نزلنا خمس درجات علي سلم خشبي لنصل الي حرم المسجد، فوجئنا بأن المصلين خصصوا قطاعا صغيرا منه لإقامة الشعائر، وقاموا بتظليله بالبلاستيك لتجنب أمطار الشتاء وحر الصيف، وأحاطوا هذا القطاع بحوائط مصنوعة من الكراتين القديمة وفرشوا الأرض بما تبقي من سجاد الجامع العتيق. انتقلنا لتفقد باقي اجزاء المسجد المترامي الأبعاد لنجد المياه تنحر في أعمدته وحوائطه بالرطوبة وتصيبها عدد من «السقلات» والادوات المستخدمة في عملية الترميم واكد احد المصلين «عم عصام» من سكان المنطقة، هذا هو حال الجامع.. ولا احد يعمل هنا في احد الأركان توجد استكملنا جولتنا داخل المسجد لنجد مساحة كبيرة من الارض تحولت الي بركة مياه راكدة وعندما سألنا احد حراس الأمن من أسباب تراكمها رد بأن سببها هو المياه الجوفية التي تخرج من الارض وتؤدي الي تآكل الاعمدة والحوائط روي لنا السيد توفيق 45 سنة واحد سكان المنطقة الكثيرة من مظاهره الفوضي والاهمال التي يتعرض لها محيط المسجد من الخارج وبشكل خاص يوم الجمعة.. فيستغل الباعة الجائلون محيط المسجد في عرض بضائعهم ويقومون بربط الحمير بسياج السور بخلاف انتشار القمامة والمخلفات.. ويشير السيد الي ان اعمال النظافة ينجحون في ازالة آثار جميع التعديات الا ان الامر يتكرر بشكل دائم دون وجود حل نهائي لهذه الكارثة.. تمر السنوات وتبقي المعاناة هي سيدة الموقف، وبعد أن تمكن الظاهر بيبرس من هزيمة التتار ليحمي مصر والمنطقة كلها من خطرهم فإن مسجده أعلن استسلامه ورفع الراية البيضاء أمام الإهمال الذي قهره!