لمجرد الاطمئنان عليها، وانما لتروي له وقائع ايام الاختطاف، ويكتبها في قصة صحفية تنفرد بها جريدته!.. وطوال السنوات الطويلة الماضية.. شاهدت بدر الدين أدهم هنا وفي الخارج، لا يهدأ لحظة وهو يبحث في خبايا واسرار اللقاءات والقمم العربية، ولا يكل وهو ينتحي بمسئول عربي كبير في جانب، ثم يتركه الي مسئول آخر يسر له بما خفي عن الآخرين، وينسج بدر المعلومات والتفاصيل التي انفرد بها في رسائل صحفية مثيرة تتميز بها جريدته، وتجعل منه واحداً من أهم محرري الشئون العربية في الصحافة المصرية منذ عقود.
غادرنا بدر الدين أدهم وترك في القلوب وحشة.. كان طيبا أكثر مما يجب، كريما أكثر مما يجب، وديعاً أكثر مما يجب، حسن الظن أكثر مما يجب، ورحل عنا مبكراً أكثر مما يجب!
ياسر رزق
نفدت طاقة البطارية..
قالها له الطبيب بكل صراحة: لقد نفدت طاقة البطارية التي تحركك.. من الواضح انك عشت حياتك في حالة حركة دائمة ولم تكن تعطي لنفسك ولا لأعضاء جسمك فرصة لالتقاط الأنفاس واكتساب شحنة جديدة تساعدها علي تحمل ما تفرضه عليها من جهد وحركة فوق الطاقة.. هكذا كان المرحوم العزيز الأستاذ بدرالدين أدهم مدير تحرير الأخبار الذي رحل عن دنيانا في ساعة مبكرة من صباح أمس.. هكذا كان يؤدي عمله.. وهكذا كان في حياته الأسرية.. هكذا كان في محيط علاقاته الإنسانية.. طاقة حركة مستمرة لا تتوقف عن العمل في كل الاتجاهات.. لم يكن يتواني لحظة عن أداء خدمة لمن يطلبها منه.. كان دائما في طليعة المتعاونين.. تعاون باخلاص دون غرض أو مصلحة.. تعاون فيه ايثار للآخرين عن نفسه دون أن يشعر انه يخسر شيئا مادام ما يعطيه يصب في مصلحة زميل أو قريب أو حتي غريب.
يصدق في المرحوم الحبيب بدر قول القائل: »لكل انسان نصيب من اسمه«.. فقد كانت طلعته كالبدر.. وجهه مشرق منير لا تفارقه الضحكة المجلجلة أو الابتسامة الرقيقة علي أقل تقدير.. لم يعرف التشاؤم يوما طريقا إلي حياته لأنه كان مؤمنا تمام الايمان بقدر الله وان ما هو مكتوب له سوف يأتيه لا محالة ، حتي في أشد لحظات المرض، لم يتسرب اليأس إلي نفسه ولو لحظة، وكان يبث فيمن حوله الشعور بأنها أزمة ولابد ان تمر مثل أي أزمة واجهته في حياته، إلي درجة انه نسي نفسه ومرضه في آخر زيارة التقيته فيها أنا وزميلي العمر الأستاذ شريف رياض والأستاذ أسامة شلش وبدأ يوجه لنا النصح »خدوا بالكم من صحتكم.. من الواضح إننا كبرنا«.. وقلت له: »ماتقلقش علينا يابدور وخد بالك انت من صحتك«.. ابتسم وقال: »ربنا يقدم اللي فيه الخير«.. وكان هذا هو اللقاء الأخير.
رحم الله العزيز بدر أدهم بما قدم من خدمات مخلصة للغريب قبل القريب.
رضا محمود
غاب البدر
رحل عنا صديق عمري وأخي ذو الابتسامة البريئة الذي كلما قابلته شعرت معه بدفء الحياة وانها مازالت تنبض بالأمل رغم كل شيء.. كان بدرالدين أدهم الإنسان كلما قابل أي انسان يطلب منه خدمة لأول مرة يشعره أولا بأنه يعرفه منذ زمن وان بينهما عيش وملح ويقوم بواجب الضيافة بكرمه المعتاد مع الجميع حتي يستشعر الضيف أنه في ضيافة أب يقدم الحنان قبل اسداء الخدمة.
