مئات من الليبين يحتفلون بالسيطرة على مدينة بنغازى فقد نظام الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي سيطرته علي المزيد من الأراضي شرق ليبيا وغربها مع مواصلة المحتجين تعزيز مكاسبهم علي الأرض. ففي غرب البلاد أشارت مقاطع فيديو بثت علي شبكة الإنترنت وشهود عيان إلي أن مدينة زوارة الليبية التي تبعد 120 كلم غرب العاصمة الليبية طرابلس، خلت من "الشرطة والعسكريين"، وأن "الشعب يسيطر علي المدينة". كما وقعت أمس اشتباكات عنيفة قرب مطار مصراتة غرب البلاد بين قوات موالية للقذافي ومحتجين يسيطرون علي المنطقة. وفي محاولة للقذافي لتعزيز سيطرته علي طرابلس والجزء الغربي من البلاد بعدما تمكن المحتجون من بسط سيطرتهم علي شرق البلاد، طوقت قوات موالية للزعيم الليبي العاصمة كما انتشرت الدبابات في ضواحي المدينة. وتحدثت أنباء عن تمركز جديد لدبابات يعتقد أنها تابعة لكتيبة خميس نجل القذافي بين طرابلس وتاجوراء لمنع وصول المحتجين. وتبدو معظم شوارع مدينة طرابلس مهجورة لا يتجول فيها إلا مسلحون موالون للقذافي. ورغم التهديدات التي أطلقها القذافي في خطابه الأخير، يقول ناشطو المعارضة إنهم يخططون لتنظيم مظاهرة احتجاجية في طرابلس اليوم. وفي شرق ليبيا قالت بعض الوحدات العسكرية المنشقة عن النظام إنها وحدت قيادتها دعما للحركة المناوئة للحكومة. وكان متظاهرون ليبيون قد خرجوا في وقت سابق إلي شوارع مدينتي بنغازي وطبرق وهم يطلقون أبواق سياراتهم ويلوحون بالأعلام الليبية القديمة ويطلقون الألعاب النارية فيما وصفه صحفيون بحفلات شعبية كبيرة. جاء ذلك في وقت أنكر فيه سيف الإسلام نجل القذافي سقوط مئات القتلي أو أن يكون هناك استهداف للمناطق المأهولة بالسكان. واتهم دولاً عربية لم يسمها بالتآمر ضد ليبيا، قائلاً إن "التآمر ليس من الليبيين، التآمر قادم من إخوانكم العرب الذين سلطوا عليكم إذاعاتهم والكلام المسموم والإشاعات الكاذبة". واعتبر سيف الإسلام، خلال حديث بثه التلفزيون الليبي أمس أن "هذه معركة إعلام، وقد ضحكوا علي الليبيين بالإعلام والأخبار الكاذبة بدليل التآمر الآن علي الإذاعة الليبية". في غضون ذلك، ذكرت جماعات معارضة في ليبيا إن ضباطاً من كتيبة خميس نجل القذافي قتلوا 135 جندياً رفضوا إطلاق النار علي المتظاهرين نقلاً عن تقرير لقناة "العربية" الفضائية. وأكد آكلي شكا رئيس جمعية "تيفنا" للطوارق في بريطانيا، في اتصال مع "العربية"، أن كتائب خميس وسيف التابعة للزعيم معمر القذافي قامت بإعدام أكثر من 50 جندياً خلال الساعات الأخيرة في الجبل الغربي بعد رفضهم إطلاق النار علي المتظاهرين. من جانبها دعت اللجنة الشعبية العامة للأمن العام في ليبيا المتظاهرين إلي إلقاء السلاح وتعهدت بجوائز مالية كبيرة لكل من يدلي بمعلومات عن زعماء الانتفاضة الشعبية. من جهته، قال الساعدي القذافي، نجل العقيد معمر القذافي إن والده سيقوم بدور رئيسي في أي نظام يتشكل في ليبيا، لكن هناك حاجة لدماء جديدة لتولي السيطرة المباشرة والقيام بالإصلاحات. وأضاف الساعدي أن ما يصل إلي 85 في المائة من مدن ليبيا هادئ وآمن جدا. في غضون ذلك، تحدث أطباء فرنسيون في مدينة أجدابيا الواقعة علي بعد 160 كيلومتراً جنوب غرب بنغازي عن سقوط ألفي قتيل في المدينة، بينما أعلن الاتحاد الدولي لرابطات حقوق الإنسان أن أعمال العنف في ليبيا أسفرت عن سقوط 640 قتيلا علي الأقل بينهم 275 في طرابلس و230 في بنغازي. من جانبه، أعرب السفير الليبي السابق في كندا إيهاب المسماري عن تخوفه من لجوء نظام القذافي لاستخدام أسلحة غير تقليدية لقمع المتظاهرين.
