فجأة طفت »ريم ماجد« علي السطح.. ودخلت قائمة نجوم الإعلاميين من مذيعين ومذيعات برامج »التوك شو« اليومية.. وهو ما جعل البعض يطلقون عليها »المذيعة الفجأة«! سألتها: لماذا أنت فجأة؟ بالعكس لست فجأة وإنما أنا رويداً.. رويداً.. لأنني قضيت 21 عاماً كاملة في قناة النايل تي في كمذيعة للنشرة الإخبارية باللغة الفرنسية.. ومنذ تخرجت في كلية الإعلام عام 5991 وأنا أمتهن هذه المهنة.. لكن الحياة اختلفت بعد أن انتقلت للعمل في قناة »أون. تي. في« من خلال برنامجها اليومي »بلدنا بالمصري« الذي أعتقد أنه من أهم البرامج في مصر.. وأعتقد أيضاً أن ظهوري فيه كان نتاجاً طبيعياً لعمل وجهد وعرق وتفكير متواصل لمدة سنة ونصف السنة لأنني وقناة »أون. تي. في« بدأنا معاً وكبرنا معاً ونجحنا معاً. وماذا عن تجربتك مع قناة الجزيرة؟ تعاملت مع قناة الجزيرة من خلال عدة أفلام تسجيلية وكنت أظهر مرة واحدة كل شهرين في فيلم مدته 35 دقيقة.. وقد ساهمت هذه التجربة في إثرائي كمذيعة وإعلامية لكنها لم تكن كافية لأن يعرفني المشاهد.. تماماً كما حدث مع النشرة الفرنسية التي كنت أقدمها علي قناة النايل تي في طوال 21 عاماً.. ولم يشعر بي خلالها أحد. يقال إن »ريم ماجد« ثورية ولها نشاط سياسي بارز؟ لا أدري إذا كنت ثورية أم لا.. لكن ما أعلمه جيداً أني »ماعنديش« أي نشاط سياسي.. فلست ضمن حزب ولا أنتمي لجماعة سياسية أو حركة وطنية ولكني طوال الوقت مهمومة بقضايا بعينها وشاركت في مظاهرات بصفتي »ريم الإنسانة« حدث ذلك في الانتفاضة وحرب لبنان مثلي مثل أي بنت مصرية.. وربما تعود اهتماماتي ببعض هموم الوطن إلي أن أبي كان أحد ضباط العبور وأجبرتنا ظروف عمله في هيئة قناة السويس علي الانتقال للإقامة في بورسعيد علي مدي 71 عاماً كاملة وكان أحلي وأجمل إجبار في حياتي لأن بورسعيد بكل معانيها وصورها ومن فيها من مصريين أو جنسيات أخري مثل اليونانيين أو الإيطاليين.. وأعتقد أن هذه النشأة المختلفة أفرزت شخصية مختلفة أيضاً. يتحدثون عن »حظوتك« في قناة »أون. تي. في« بدليل رحيل معظم زملائك والإبقاء عليك؟ ليست لي أدني »حظوة« في أي مكان.. كل ما هناك أنني »مثبتة« في قناة »أون. تي. في« منذ أن التحقت بالعمل بها.. إلي جانب أن القناة راهنت علي أصحاب الفكر والمثقفين وابتعدت عن الاستعانة بالنجوم مثل قنوات أخري وكانت النتيجة أن القناة كسبت الرهان. وماذا كسبت ريم؟ كسبت وجودي.. وإثبات ذاتي جزئياً وبدأت في تحقيق أول أهدافي وطموحاتي ووقفت علي أول طريق لتحقيق طموحاتي الأكبر والأهم.. وكسبت أيضاً حب الناس وأشعر بسعادة بالغة عندما أمشي في الشارع وأسمعهم ينادوي عليّ باسمي. وماذا عن المكاسب المادية؟ أنا أتقاضي أقل رقم بالمقارنة مع زملائي الذي يقدمون نوعية مماثلة لبرنامجي.. وأعتقد أن هذا طبيعي جداً لأني أعتبر نفسي آخر العنقود إلي جانب أن أجري مكفيني والحمد لله. هل تمارسين عملك بحرية؟ إلي حد ما.. فليست هناك حرية مطلقة لكن يوجد هامش للحرية مستحملنا.. ولازم نعافر فيه.. علشان يوسع.. ويسعنا ويسع ملايين مثلنا.. لكن حرية مطلقة لم ولن تتحقق. ومَن مثلك الأعلي؟ جدي الله يرحمه. ومن الإعلاميين؟ أي إعلامي بيحترم نفسه وبيحترم الضيف الذي يتحدث معه ولا يتعامل مع المشاهد باعتباره متلقياً سلبياً.. والأهم أنه يكون بيذاكر شغله ويرفض يتكلم في موضوع »مش فاهمه«.. ومثلي الأعلي أيضاً كل إعلامي رزقه علي الله.