كان بدرالدين أدهم صاحب طلة بريئة جميلة وبشاشة في الوجه يملؤها الحب تجاه من يقابله حتي في الطرقات.. كان سباقا في أداء الواجب نحو أصدقائه وزملائه كان دائم السؤال عن أحوال أولادهم للاطمئنان عليهم.. كان خفيف الظل بقفشات تتسم باللغة العربية الفصحي. كان يقوم بأداء الخدمة بنفسه ويلح علي المسئولين لتحقيقها. وأذكر له موقفا رائعا مع زوجتي من خلال مواقفه الرائدة مع الآخرين حيث كان يسعي لاستخراج تأشيرة حج لها وحالت الظروف دون تحقيق ذلك أكثر من مرة ولكن بدرالدين أدهم رجل المواقف الإنسانية بذل كل ما في جهده لاقناع المسئولين باستخراجها وكم جاءت فرحة زوجتي عندما أخبرها بأن التأشيرة اعتمدت وما كان منها إلا أن أرسلت دعاء له عبر رسالة بالموبايل فبكي منه صديقي العزيز.. لقد كان رفيقا شفافا يبكي من الفرح والحزن معا.. والآن نودعك يا أخي وصديقي وندعو لك أن يرحمك الله ويدخلك فسيح جناته جزاء ما صنعت من أجل الناس بروح الاخوة والحب والاخلاص وان كان غاب البدر عن دنيانا فبدر حبنا له سيظل في قلوبنا ما حيينا.
أحمد شلبي
.. وسقط مقاتل آخر..
عرفت الزميل المرحوم بدرالدين أدهم بعد أن استأنفت عملي في »الأخبار« وعدت من مملكة البحرين سنة 4891.. وكان بدر أدهم من بين الزملاء المساعدين في الاشراف علي الجريدة حتي مثولها للطبعة الثانية والثالثة.. وكان يتميز بالروح الخفيفة والنكتة السريعة والابتسامة من القلب وكان يضفي علي السهرة جوا من المرح والسعادة حتي تنتهي بسلامة الله مع خيوط الفجر الأولي لنعود إلي بيوتنا مع باعة اللبن، كما كان يحب أن يقول.
تولي مسئولية قسم الشئون العربية وكان متابعا جيدا للنشاط الدبلوماسي والعربي في الجامعة العربية، ومتفهما لكل صعوبات العمل به مما قاده إلي النجاح في عمله رغم انه يسير في طريق الأشواك.
رحم الله بدرالدين أدهم.. الصديق والزميل الذي سقط شهيدا في ميدان الصحافة ونشر الكلمة الصادقة قبل ان يكتمل حلمه وأمله ويبلغ من العمر أرذله..
مات شابا.. وسيعيش شابا في قلوبنا وعقولنا.. يرحمه الله رحمة واسعة.
فوزي شعبان
اللقاء الأخير
تحاشيت كثيرا أن أرثي زملاء وأساتذة لي، انتقلوا إلي رحمة الله، علي قاعدة انه مطلوب من المسلم »أن يذكر محاسن أحيائه« ولا يقتصر فقط علي أمواته، وواجب علينا أن نقول لأصدقائنا وزملائنا.. أننا نحبهم في الله، في حياتهم. وليس بعد مماتهم هذه المرة، عندما سمعت بخبر وفاة الأخ والصديق بدر الدين أدهم، لم أجد أي رغبة في مقاومة ما التزمت به طوال حياتي، فالحدث جلل، والمصيبة فادحة خاصة مع عشرة العمر الطويلة التي جمعتنا معا، في تخصص واحد، وفي مؤسسة واحدة، عندما كنت في مجلة آخر ساعة وفي صحيفة واحدة عندما انتقلت للأخبار، أتاح لنا ذلك تغطية مهام صحفية عديدة، بعد عودته من الخليج، في نهاية الثمانينيات، وعمله في الشئون العربية في العديد من المناسبات والدول، اشتركنا معا كفريق عمل واحد، شهد له كل الزملاء في الصحف الأخري، عندما كنا في مثل هذه الأيام من العام الماضي في قمة الدوحة، وافتقدته في قمة سرت الأخيرة، عندما حالت ظروفه الصحية عن المشاركة في مرضه الأخير، كثيرا ما قلت له عندما طالت غيبته وبحب، أشهد الله عليه »لا أجد من أناكفه«. وكان آخر لقاء لي به يوم الخميس الماضي، عندما تحايلت كثيرا للدخول عليه في غرفة العناية المركزة في موعد غير المخصص للزيارة لو أدركت انه اللقاء الأخير لما استجبت لالحاح الممرضة، التي كانت تطالبنا بانهاء الزيارة والتي لم تستمر سوي ربع الساعة. وهو يحثني علي البقاء ويقول لها »اتركينا معا قليلا«، اختلفنا أحيانا في العمل، ولكنا لم نفقد أبدا احترامنا وتقديرنا المتبادل لبعضنا، مع يقيني بأنني أتعامل مع صاحب أطيب قلب، ضحكته الصاخبة كفيلة بانهاء أي أزمة عمل، جلست أمامه في المستشفي، وأنا أدعو له بالشفاء والعودة سريعا لأهله وبيته وعمله، وهو لا ينسي أبدا، الصحفي بداخله حتي النخاع، حتي في تلك الظروف الصعبة فراح يسألني، من المسئول عن الأخبار اليوم من الزملاء مديري التحرير ابتسمت وقلت له »اهتم بصحتك« ويقول »اشتقت للعودة للعمل«، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته الصبر والسلوان.
أسامة عجاج
ورحل »بدر« الأخبار
عند وصولي صباح امس الي المبني الصحفي لمؤسسة أخبار اليوم فوجئت برجال الاستقبال والأمن في حالة وجوم والحزن يعلو وجوههم.. توقعت أن تكون هناك مشكلة أو حادث كبير.. ولكنني عندما شاهدت هذه اللافتة »اللعينة« في مدخل المؤسسة التي تعلن لنا بين الحين والاخر عن فقد زميل عزيز أو رحيل زميلة محبوبة عرفت سبب الوجوم والحزن فقد كانت اللافتة تعلن هذا الصباح عن رحيل »بدر« جريدة الأخبار الزميل العزيز بدر الدين أدهم مدير التحرير والمشرف علي الشئون العربية بالجريدة.
وحتي وصولي الي مكتبي كان الحزن يخيم علي الجميع والدموع تترقرق في عيونهم.. في المصعد.. وفي الطرقات والمكاتب.. وخلال اجتماع مجلس تحرير جريدة الأخبار كان الموضوع الأول هو نعي بدر الدين أدهم.. وانهمرت الدموع من عيني الاستاذ جميل جورج رئيس المجلس وهو يعلن الخبر الحزين لرحيل زميل عمره وسط مشاعر الألم والحزن وتبادلنا جميعا كلمات العزاء.. فلم يكن بدر الدين أدهم رحمه الله زميلا عاديا ولكنه كان يجمع بين دماثة الخلق وأناقة التعامل والتصرفات فهو لا ينادي زميلا الا ويسبق اسمه كلمة استاذ ويتعامل مع الزميلات وبعد اسم كل واحدة لقب هانم.. وكان رحمه الله محبا لعمله الي أقصي حد.. عاشقا لمهنة البحث عن المتاعب.. متفانيا في تقديم الخدمات لزملائه.
خالص العزاء لاسرة الزميل الفقيد ودعاء الجميع له بالرحمة والمغفرة وأن يلهم أصدقاءه وزملاءه الصبر والسلوان.
فاتن عبدالرازق
أخلاق بدر
إذا رأيته لابد أن تحبه في الله، فاسمه بدر ووجهه مضيئ كالبدر، كان لا يتردد أن يقدم لك أي خدمة، ويلبي لك أي طلب سواء كان يعرفك أو لا، لا يهمه اسمك ولا وظيفتك كل ما يبغيه أن يخدمك لوجه الله من كل قلبه، الابتسامة لاتفارق وجهه، لم يؤذ أحدا، ولم يضمر ضغينة ضد أحد، ولم يخاصم أحدا، ولم يغتب أحدا. فأخلاقه الحميدة كانت تسبقه.
كان يبادر بدر الدين أدهم كل عام بالسعي للحصول علي تأشيرات حج من السفارة السعودية للعاملين بالمؤسسة صحفيين واداريين وعمالا واقاربهم من الدرجة الأولي، مستغلا علاقته الطيبة والجيدة مع كل السفراء السعوديين الذين خدموا في مصر، والتي لا تقل عن علاقته بكل السفراء العرب، وفي عام 2002 طلبت منه تأشيرة لي ولأمي، وضم كشف طلب التأشيرات هذا العام 06 اسما ولان الرقم كبير وكنا نخشي أن ترفضه السفارة طلبنا منه استبعاد اسماء الزملاء الذين حجوا من قبل، ولكنه رفض بحسم ورد قائلا: أنا لا اتحمل وزر شطب اسم وامنع عنه خيرا.. فما كان لشخص سيأتيه، وعلينا ان نسعي.. وصدق بدر.. ووافقت السفارة ومنحت الجميع التأشيرة وسافرنا، وأدينا المناسك، ودعونا جميعا- لبدر- رجالا وشيوخا وشبابا ونساء، وكل عام كان يحظي بدعاء من ساهم في سفرهم لاداء العمرة أو الحج.
رحم الله بدرا.. وجعل دعاءنا واعماله الطيبة في ميزان حسناته.. آمين.
محمد عبدالحافظ
بدر البدور.. أريد تأشيرة حج
معذرة يا صديقي بدر.. عندما رأيتك بعد الوعكة الصحية الأخيرة اخذتك بالأحضان واعتذرت لك لعدم قيامي بزيارتك والاكتفاء بالتليفون.. رأيتك شاحب الوجه.. بكيت في نفسي.. ثم عادت إليك الأزمة مرة أخري فذهبت إلي المستشفي للاطمئنان ولكنهم منعوني من الزيارة.. فجلست أنا والأصدقاء: علاء عبدالوهاب وأحمد شلبي مع رفيقة حياتك وأولادك.. ندعو عسي الله أن يتقبل منا.. ولكن في النهاية هذا قدره ولا معقب علي ذلك... صديقي بدور.. من يساعدنا علي استخراج تأشيرة الحج والعمرة التي كنت تسعي لاستخراجها لكل من طلب منك وتساعده علي أداء الفريضة.. أنا من الذين كان لهم شرف الحج بمساعدتك .. دعوت لك.. وسأدعو لك باستمرار.. وكل الأهل والاصدقاء يدعون وسيدعون لك.. لأنك حقا كنت ومازلت وستزال بدر البدور.
محيي الدين عبدالغفار
وداعا.. بدر الأخ والصديق
التقيت به.. فكان نعم الأخ والصديق.. وفي مشوارنا في بلاط صاحبة الجلالة كانت الصداقة والمحبة بلا حدود، كان بدر رحمه الله يتمتع بروح شبابية ودماثة في الخلق.. أخلاقا حميدة تمشي علي الأرض واشهد الله انني لم أر اجماعا علي أخلاق أحد كما رأيت في شأن بدر.. فلقد كان عف اللسان نقي القلب تدهش من تواضعه.
عندما علمت بنبأ وفاته من زميلي حسن محمد بالسويتش في السابعة صباح أمس هممت بكتابة هذه الكلمات.. لم أعرف كيف أصف بدر.. لأن فضائله أكبر من ان أصفها وبحور الكلمات والمفردات لا توفيه حقه.. فلقد رحل بدر عن دنيانا ولكن تبقي ذكراه رمزا للمخلصين سيظل بدر في قلوب من تعاملوا معه وعرفوه وقرأوا له.. وداعا صديق العمر.. وداعا أيها الأخ والحبيب.. إلي جنة الخلد.
عيسي مرشد
إلي جنة الخلد يا أبا الأمير..
.. وترجل فارس آخر من فرسان الصحافة والبحث عن المتاعب.. انه أخي وزميلي وصديقي الكاتب والصحفي بدرالدين أدهم.. لقد أحب الصحافة، وعشقها، وأعطاها الكثير والكثير من فكره وجهده ووقته.. واذا كان الرجال يقيمون بمواقفهم، فقد كان بدرالدين أدهم رجل مواقف.. كان يرحمه الله صادقا وواضحا وموضوعيا مع نفسه ومع غيره. زاملته لسنوات طويلة، ووقف معي أكثر من مرة.
واذا كان بدرالدين أدهم قد وصل إلي خط النهاية.. النهاية الطبيعية الحتمية لكل البشر، وشاءت إرادة الله سبحانه وتعالي أن يتركنا وأن يغيب عنا بجسمه.. فستظل اشراقة وجهه الصبوح ماثلة أمام أعيننا، وستظل ذكراه الطيبة الفواحة تلقي بشذاها..
فإلي جنة الخلد يا أبا الأمير، وليرحمك الله ويجعل الجنة مثواك، وليلهمنا الله سبحانه وتعالي ويلهم أهلك وذويك الصبر.
مازن محمود الشوا
اسم علي مسمي
ضحكته كانت تملأ الدنيا.. ابتسامته العريضة كانت تجلب البهجة والسرور علي المجلس الذي يتحدث فيه.. ورغم هموم الحياة ومشاكلها فقد كان يضحك تفاديا للبكاء»!«.. انه الزميل والعزيز الراحل بدرالدين أدهم مدير تحرير الأخبار الذي افتقدناه أمس.. الذي انتقل من بين صفوفنا ومن قلوبنا إلي عالم الحق.
لم نكن نتخيل أنه رغم آلامه وأوجاعه قد جاء ليودعنا قبيل رحيله بأيام.. كانت ايحاءاته وإيماءاته ودلالات تعبيراته توحي بأنه يودع الأصدقاء والزملاء في أخبار اليوم.
بدر.. كنت اسما علي مسمي.. رحمك الله وأسكنك فسيح جناته ولنا ولأسرتك الصبر والسلوان.
كرم سنارة
بدر البدور
إنا لله.. وإنا إليه راجعون
رحل بدر الأخبار.. رحل بدر البدور
فقدنا الزميل والاستاذ والأخ الكبير بدر الدين أدهم في ذمة الله. رحل.. وتبقي ابتسامته الصافية.. وذكريات لا تنسي مع قلب طيب كبير. لطالما جمعتنا الأيام والسنين في صالة تحرير الأخبار.. كرم وخفة دم وجدعنة.
اللهم تغمد فقيدنا الغالي برحمتك.. وادخله فسيح جناتك.
خالد ميري
رحلة جديدة!
لم يكن الصباح جيدا!
كنت أجلس مع د. حسن يونس وزير الكهرباء الذي بادرني بتقديم العزاء.. وسألته في من؟ وأجابني في الأستاذ بدر أدهم!.. جاء الخبر كالصاعقة، فالموت حق ولكنه ثقيل علي الحي والميت، ويزداد ثقلا اذا كان من فارقك قريبا إلي قلبك وقريبا من قلوب كل الناس وهكذا كان صديقنا الراحل الأستاذ بدرالدين أدهم.. وهكذا كان كل أفراد أسرته الذين اقتربت كثيرا من بعض أفرادها وكانوا صورة طبق الأصل من النقاء والحب الذي عليه الفقيد.. لا أملك سوي الدعاء له ولنفسي ولكل الناس بأن يحسن الله خواتيمنا ويغفر له ولنا.. وأنتم السابقون ونحن اللاحقون يا أستاذ بدر وأعانك الله علي الرحلة الجديدة وسهلها لك، بقدر ما كنت جميلا طيبا كريما خلوقا في رحلتك القديمة علي الأرض!
عصام السباعي
مثالا للتسامح
كان الأستاذ بدر شعلة من النشاط والحركة دائم المحاورة والنصح لكل من يتعامل معه.. خدماته متاحة لمن يعرفه ومن لا يعرفه أنعم الله عليه بالخلق الكريم والقلب النقي واللسان العف.. كان مثالا للتسامح والصفح حتي حينما داهمه المرض فجأة ظل يتمسك بنفس الروح ولكنه لم يصمد كثيرا أمام قسوة الألم ورحل في هدوء كما عاش دائما.. خالص دعائنا إلي المولي عز وجل أن يجعل طيب خصاله في ميزان حسناته رحمة وغفرانا.
خالد حجاج
لكل إنسان نصيب من اسمه
كان الاستاذ بدر الدين أدهم يقول لنا دائما ان لكل إنسان نصيبا من اسمه.. وكان له بالفعل نصيب كبير من اسمه.. كان وجهه بدرا دائم الابتسامة يعشق الفكاهة والضحك حتي في أصعب الظروف. وكان حضوره قويا في جميع اجتماعات مجلس التحرير.. يناقش وينتقد ويشاغب بأسلوب محبب للجميع. حتي في أيام مرضه الأخيرة لم يتخل عن ابتسامته ومشاغباته وقفشاته الساخرة. لم نعرف بخطورة مرضه الا حينما فوجئنا به يفقد جزءا كبيرا من وزنه. ورغم كل شيء ظل بنينا حتي أيامه الأخيرة يعمل بقدر ما يستطيع ويحاول ان يخفي عن الجميع آلامه ومعاناته.. وخلال أيام قليلة هزمه المرض ليودع الحياه ويودع زملاءه بابتسامته التي ظلت تلازمه في أشد الظروف.. والتي سنظل نذكره بها دائما.. اللهم ارحمه رحمة واسعة وألهم أهله وزملاءه الصبر.
غادة زين العابدين
الأخ الأگبر
»أبوأمير«.. هكذا كنت أنادي الصديق العزيز والأخ الأكبر المرحوم الأستاذ بدر الدين أدهم.. سنوات عديدة ترافقنا بها في قاعات ومكاتب وعلي سلالم دار أخبار اليوم.. وخارجها.. لم يشعرني يوما بفارق السن أو الخبرة.. كنا نجلس لنتحدث ساعات.. وساعات في كل شيء.. أو نذهب لزيارة زميل مريض أو تقديم واجب العزاء.. أو تهنئة شاب أوشابة من الصحفيين لأي مناسبة.. فلم يتأخر يوما عن أحد صغيرا كان أم كبيرا.
المرحوم بدر الدين أدهم كان صاحب قلب أبيض.. قلب طفل لا يعرف الكراهية أو الحقد.. كان يقتسم اللقمة مع الاخرين.. بل يعطيهم الأولوية عن نفسه.. كان يفرح بأي موضوع يكتبه أو مؤلف بقلمه كأن مولودا جديدا رزقه الله به.. لم يتأخر يوما علي أن يمد يد المساعدة لأحد وينهي أي طلب له حتي لو كان علي حساب نفسه.. رحمك الله يا أخي الكبير.
طاهر قابيل
صديق العمر بدر أدهم.. إلي لقاء
غيب الموت عنا، زميلي وصديق العمر بدر الدين أدهم مدير تحرير الأخبار، والتي امتدت علاقاتنا الأخوية نحو 38 عاما، من التواصل الإنساني والمهني، كان خلالها زميلا ودودا محبا لزملائه ولعمله غيورا علي مهنة الصحافة، صادقا معها، حقق خلالها العديد من الخبطات الصحفية والتي أهلته لنيل العديد من الجوائز الصحفية.. التقينا في صيف عام 1973م، في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، تنافسنا معا في انتخابات اتحاد الطلاب، ثم جاء تجنيدنا معا، والتقينا في دار أخبار اليوم، لنجدد صداقة الجامعة والجيش، وفي صحيفة الأخبار تزاملنا في التحقيقات الصحفية، سافر إلي أبوظبي للعمل هناك، وفي إحدي مهماتي الصحفية في أبوظبي، التقينا صدفة في مدخل أحد الفنادق، وأمضينا ليلتنا بالفندق ثم أصر أن يلازمني خلال مهمتي إلي أن انتهي موعد المهمة.. عدنا إلي الأخبار عام 1987م، وتواصلت علاقاتنا وحتي وافته المنية.
وخلال هذه السنوات، اختلفنا كثيرا في أمور العمل، واتفقنا كثيرا، وكثيرا ما حدث شد وجذب، وكنا سريعا ما نعود إلي صداقتنا.
رحم الله زميلنا وصديقنا الطموح الراحل بدر الدين أدهم، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته وأهله الصبر والسلوان.
فوزي مخيمر
الإنسان.. بدرالدين أدهم
ملأ الدنيا نشاطا وهمة وحيوية.. حظي بحب واحترام الجميع.. كان يطل علينا صباح كل يوم اطلالة البدر.. الابتسامة لا تفارق وجهه.. يشع المرح والسعادة في أي مكان يتواجد فيه.. يمزح مع هذا ويداعب هذا وتحول مكتبه بالطابق الثامن بالأخبار إلي دوار العمدة.. يأخذ بيد الصغير ويحترم الكبير.. لم يختلف اثنان علي انه انسان بكل معاني الكلمة.. طيب القلب.. عف اللسان.. قاموسه لا يعرف كلمة »الأذي«.. كان دائما وأبدا في حالة سلام اجتماعي مع نفسه ومع الآخرين يتحلي بأخلاق الفرسان ونبل وشهامة أبناء البلد انه الأستاذ والصديق والزميل بدرالدين أدهم.
فجأة منذ أيام قليلة وبدون سابق انذار داهمه المرض وخلال أيام معدودات ساءت الأمور ورفضت أعضاؤه الحيوية المقاومة وكأنه اختار لقاء ربه.. استكان الجسد واستعد للرحيل الذي جاء سريعا.
منذ يومين توجهت لزيارته بالمستشفي وفوجئت بلافتة كبيرة الحجم علي باب غرفة العناية المركزة تقول »ممنوع الزيارة حسب أوامر الطبيب«.. قررت ومعي الزميل العزيز محمد لطفي الكاتب الصحفي بأخبار اليوم الانصراف والاكتفاء بالدعاء له بالشفاء.
لكن شريكة حياته السيدة ميرفت ونجله النقيب كريم طلبا منا الانتظار لابلاغه وقالت حرمه انه أخبرها انه يحب زيارة زملائه دون ان يعلم أحد انه كان يريد وداع الجميع وكأنه كان يقرأ الغيب.
وبالفعل طلب دخولنا.. صافحني بابتسامة رقيقة وقال لي ياجمال أنا خليت كريم يقدم طلب للوزير الانسان حبيب العادلي لنقله من مديرية أمن الفيوم إلي الجيزة حتي يكون قريبا من والدته لأن شقيقه في مديرية أمن الفيوم أيضا ووالدتهما الآن بمفردها.. ياريت تتابع الطلب مع شئون الضباط.. خرجت من حجرة الرعاية المركزة والدموع تغلبني وقلت »ياسبحان الله روحه في ولديه كريم وأمير وأسرته حتي الرمق الأخير«.. هنا شعرت انها النهاية وبعد ساعات جاءنا النبأ الأليم.. رحمة الله عليك يا أستاذ بدر وإنا والله لفراقك لمحزونون وكلي ثقة ان الوزير الانسان حبيب العادلي سوف يستجيب لرغبتك ولتهنأ بالجنة إن شاء الله ونم قرير العين وإنا لله وإنا إليه راجعون.
جمال حسين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.